تذكار مديح يوحنّا المعمدان
إِنِّي أَفْرَحُ الآنَ بِالآلامِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم، وأُتِمُّ في جَسَدِي مَا نَقَصَ مِن مَضَايِقِ الـمَسِيح، مِن أَجْلِ جَسَدِهِ الَّذي هُوَ الكَنِيسَة، وقَدْ صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهَا، وَفْقَ تَدْبِيرِ اللهِ الَّذي وُهِبَ لي مِن أَجْلِكُم، لِكَي أُتِمَّ التَّبْشِيرَ بِكَلِمَةِ الله، ذاكَ السِّرِّ الـمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ والأَجْيَال، ولـكِنَّهُ كُشِفَ الآنَ لِقِدِّيسِيه، الَّذِينَ شَاءَ اللهُ أَنْ يُعَرِّفَهُم مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هـذَا السِّرِّ في الأُمَم: إِنَّهُ الـمَسِيحُ فيكُم، وهُوَ رَجَاءُ الـمَجد! وبِهِ نَحْنُ نُبَشِّرُ وَاعِظِينَ كُلَّ إِنْسَان، ومُعَلِّمِينَ كُلَّ إِنْسَانٍ في كُلِّ حِكْمَة، لِكَي نَجْعَلَ كُلَّ إِنْسَانٍ كَامِلاً في الـمَسِيح. ولأَجْلِ ذلِكَ، فإِنِّي أَتْعَبُ وأُجَاهِدُ بِحَسَبِ قُدْرَتِهِ العَامِلَةِ فيَّ بِقُوَّة.
قراءات النّهار: قولوسّي ١: ٢٤-٢٩ / لوقا ٧: ١٨-٣٠
التأمّل:
قد يستغرب البعض قول مار بولس: “إِنِّي أَفْرَحُ الآنَ بِالآلامِ الَّتي أُعَانِيهَا مِنْ أَجْلِكُم”!
بالطبع، لا يمكن للألم أن يتسبّب بالفرح إلّا لمن يعاني من اضطرابٍ نفسيّ ولذلك لا بدّ من متابعة القراءة لنصل إلى القول: “وأُتِمُّ في جَسَدِي مَا نَقَصَ مِن مَضَايِقِ الـمَسِيح، مِن أَجْلِ جَسَدِهِ الَّذي هُوَ الكَنِيسَة، وقَدْ صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهَا”.
يبيّن هذا الكلام بأنّ الألم ليس غايةً بحدّ ذاته ويظهر بأنّ المؤمن الحقيقي لا يقف في وجهه ألم ولا تعرقله في مسيرته الخلاصيّة شدّة لأنّه يتجاوزها متابعاً جهوده في خدمة رسالة المسيح داخل الكنيسة كما ورد في آخر رسالة اليوم: “ولأَجْلِ ذلِكَ، فإِنِّي أَتْعَبُ وأُجَاهِدُ بِحَسَبِ قُدْرَتِهِ العَامِلَةِ فيَّ بِقُوَّة”
الخوري نسيم قسطون
أليتيا