احتفلت “الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم” وجامعة الروح القدس – الكسليك باختتام مؤتمرها الثاني والعشرين حول “السبل الاجتماعية للأبحاث” الذي نظمته مع جامعة الروح القدس – الكسليك وبالتعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان. وشارك في تنظيمه كل من وزارات: التربية، البيئة، الصناعة، الاقتصاد، الإعلام، الخارجية، الطاقة، الثقافة، الاتصالات، العمل، السياحة، العدل ووزارة التنمية الإدارية، إضافة إلى مؤسسة الجيش اللبناني، قوى الأمن الداخلي، نقابتي المهندسين في بيروت والشمال، معهد البحوث الصناعية، جمعية الصناعيين اللبنانيين، تجمع رجال الأعمال اللبنانيين، المعهد الفرنسي في لبنان، الوكالة الجامعية الفرنكوفونية، المعهد الوطني للادارة، نقابة الأطباء، هيئة إدارة قطاع البترول في لبنان، المركز اللبناني لحفظ الطاقة، مؤسسة المقاييس والمواصفات اللبنانية، مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، شركة طيران الشرق الأوسط، مكتب برنامج الجودة في وزارة الاقتصاد والتجارة QUALEB، واتحاد الجامعات العربية والعديد من الجامعات من لبنان وخارجه.
شلهوب
استهلت الجلسة الختامية بكلمة تقديم للدكتورة فاتن الحاج، ثم تحدثت نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية ورئيسة قسم الدكتوراه البروفيسورة نيكول شلهوب التي اعتبرت أن “الباحث، على غرار كوكب الأرض الذي يتلقى الطاقة من الشمس ثم يعيد إرسالها إلى الفضاء الخارجي، يقع على عاتقه أن يجد دعامة له في البيئة، تمكنه من المواظبة والتألق في عمله على أن يسعى، في الوقت عينه، إلى تقدم وتألق العالم الذي ينتمي إليه”.
عويني
ولفت رئيس الجمعية اللبنانية لتقدم العلوم البروفيسور نعيم عويني إلى أن المؤتمر “استقبل لهذه السنة ما يقارب الخمسمئة ورقة علمية لباحثين لبنانيين وعرب وأجانب يعملون في عدة ميادين واختصاصات من العلوم الإنسانية، والعلوم الاقتصادية، والعلوم البيئية، والطاقة، والعلوم البحثية، والعلوم التطبيقية، والعلوم الطبية، والعلوم التكنولوجية، والاتصالات، والعلوم الغذائية وصولا إلى العلوم الفنية وهو اختصاص جديد أدخلناه هذه السنة إلى مؤتمرنا”.
وأضاف: “لا يقتصر مؤتمرنا على تقديم آخر الأبحاث العلمية التي توصل إليها الباحثون، إنما يشتمل أيضا على معالجة أكثر المواضيع الملحة والتي من واجبنا، كعلميين، البحث عن حلول جذرية لها وعرضها على مؤسسات الدولة وكل المؤسسات التي تعنى بها للمباشرة بتطبيقها”.
وشدد على أنه “علينا إدراك شيء مهم ألا وهو ضرورة تقليص الفجوة الإبداعية في بلدنا، دول عديدة إمكاناتها ومواردها متواضعة ومحدودة استطاعت أن تحقق نجاحات في منجزاتها العلمية. فلما لا نستطيع ذلك هنا؟ لعل مشكلتنا الأساسية تقف عند تمويل الأبحاث العلمية وهنا لا يمكننا لوم قطاع معين، الكل أصبح معنيا بالأبحاث العلمية ومهتم بتطويرها. لذا أدعو الأطراف المعنية كلها لزيادة الدعم المادي لتطوير الأبحاث العلمية لما لذلك من أهمية في تطور مجتمعنا”.
زمكحل
ثم تحدث رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين فادي زمكحل الذي حذر من “أزمة اجتماعية اقتصادية تدوم ما فوق خمس سنوات، لم يتعد خلالها النمو نسبة صفر إلى واحد ونصف في المئة كما نشهد قلة الاستثمارات الداخلية والخارجية”، لافتا إلى أن “الحروب الإقليمية حولنا تؤثر سلبيا على لبنان اجتماعيا واقتصاديا”. وأكد أن “الجميع يعلم أن الفرص لا تبنى إلا ضمن الأزمات”، مشددا على “ضرورة النظر إلى لبنان كمختبر اقتصادي اجتماعي نبتكر فيه الأفكار وندرب أهم الموارد البشرية المتوفرة لدينا ونختبر أهم أدوات الإدارة وخاصة إدارة الأزمات في شركاتنا، مشيدا بمزايا رجل الأعمال والباحث اللبناني ومن بينها سرعة التأقلم وإدارة الأزمات وانتشاره في العالم وسرعة التواصل لديه”.
بعيني
أما نقيب المهندسين في طرابلس المهندس ماريوس بعيني فتحدث عن الغنى الطبيعي لمنطقة الشمال، لافتا إلى أنها “تفتقد التخطيط الحكومي لاستثمار هذا الغنى”، مشددا على “أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتشجيع المبادرات الفردية وتهيئة العقول الشابة لتسهم في نهضة الوطن الجديد وتساعدهم على تطوير انفشهم عبر التواصل مع أخيهم الإنسان ومع بيئتهم”.
