هنأ الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، “شعب لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى عودة المؤسسات الدستورية إليه”، معلنا أنه يتطلع “إلى رفع القيود التي فرضتها الحكومات نتيجة ظروف معينة، ليعود لبنان مقصدا لجميع العرب”.
جاء ذلك في البيان الختامي لأعمال المكتب الدائم للاتحاد، التي عقدت في الجزائر العاصمة من 12 إلى 14 شباط الجاري. وقد أذاع البيان الأمين العام لإتحاد الكتاب اللبنانيين نائب الأمين العام للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الدكتور وجيه فانوس، وصاغه بتكليف من الأمانة العامة للاتحاد العربي، أمين العلاقات الخارجية في اتحاد الكتاب اللبنانيين عدنان برجي.
وجاء في البيان الختامي:
“في فضاء الجزائر الرحب وفوق أرضها المجبولة بدماء الشهداء، وبرعاية سامية من فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية السيد عبد العزيز بوتفليقة، وتحت إشراف معالي وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي، وفي ضيافة اتحاد الكتاب الجزائريين، انعقد اجتماع المكتب الدئم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب برئاسة الأمين العام للاتحاد العام الشاعر الأستاذ حبيب الصايغ، دورة شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، مترافقة مع ندوة حملت عنوان “تجليات ثقافة المقاومة في الأدب العربي المعاصر”، وذلك أيام 12 و13 و14 شباط/ فبراير 2017. وبحضور كل من: اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، اتحاد الكتاب الجزائريين، اتحاد كتاب مصر، الاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين، اتحاد الكتاب التونسيين، الاتحاد العام للأدباء والكتاب الموريتانيين، الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، اتحاد الكتاب اللبنانيين، رابطة الكتاب الأردنيين، اتحاد الكتاب العرب بسورية، الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين، رابطة الأدباء الكويتيين، أسرة الأدباء والكتاب في البحرين، الجمعية العمانية للكتاب والأدباء، اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، وقد انضم مجلس أندية الأدب السعودية بعد إقرار انضمامه. واعتذر عن الحضور وفد اتحاد الكتاب اليمنيين لصعوبة السفر، واتحاد كتاب المغرب لتضارب موعد انعقاد الدورة مع التزامات سابقة له بمواعيد محددة من قبل.
وفي ختام أعمال الدورة، صدر عن المجتمعين البيان التالي:
1- إن الظروف التي تمر بها المنطقة العربية في ظل المتغيرات الدولية، وتعاظم الأطماع الإقليمية، تستدعي من المثقفين العرب، كتابا وأدباء ومفكرين وأصحاب رأي، إعلاء قيم ثقافة المقاومة بكل تجلياتها. كيف لا وحضارتنا العربية قدمت النماذج الأفضل تاريخيا في الانفتاح على الآخر وقبوله، بعيدا عن أي تعصب أو غلو أو تطرف.
2- إن ما يجري في أكثر من قطر عربي، بدافع من احتلال صهيوني وتدخلات أجنبية استعمارية ومخططات تقسيمية تفتيتية معلنة، واختراقات ثقافية معلومة الهدف، أسهم في تخريب النسيج المجتمعي العربي، وعمل على استبدال ثقافة المواطنة بثقافة الانتماء الضيق طائفيا أو مذهبيا أو عرقيا أو أثنيا، وهو ما ترفضه الثقافة العربية كليا.
3- يستنكر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب القرارات العنصرية التي اتخذتها الإدارة الأميركية الحالية، بمنع رعايا سبع دول عربية وإسلامية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، كما يستنكر ربط الإسلام بالإرهاب.
4- إن “داعش” وأخواتها من الجماعات التكفيرية، تستخدم لغرضين متلازمين: الإساءة إلى الدين الإسلامي الحنيف، دين التسامح والمحبة وقبول الآخر، وتبرير قيام الكيان العنصري الصهيوني فوق أرض فلسطين المحتلة.
5- يستنكر الاتحاد ويدين دعوة الرئيس الأمريكي لنقل سفارة بلاده في فلسطين المحتلة إلى القدس الشريف، في محاولة لإضفاء الشرعية الدولية على تهويدها، إن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية.
