لثلاثاء من الأسبوع السادس من زمن الفصح
أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَا لا أَظُنُّ أَنِّي أَدْرَكْتُ، ولـكِنْ يَهُمُّنِي أَمْرٌ وَاحِد، وهُوَ أَنْ أَنْسَى ما ورَائِي، وأَمْتَدَّ إِلى ما أَمَامِي. فأَسْعَى إِلى الـهَدَفِ لأَفُوزَ بالـجَائِزَةِ العُلْيَا الَّتي يَدْعُونَا اللهُ إِلَيْهَا في الـمَسِيحِ يَسُوع. فَلْنَكُنْ إِذًا جَمِيعُنَا، نَحْنُ الكامِلِين، على هـذَا الرَّأْي، وإِنْ كانَ لَكُم رَأْيٌ آخَر، فَاللهُ سيُظْهِرُ لَكُم ذلِكَ أَيْضًا. ومعَ ذلِكَ عَلَيْنَا أَنْ نُواصِلَ مِنْ حَيْثُ بَلَغْنَا. إِقْتَدُوا بِي، أَيُّهَا الإِخْوَة، وانْظُرُوا إِلى الَّذِينَ يَسْلُكُونَ على مِثَالِنا. فَكَثِيرٌ مِنْ أُولـئِكَ الَّذِينَ كُنْتُ أُكَلِّمُكُم عَنْهُم مِرَارًا، وأُكَلِّمُكُم عَنْهُمُ الآنَ باكِيًا، يَسْلُكُونَ كأَعْدَاءٍ لِصَلِيبِ الـمَسِيح، أُولـئِكَ الَّذِينَ عَاقِبَتُهُمُ الـهَلاك، أُولـئِكَ الَّذينَ إِلـهُهُم بَطْنُهُم، ومَجْدُهُم في عَارِهِم، وفي أُمُورِ الأَرْضِ هُمُّهُم. أَمَّا نَحْنُ فمَدِينَتُنَا في السَّمَاوَات، ومِنْهَا نَنْتَظِرُ الرَّبَّ يَسُوعَ الـمَسِيحَ مُخَلِّصًا. وهوَ سَيُغَيِّرُ جَسَدَ هَوَانِنَا، فيَجْعَلُهُ على صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، وَفْقًا لِعَمَلِ قُدْرَتِهِ، الَّتي بِهَا يُخْضِعُ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيء.
قراءات النّهار: فيليبّي ٣: ١٣-٢١ / يوحنّا ١١: ١٧- ٢٧
التأمّل:
“يَهُمُّنِي أَمْرٌ وَاحِد، وهُوَ أَنْ أَنْسَى ما ورَائِي، وأَمْتَدَّ إِلى ما أَمَامِي”!
هذه الآية تعني كلّ إنسان يعاني من ماضيه ويعيش أسير الذكريات وخاصّةً المؤلمة!
يدعوه مار بولس ويدعونا إلى التطلّع إلى الأمام مركّزين عيوننا وقلوبنا على الربّ يسوع قائلا: “فأَسْعَى إِلى الـهَدَفِ لأَفُوزَ بالـجَائِزَةِ العُلْيَا الَّتي يَدْعُونَا اللهُ إِلَيْهَا في الـمَسِيحِ يَسُوع”!
الجائزة هي الثبات في الله وفي الربّ يسوع مهما حاولت عواصف الدنيا إبعادنا عن درب الخلاص…
فلنمضِ قُدُماً في درب الخلاص، تاركين الماضي للماضي، شاخصين صوب الملكوت!
الخوري نسيم قسطون
أليتيا