شربل
وألقى كلمة نقيب المهندسين في بيروت المهندس خالد شهاب، ممثله المهندس أنطوان شربل الذي أشار إلى “سعي النقابة إلى وضع استرتيجيات عمل متقدمة بالتكامل مع الجامعات الوطنية لتكون رائدة في مجال البحث العلمي والنشاط العلمي المتخصص في المجالات الهندسية كافة”.
الضاهر
وتحدث الدكتور ميشال الضاهر ممثلا نقيب الأطباء في بيروت الدكتور أنطوان البستاني. واقترح زيادة التعاون في السنة القادمة بين النقابة والجمعية، في مجالات منها أخلاقيات الأبحاث العلمية، دور المؤسسة والباحث التقنيات الطبية المتطورة وانعكاساتها الأخلاقية”.
نصولي
وكانت كلمة لمدير الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية في المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور بلال نصولي الذي شدد على “ضرورة أن يكون للجمعية اللبنانية لتقدم العلوم دور أساسي بدفع القوى السياسية وإقناعها لأخذ موضوع البحوث العلمية ضمن أولويات الدولة”، معتبرا أن “لا وجود للانماء في ظل غياب سياسة علمية واضحة للدولة”. وتطرق إلى “مواكبة المركز ودعمه للجمعية منذ بداياتها”، مؤكدا أن “تطور العلوم يكمن في توجيه الاختصاصات الجامعية والأولويات البحثية نحو الحاجات الوطنية الملحة الاستراتيجية والاساسية ومساعدة القطاع العام والخاص على حل مشاكله”.
سابوران
ونوه مدير مكتب الشرق الأوسط في الوكالة الجامعية الفرنكوفونية البروفيسور هيرفيه سابوران في كلمته بأهمية المواضيع التي طرحها المؤتمر، معتبرا أنها “سمحت بتقديم صورة واضحة عن التحديات المجتمعية التي على العالم الحالي أن يواجهها”، ومؤكدا “الدور الأساسي للأبحاث في الجامعات”.
أبو عرابي
أما أمين عام اتحاد الجامعات العربية البروفيسور سلطان أبو عرابي فقدم لمحة عن الاتحاد منذ نشأته في العام 1964، لافتا إلى أنه “أصبح يضم اليوم 32 جامعة من كل الدول العربية”. ولفت إلى أن “الاتحاد يهتم بتعزيز التعاون العربي في مجالات التدريس وضمان الجودة والبحث العلمي”. كما تحدث عن “واقع البحث العلمي في العالم العربي”، معتبرا أنه “متأخر مقارنة مع ما يجري في الدول الغربية”.
جدعون
وألقى مدير عام وزارة الصناعة داني جدعون كلمة علق فيها على المواضيع المطروحة حول البحث والحكم الصالح والتطوير والتجديد، مؤكدا “أننا بحاجة اليوم لتغيير ذهنيتنا”، معتبرا أن “لا الأموال ولا الظروف ولا الإمكانيات قادرة وحدها على التغيير، بل يجب أن تكون هناك رغبة وقدرة وإرادة شخصية قبل الجماعية للوصول إلى ما نصبو إليه”.
الجمال
وتحدث المدير العام للتعليم العالي في لبنان الدكتور أحمد الجمال فلفت إلى “أن مراكز البحث العلمي في العالم العربي بشكل عام وفي لبنان بشكل خاص من عوامل عدة ومؤشرات تنعكس سلبا على أدائها ونواتجها ومنها انحصار جهود البحث العلمي في الجامعات ومراكز الأبحاث، مع انعدام شبه كامل للتعاون مع المؤسسات الصناعية ومؤسسات المجتمع المدني، غياب لدور القطاع الخاص في عمليات البحث والتطوير وفي المشاركة بالإنفاق عليه، غياب التعاون والتنسيق فيما بين الجامعات في نفس البلد”.
كما تطرق الجمال إلى “استراتيجية التعليم العالي التي وضعتها وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان”، مشيرا إلى أنها قد “ركزت في أبعادها على البحث العلمي حيث تم وضع هدفان استراتيجيان يتعلقان بذلك، أولهما: تعزيز البحث العلمي وتطويره بما يتلاءم مع الحاجات الوطنية ضمن إطار بناء مجتمع المعرفة والتنمية المستدامة. وثانيهما: تطبيق مفاهيم الجودة ومعاييرها في مؤسسات التعليم العالي والتي تشمل معايير تتعلق بالبحث العلمي”.
دروع وجوائز وعشاء
وفي الختام قدم البرفيسور نعيم عويني دروعا تقديرية لكل من المتكلمين وللدكتور محمد خليل. ثم وزع عويني جوائز التميز المهني في البحث العلمي 2016، لأربع شخصيات علمية لبنانية قدمت إنجازات فيما يخص الأبحاث العلمية. وذهبت هذه الجوائز إلى: البرفيسور في الطب والعميد المشارك لكلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت علي بازرباشي، البروفيسور في كلية العلوم في جامعة القديس يوسف ميراي كلاسي، البروفيسور في الطب والبيوكيمياء في كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت فؤاد زيادي، والبرفيسور والباحث في مجال المعلوماتية في الجامعة الأميركية في بيروت محمد عود.
واختتم الحفل بعشاء أقيم في فندق “فينسسيا” في حضور حشد من الفعاليات السياسية والدينية والعسكرية والإعلامية والمشاركين في المؤتمر.
وطنية