” فأنتصب إذاً كشجرة حسنة نضارتَها حاملة أثمار الفضيلة، واحذر أن تجئ دودة الكبرياء فتفسد أثمار تواضعك، لا يسرق الكذب صدقك، ولا يغش السبح الباطل تورعك، ولا يستل الغيظ وداعتك، لا يسلب الغضب طول أناتك، ولا تفسد الخصومة سلامتك، ولا تعوق المعاداة مصادقتك، ولا يقطع الحقد المحبة، ولا يبيد القرف الإكرام، ولا يوزع المحك الاتفاق،
ولا يطرد الاضطراب السكوت… ولا يثقل الضجر النشاط، ولا يمنع العجز الخدمة، ولا يسحب التذمر الخضوع، ولا تختلس المعصية الطاعة، ولا يغلب الكلام الباطل الترنم والترتيل، ولا يقهر المزاح دراسة التمجيد، ولا تعطل الفظاظة المسامحة….
ولا تحب والديك أكثر من المسيح، ولا تستلذ وتستحل العالم أكثر من ملكوت السموات، ولا يغير الغنى عندك الفقر، ولا تجعلك النميمة قاتل أخاك، ولا تدنس المشارة نفسك، ولا يحرقك الحسد للقريب، ولا ينجس الغش صفا قلبك، لا يغلق الظلم دونك الفردوس….
لا يبدد عظامك استرضاء الناس، لا تقطع مجاهرتك محاباة الوجوه، لا تسحبك محبة اللذة من محبة اللـه…
فمن يلتفت إلي ورائه لا يستحق ملك اللـه…
إذاً لا تجنح يميناً ولا يساراً بل بادر في طريق وصايا اللـه الملوكي مقوماً سعيك إلي الملك السمائي وصلِ عني أنا الخاطئ لكي ما إذا صرت أنا الغير مستحق مشاركاً للقديسين أؤهل معهم للتمتع بالخيرات الأبدية بيسوع المسيح ربنا.”
القديس إفرام السرياني.
Zenit