نظم مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية “الأيام العالمية للشبيبة المارونية 2017″، من خلال هيكلية ضمت لجان عمل مصغرة قامت بالتحضير لهذا الحدث، الذي انعقد للمرة الأولى في لبنان من تاريخ 15 ولغاية 26 تموز 2017. وأفادت لجنة الإعلام في مكتب راعوية الشبيبة في الدائرة البطريركية المارونية أن حوالي 1500 شاب وشابة، اجتمعوا من كل من الأبرشيات المارونية السبعة والعشرين في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار، حول البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، تطبيقا لتوصيات المجمع البطريركي الماروني بتنظيم الأيام العالمية المارونية للشبيبة، وتعميقا للشركة بين الشبيبة والرعاة، وتعزيزا للعلاقة بين الشبيبة المارونية المقيمة في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الإنتشار.
وكان سبق أن قام مكتب راعوية الشبيبة بتحضير الفوروم العالمي للشبيبة المارونية 2015، الذي جمع حوالى 250 شابا وشابة من الأبرشيات المارونية في لبنان والعالم، بين 29 حزيران و5 تموز 2015، “عاشوا فيه معا اختبار الوحدة والشركة وتواصلوا بالرغم من اختلاف لغاتهم وثقافاتهم”.
وجاء في تقرير صحافي خاص بالأيام العالمية للشبيبة المارونية 2017:
“انطلاقا من واقع الشبيبة وحاجاتها الآنية وسط مصاعب الحياة وتحدياتها، جاء عنوان الأيام العالمية للشبيبة المارونية ليحل في قلوب الشبيبة سلاما ينبع من كلمة الله القائلة: “تشدد وتشجع”. وجاءت المحاور الروحية دعوة للشبيبة للسير في خطى الرب يسوع المسيح مسيرة حياة ملؤها الحياة. فكان عنوان اليوم الأول، تشدد وتشجع… إلهنا سكن بيننا. وعنوان اليوم الثاني، تشدد وتشجع إلهنا أحبنا حتى الموت. وعنوان اليوم الثالث، تشدد وتشجع إلهنا أحيانا بقيامته. وعنوان اليوم الرابع، تشدد وتشجع إلهنا يقوينا بروحه. وعنوان اليوم الخامس، تشدد وتشجع إلهنا معنا حيثما ذهبنا.
وقد تمحورت الأيام العالمية للشبيبة المارونية حول أربع أهداف، ألا وهي: تعميق العلاقة الشخصية بيسوع المسيح، والتعرف على تاريخ الكنيسة المارونية وروحانيتها، وتنمية حس الانتماء الرعوي والأبرشي، وبناء وتعميق العلاقة والصداقات بين الشبيبة المارونية المقيمين والمنتشرين.
وقد بدأ برنامج الأيام العالمية للشبيبة المارونية، باستقبال الشبيبة الوافدة على مطار بيروت الدولي استقبالا مغمورا بحفاوة اللقاء وكرم الضيافة اللبنانية مع لجنة الاستقبال ولجان شبيبة الأبرشيات. كما تميز الاستقبال بحضور وزير السياحة اللبناني أواديس كيدانيان، ترافقه وزيرة السياحة الأردنية السيدة لينا عناب، للمشاركة في استقبال الشبيبة الوافدة وبشكل خاص شبيبة الأراضي المقدسة والأردن، وذلك تنويها منهما للمجهود الكبير الذي قام به مكتب راعوية الشبيبة على المستوى السياحي.
ثم انتقلت الشبيبة الوافدة من الخارج لتعيش خبرة الأيام الأبرشية في ضيافة عائلات الشبيبة اللبنانية في كافة الأبرشيات المارونية على امتداد الوطن. فكان توزيع الأبرشيات كالتالي:
– استضافت أبرشية أنطلياس كل من شبيبة أبرشيتي قبرص ولوس أنجلوس
– استضافت أبرشية بعلبك – دير الأحمر كل من شبيبة أبرشيات باريس وحلب وقسم من شبيبة أبرشية القاهرة
– استضافت أبرشية البترون كل من شبيبة أبرشية أستراليا وقسم من شبيبة أبرشية اللاذقية
– استضافت أبرشية بيروت كل من شبيبة أبرشيتي كندا ودمشق
– استضافت أبرشية جبيل قسم من شبيبة أبرشية البرازيل وقسم من أبرشية اللاذقية
– استضافت أبرشية جونيه كل من شبيبة أبرشية المكسيك وقسم من أبرشية اللاذقية
– استضافت أبرشية صيدا كل من شبيبة أبرشية الأرجنتين – كولومبيا وقسم من أبرشية مصر
– استضافت أبرشية صربا شبيبة أبرشية الأراضي المقدسة والأردن
– استضافت أبرشية طرابلس قسم من شبيبة أبرشية أستراليا وإكسرخوسية أفريقيا وشبيبة الخليج
– استضافت أبرشية صور قسم من شبيبة أبرشية مصر وأبرشية البرازيل
– استضافت أبرشية زحلة كل من شبيبة أبرشية بروكلين وقسم من شبيبة أبرشية مصر
– استضافت أبرشيتي زغرتا والجبه شبيبة كل الأبرشيات في اليومين الأخيرين 22 و23 تموز 2017.
