ترأس راعي أبرشية طرابلس وتوابعها للموارنة المطران جورج ابو جودة القداس الاحتفالي لمناسبة عيد القديس سمعان العامودي في بلدة بيت ملات عاونه الكاهنان مطانيوس سابا وسيمون الراسي بمشاركة فاعليات واهالي البلدة.
بعد الانجيل المقدس، القى ابو جودة عظة تحدث فيها عن سيرة القديس سمعان الكبير وقال:”عاش في شمالي سوريا، في نواحي مدينة حلب، فتوافد إليه الكثيرون من الساعين إلى الكمال الروحي، فتحولت حياته إلى مدرسة إنضم إليها الكثيرون، هي مدرسة ما يمكننا تسميته العموديين الذين عاشوا في التجرد الكلي حبا بالمسيح”.
اضاف:”قد يتساءل الكثيرون منا، وبخاصة بعض المشككين الذين يدعون المنطق والعقلانية، ما هو معنى الحياة النسكية التقشفية، وما هي الإفادة التي يجنيها المجتمع من هؤلاء الأشخاص الغريبي الأطوار والتصرفات”.
وتابع:”المعروف أن الكثيرين من المفكرين وعلماء الإجتماع يصنفون الناس إلى منتجين وغير منتجين، لأنهم يركزون تفكيرهم على المادية فقط وينكرون أهمية الروح، ومن بين غير المنتجين يضعون الرهبان والنساك”.
وقال:”قد يبدو الأمر صحيحا ظاهريا، لأن النتائج المادية لمثل هذه الحياة معدمة كليا، لكننا إذا ما نظرنا إلى الأبعد وجدنا أن حياة الكثيرين من الذين أنتجوا وربحوا وكدسوا الأموال والثروات والمقتنيات تلاشوا ولم يعد أحد يذكرهم إلا بما قاموا به من أعمال سوء، بينما إذا ما عدنا إلى التاريخ، القديم والحديث، وجدنا أن أولئك الذين أماتوا أنفسهم عن العالم في الحياة النسكية والتقشفية كالقديس أنطونيوس الكبير والقديس مارون والقديس سمعان العامودي وغيره من النساك العموديين، وأقرب منا القديس شربل وغيره من النساك في الشرق والغرب، هم الذين يذكرهم التاريخ بإعجاب، ويتوافد الكثيرون إلى أضرحتهم للتبرك ولطلب النعم من الله بواسطتهم”.
ورأى أن “المهم هو أن نعرف ما هي الأولويات في حياتنا، هل هي لأمور المادة أو لأمور الروح ونتساءل ما هي الأهمية التي نعطيها لحياتنا الروحية ونحن نكافح ونجاهد ونتعب في حياتنا، هل فقط لتأمين لقمة العيش المادية والغنى والثروة، أم في سبيل الوصول إلى الله والحياة السعيدة معه”.
ودعا الى تذكر قول السيد المسيح “ولنحاول أن نعيشه… هو الذي يقول لنا:(ماذا ينفعكم لو ربحتم العالم كله وخسرتم أنفسكم)”.
وطنية