6- يتوجه الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب إلى القادة العرب، عشية انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد، لوقف نزيف الخلافات العربية العربية التي عمقت الاختراق الدولي والإقليمي للأمن القومي العربي، فهذه المنطقة منذ فجر التاريخ يحكمها قانون ثابت: فإما أن تكون الأمة قوية بوحدتها فتشع حضارة عليها وعلى من حولها، وإما أن تكون ممزقة فيستغل ثرواتها الطامع الإقليمي والمستعمر الغربي.
7- يرفض الاتحاد العام كل تدخل، دولي كان أو إقليمي، في شؤؤن أية دولة عربية، كما يرفض كل محاولة لتصدير تجربة بعينها، أو اجتهاد بعينه، فالشعب العربي في كل قطر من أقطار الوطن هو صاحب الحق الأوحد والوحيد في اختيار نظامه السياسي بأسلوب ديمقراطي بعيدا عن أية فوضى مسلحة.
8- يدين الاتحاد استمرار احتلال الأراضي العربية المحتلة سواء الجزر العربية الاماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التي تحتلها إيران، أو لواء إسكندرون السوري الذي تحتله تركيا، أو الجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية اللذين يحتلهما الكيان الصهيوني، أو الاحتلال الإسباني لسبتة ومليلة في المملكة المغربية.
9- يدعو الاتحاد العام إلى تضامن العرب في ما بينهم وإلى تكامل طاقات الأمة، فبدون ذلك لا إمكانية لحماية الأمن القومي ولا لتحقيق الأمن الاجتماعي ولا للتنمية أو الإنماء.
10- ينبذ الاتحاد كل دعوة للتطرف والغلو، ويدين الأعمال التي ترتكبها الجماعات الإرهابية كافة في مصر وليبيا والعراق وسوريا واليمن والصومال وسواهم من الأقطار العربية، ويدعو إلى تغليب الوحدة الوطنية، فهي المدخل لبناء الأوطان وتطوير الأنظمة وبناء مجتمع العدالة والشفافية ومنع الفساد والرشوة.
11- يدعو الاتحاد، أكثر من أي وقت مضى، إلى مأسسة جامعة الدول العربية وجميع المؤسسات العربية المشتركة، كما يدعو قادة الأمة ملوكا ورؤساء وأمراء إلى إيجاد آلية تضمن تنفيذ المقررات التي يتفقون عليها وهي كثيرة ومزمنة ومفيدة للجميع، وفي مقدمها القوة العربية المشتركة لمنع الاعتداء الخارجي والمساعدة حيث تدعو الحاجة إلى ضمان أمن المواطن.
12- يحيي الاتحاد العام البطولات التي يسطرها الشباب الفلسطيني في وجه آلة الاٍرهاب الصهيوني، ويدعو المجتمع الدولي إلى الضغط على الصهاينة لوقف تهويد القدس، ورفع الحصار عن غزة ووقف الاستيطان الاستعماري في الضفة الغربية، وفي الوقت عينه يدعو جميع القوى والفصائل الفلسطينية إلى توحيد جهودها، فبدون ذلك تضيع كل الجهود العربية والدولية التي تريد مساعدة الشعب الفلسطيني لتحرير الأرض والمقدسات.
13- يدين الاتحاد كل محاولات التطبيع مع العدو الصهيوني، ويدعو الكتاب والأدباء العرب إلى مواجهة التطبيع الثقافي الذي تسعى إليه قوى صهيونية تحت مسميات مختلفة.
14- يهنئ الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب شعب لبنان على انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى عودة المؤسسات الدستورية إليه، وهو يتطلع إلى رفع القيود التي فرضتها الحكومات نتيجة ظروف معينة ليعود لبنان مقصدا لجميع العرب.
15- تتوجه الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وجميع الوفود المشاركة، بالشكر الجزيل لقيادة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وحكومتها، على الحفاوة التي واكبت أعمال الدورة الحالية لمكتب الاتحاد، وتتقدم من اتحاد الكتاب الجزائريين بجزيل الامتنان على الجهود التي بذلت من قبله لإنجاح الندوة وأعمال الدورة”.
وطنية