وقد تميز برنامج الأبرشيات، الذي امتد من 15 إلى 18 تموز، بغناه الكبير على الصعيد الروحي والثقافي والاجتماعي والسياحي، فضلا عن إستضافة العائلات اللبنانية لشبيبة النطاق البطريركي وبلدان الإنتشار في بيوتها، حيث اختبروا معا تقاليد العائلة المارونية.
وفي 19 تموز، انتقلت الشبيبة من كافة الأبرشيات المارونية إلى الأديرة المحيطة ببكركي، لتبدأ مغامرتها المركزية في الأيام العالمية للشبيبة المارونية، حيث كان الافتتاح الرسمي لهذا الحدث العالمي مساء في الصرح البطريركي في بكركي، برعاية وحضور غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، وحضور السفير البابوي غبريال كاتشيا، والأساقفة، والرؤساء العامين والرئيسات العامات، وممثل فخامة رئيس الجمهورية الوزير بيار رفول، ووزير السياحة اللبناني أواديس كيدانيان، ووزيرة السياحة الأردنية السيدة لينا عناب، ودبلوماسيين، فضلا عن مشاركة ممثلين من مختلف الكنائس والأديان. قدم الحفل الإعلاميان كاتيا المندلق وإيلي أحوش. استهل اللقاء بدخول غبطة البطريرك على أنغام فرقة جعيتا الموسيقية. تلاه النشيد الوطني اللبناني. ومن ثم، قدمت مشهدية مسرحية حول موضوع الأيام وواقع شبيبة اليوم، بعدها، دخل موكب ذخائر القديسين: شربل ورفقا ونعمة الله الحرديني والطوباوي الأخ اسطفان نعمة والأب يعقوب الكبوشي والإخوة المسابكيين. وذلك على ألحان جوقة جامعة سيدة اللويزة، التي أحيت الصلاة الاحتفالية، ورفعت الشبيبة المشاركة نواياها كل بحسب لغته. كما تم عرض فيلم عن الأيام العالمية للشبيبة المارونية. وكانت كلمة للخوري توفيق بو هدير، منسق مكتب راعوية الشبيبة، استعرض في سياقها الأبرشيات المشاركة. ومن ثم، تم عرض نشيد الأيام العالمية للشبيبة المارونية بالحركات تعبيرية. وبعد ذلك، وجه السفير البابوي رسالة وبركة من البابا فرنسيس للشبيبة المشاركة في الأيام العالمية الأولى للشبيبة المارونية. لاحقا، بدأ الاستعراض الاحتفالي مع فرقة دبكة دير الأحمر، ثم الفنان طوني حنا ومن بعده الأخوين شحادة. وفي ختام الحفل، كانت كلمة لغبطة البطريرك، تلتها إضاءة لشعلة الأيام العالمية. ثم افتتاح معرض الأبرشيات، حيث عرفت كل أبرشية عن ذاتها في منصة عرض خاصة بها.
وفي 20 تموز، ابتدأ برنامج الأيام العالمية الروحي بالصلاة، تلاها التعليم المسيحي اليومي، فضلا عن ورش العمل الفكرية. وعند الساعة 3 من بعد الظهر، كان افتتاح معرض ومهرجان الشباب في جامعة الروح القدس في الكسليك، في مسرح يوحنا بولس الثاني. بعدها، توجه الحضور إلى باحات الجامعة حيث المعرض الذي جمع الرهبانيات والجمعيات والحركات الشبابية، كفرصة لتبادل الخبرات وتوسيع آفاق الشبيبة بهدف التعرف على المعنى الحقيقي للدعوة والالتزام. كما كان إلى جانب المعرض، مهرجان قدمت خلاله عروض فنية وتعبيرية. وكانت فسحة روحية خاصة، صمد فيها القربان المقدس في جو مصل مع كراس للاعتراف أعدت خصيصا للأيام العالمية للشبيبة المارونية. وتوفرت في الوقت عينه، مشاغل تقنية وحرفية كتعبير روحي وديناميكي وفني للشباب. وبعد ختام اليوم الأول من المهرجان، انطلقت الشبيبة في زيارة حج ومسيرة صلاة بعنوان “كنيستنا المارونية تشهد… على خطى قديسيها” من المحبسة إلى ضريح القديس شربل في دير مار مارون – عنايا. وقد تجلت روعة إيمان الشبيبة المصلية من كل إنحاء العالم في هذه المسيرة على خطى القديسين الموارنة وبشكل خاص القديس شربل.
