ويقول القائمون على هذه المبادرة إن هذا اليوم اكتسب دفعاً هذه السنة بفضل وثيقة الأخوة الإنسانية، مشيرين إلى أن يوم الحوار المسيحي الإسلامي في إيطاليا أبصر النور في العام 2001 في أعقاب الاعتداءات الإرهابية على البرجين التوأمين في نيويورك، ومقر وزارة الدفاع في واشنطن. وقد أقيمت مبادرات عدة في عدد من المدن الإيطالية بينها فيشنسا، كيافاري، تورينو، فيرونا، فاينسا وغيرها.
للمناسبة أجرى موقع فاتيكان نيوز مقابلة مع الكاهن جوليانو سافينا، مدير المكتب الوطني للمسكونية والحوار ما بين الأديان التابع لمجلس أساقفة إيطاليا الذي أكد أن التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية في الرابع من شباط فبراير الماضي شكل قيمة إضافية بالنسبة لهذا اليوم. وذكّر بأن هذه المبادرة اتُخذت في أعقاب أحداث الحادي عشر من أيلول سبتمبر، وتم اختيار تاريخ السابع والعشرين من تشرين الأول أكتوبر لأنه في هذا اليوم بالذات من العام 1986 دعا البابا الراحل يوحنا بولس الثاني قادة الديانات حول العالم إلى اللقاء في مدينة القديس فرنسيس من أجل ابتهال عطية السلام من الله. وأضاف الكاهن سافينا أن هذه المبادرات أظهرت أن الحوار ممكن بين أتباع مختلف الديانات، لا بل يمكن للأديان أن تتحوّل إلى أدوات للحوار، قادرة على تكييف العمليات الثقافية وسط مجتمعاتنا، ونحن بأمس الحاجة إلى هذا الأمر، خصوصا في زماننا الراهن.
هذا ثم لفت إلى أن البابا يوحنا بولس الثاني شاء أن يسلط الضوء، منذ ثلاث وثلاثين سنة، على بعد جديد للسلام، وطريقة جديدة لتعزيزه ونشره، معتبرا أن هذا السلام لا ينبغي أن يأتي كثمرة للتفاوض والمساومات السياسية والمقايضات الاقتصادية. ورأى البابا فويتيوا أن السلام الحقيقي هو ثمرة صلاة الناس على الرغم من اختلاف انتماءاتهم الدينية ويأتي تعبيراً عن الكائن الأسمى الذي يتخطّى قدراتنا البشرية.
هذا ثم أشار سافينا إلى أن وثيقة الأخوة الإنسانية، المعروفة أيضا باسم وثيقة أبو ظبي، تؤكد أن الإيمان بالله يحمل المؤمن على أن يرى في الآخر أخا ينبغي أن نساعده ونحبّه، في إطار السعي إلى الدفاع عن الخليقة وكل كائن بشري، لاسيما الأشخاص الأكثر ضعفاً وفقرا. وذكّر المسؤول الكنسي الإيطالي بأن المكتب الوطني للمسكونية والحوار ما بين الأديان عمل دوماً على بناء ونسج علاقات استثنائية مع الجاليات المسلمة الإيطالية من خلال عقد لقاءات عدة.
وتحدث بعدها عن اللقاء الذي عُقد هذا العام في المسجد الكبير بروما يوم التاسع والعشرين من حزيران يونيو الماضي، وشارك فيه ممثلون عن مختلف الكنائس والأديان فضلا عن مندوبين عن مختلف الجاليات الإسلامية المتواجدة على التراب الإيطالي. وأوضح أيضا أن أمين عام مجلس أساقفة إيطاليا المطران ستيفانو روسّو شارك بفرح كبير في هذا اللقاء، كما أن مشاركة المسلمين لم تقتصر على الجمعيات والهيئات المعترف بها مؤسساتياً شأن اتحاد الجاليات المسلمة في إيطاليا، والمركز الثقافي الإسلامي وغيرهما، إذ حضر أيضا ممثلون عن الجاليات القليلة العدد من المواطنين السنغاليين والبنغاليين، والباكستانيين والأتراك. وذكّر في الختام بأن المشاركين في الاجتماع تناولوا في نقاشاتهم وثيقة الأخوة الإنسانية نظراً لما تكتسبه من أهمية.
أخبار الفاتيكان