اختتم اسبوع الصلاة من اجل وحدة الكنائس، بأمسية مرنمة بيزنطية سريانية، وأناشيد شعبية من التراثين البيزنطي القسطنطيني والماروني في كنيسة مار جريس في جبيل، أحيتها جوقة “الصوت العتيق”، بادارة الاب ميلاد طربيه، وجوقة “الاناشيد الارثوذكسية- جبل لبنان”، بادارة جوزف يزبك، وشارك فيها راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، كاهن رعية سيدة النجاة الارثوذوكسية الاب بولس جبور ممثلا متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما للروم الارثوذكس المطران جورج خضر، المدبر العام الاب طوني فخري ممثلا الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة، ولفيف من الراهبات والرهبان والكهنة في الكنيستين الشقيقتين الكاثوليكية والارثوذوكسية، وحضرها قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، وحشد من مختلف الرعايا وجمعيات انسانية وأهلية وروحية.
جبور
استهلت الامسية بكلمة للاب جبور، الذي اعتبر ان “المجتمعين من بلاد جبيل في كنيسة مار جرجس المارونية، يقيمون اللقاء عرسا، لانهم يعتقدون بعزم ثابت ان هذه اللقاءات السنوية تذكر بالمبادرة الالهية في سفر العدد 16، حيث يعلن الرب من هو له، ومن المقدس حتى يقربه اليه. فهو اختاركم ويقربكم اليه وانتم له، جماعته، خاصته. لانكم على أساس الرسل راسخون، ولكلمته حافظون، تنشدون وحدة المحبة المتبادلة في انتظار انشودة الوحدة الاسمى. فلا تدع يا رب عقولنا تستقيل من فتر القلوب”.
وأشار الى ان “العائلة الواحدة ليست تجمعا بشريا، ولا توحدا في وجه آخر مختلف، فالعائلة الواحدة يجمعها الروح القدس، وعند اجتماعها تطلب باسم المسيح والآب يستجيب لمسيحه المتكون فيها، وهذه العائلة مدعوة ان تحمل صليب المسيح كل يوم، وكل الاشياء الحسية فينا تحتاج الى ان تعبر بالمصلوبية، لتبقى حواسنا وافكارنا كلها مشدودة الى المسيح، معتبرا ان “المسكونة لو تستقي من الرب، عندها تصير بعضها الى بعض”.
وقال: “المسيح يحبنا جميعا على اختلافنا، والقاعدة نفسها في العلاقات المسكونية وتقارب الكنائس في ما بينها، عهد على الحب ليسوع ولبعضنا مهما كبرت الخلافات او تعاظمت، فالله زارع الحب فيك وفي، حب يتم في حضرته ويتجلى على صليب ألم الفرقة، يعرقلنا ضعفنا عن رؤية المسيح حياة كاملة لنا. تعالوا يتوب القلب الى القلب، ونسمو ليتصور المسيح فينا، فنصبح جسده، عائلته، عائلة واحدة يسطع عليها مجد الثالوث”.
زيادة
وقدم أمين سر مطرانية جبيل المارونية الخوري جوزف زيادة عرضا عن تأسيس فرقتي الاناشيد وأعمالهما الفنية، لا سيما على مستوى الاداء الروحي، قبل ان تبدآ بالامسية التي استمرت لاكثر من ساعة، انشدتا خلالها 32 نشيدا من وحي المناسبة.
عون
وفي الختام، القى المطران عون كلمة شكر فيها المطرانين جورج خضر وكيرلس سليم بسترس على “مباركتهما ورعايتهما اللقاءات في اسبوع الصلاة من اجل وحدة الكنائس”، مشددا على ان “اللقاءات معا والصلاة معا والاشتراك بانشاد الترانيم البيزنطية والمارونية معا، تشكل عيدا. لان من يرتل حسب القديس اوغسطينوس يكون قد صلى مرتين، وبذلك تكون التراتيل مع الجوقتين المارونية والارثوذكسية قد صلينا أربع مرات”.
ورأى ان “الحضور الكثيف في هذه اللقاءات، هو تعبير عن ايمان الرعايا بالوحدة، التي تبدأ وتبنى من القاعدة عندما تكون النفوس مهيأة لها، فلا ننتظر رؤساء الكنائس، اولا لتحقيق هذه الوحدة، التي تأتي تتويجا لرغبة الرعايا وتوقهم اليها، حيث كلما التقينا بالصلاة والتعاون والتضامن. تتحقق هذه الوحدة بين الكنائس بشكل ملموس انطلاقا من النفوس الناضجة في مجتمعنا”، متمنيا ان “يبقى اسبوع الصلاة من اجل الوحدة في جبيل مميزا وحارا بالايمان والمحبة”.
وطنية