وفي 21 تموز، كانت صلاة الصباح، تلاها التعليم المسيحي اليومي، ومن ثم مشاغل العمل الفكرية. وبعد الظهر، انطلقت الشبيبة لاستكمال اليوم الثاني من معرض ومهرجان الشباب في جامعة الروح القدس في الكسليك. وكانت المباراة النهائية من الـ Copa Maronita، التي كانت قد ابتدأت بدور أول أنجز في الأيام الأبرشية، فيما أنجز الدور الثاني والتصفيات نهاري الأربعاء 19 والخميس20 تموز. وقد بلغ المباراة النهائية كل من أبرشيتي صور واللاذقية. لعب الفريقين في جو ودي أخوي هذه المباراة، فأتت النتيجة على الشكل التالي: فوز صور 3-2 على اللاذقية. وفي المساء، أقامت المؤسسة المارونية للإنتشار عشاء احتفاليا تكريميا على شرف الشبيبة المشاركة في الأيام، في مجمع The Legend، نهر الكلب، حيث كانت كلمة للخوري توفيق بو هدير وكلمة للأستاذ نعمة افرام، ومن ثم أحيا الحفل الفنان الشاب جوزف عطية بروح شبابية حماسية.
يوم السبت 22 تموز، انطلقت الشبيبة في الصباح الباكر إلى شمال لبنان، حيث قامت برحلات سياحة وحج إلى غابة الأرز وبلدة القديس شربل بقاعكفرا ودير مار أنطونيوس قزحيا. وفي المساء، اجتمع الكل في الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، للمشاركة في السهرة الروحية الختامية مع غبطة البطريرك. أحيتها جوقة جامعة الروح القدس. في البداية، تم عرض مونتاج عن وادي القديسين مع كلمة للحبيس يوحنا خوند. بعدها دخل موكب أيقونات القديسين. وكانت كلمة روحية تأملية لغبطة البطريرك. وبعدها كان السجود للقربان المقدس، استقبلته الشبيبة بشموع مضاءة وقلوب مصلية. ثم رفعت النوايا بمختلف لغات الشبيبة، التي وحدتها روح الأخوة والشركة والمحبة. وبعد تلاوة الأناشيد والتسابيح، اختتمت الصلاة بزياح القربان والبركة الختامية. ومن ثم كانت منامة الشبيبة في أديار وقاعات قرى جبة بشري.
ويوم الأحد 23 تموز، كان القداس الختامي مع غبطة البطريرك بحضور لفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات فضلا عن وزير الخارجية جبران باسيل، والعائلات التي استضافت الشبيبة. خدمت القداس الجوقة الأنطونية. بعد القداس، منح غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الخوري توفيق بو هدير، رتبة برديوط بلقب مونسينيور، وذلك للتضحيات والجهود التي بذلها منذ تأسس مكتب راعوية الشبيبة، ولحسن إطلاقه، ولاسيما لتنظيم الأيام العالمية للشبيبة المارونية ونجاحها، ولتوفر ثمارها الكثيرة لشبابنا، في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، وللمساهمة في نشر كتاب التعليم المسيحي للشبيبة “يوكات” وتعليم الكنيسة الاجتماعي “دوكات”. وتلا القداس حفل ختامي، قدمت فيه الشبيبة المشاركة من النطاق البطريركي وبلدان الإنتشار خبرة روحية إنسانية لمست قلوب الحاضرين. ثم أحيت الأوركسترا الهارمونية الوطنية التابعة لموسيقى قوى الأمن الداخلي، بقيادة الرائد أنطوان طعمه وبمشاركة كارول عون وشادي عيدموني، حفلا غنائيا، تفاعل معه الحاضرون تفاعلا كبيرا، لاسيما شبيبة الانتشار. واختتمت الأيام العالمية للشبيبة المارونية بغلال وافرة من نعم الرب بفرح لقاء الإخوة.
وفي 24 و25 و26 تموز، انطلقت الشبيبة في مسيرة عودة إلى الجذور، لتختبر غنى لبنان بإرثه الروحي والثقافي والسياحي، ولتتعرف على جذورها العائلية.
وودعت الشبيبة بعضها البعض بقلوب ملؤها فرح الرب، حاصدة نعما لا تحصى ولا تعد من لقاء أول دون في تاريخ الكنيسة المارونية، ينبئ بالخير والبركة لكنيسة شابة تنبض حياة في قلب الكنيسة الأم، تشهد لنعم الرب بملء الحب على مثال القديس مارون وكل الشهداء والقديسين الموارنة، وسيدة لبنان، أم الشهداء”.
وطنية