اختتمت “اخويات شبيبة العذراء في لبنان”، لقاءها السنوي العشرين المنعقد في المدرسة الانطونية الدولية – عجلتون، برسالة محبة رفعتها الى البابا فرنسيس جاء فيها:
“نحن الموقعون ادناه ابناؤكم المسيحيون المنتمون الى اخويات شبيبة العذراء في لبنان، بعدما انهينا لقاءنا السنوي العام بمناسبة عيدنا العشرين والذي خصصناه للتضامن مع اخوتنا مسيحيي الشرق بمشاركة ممثلين عن عدد من شبيبة الكنائس الشرقية، وفي ظل الاحداث الاليمة التي تعصف بمنطقتنا، قررنا توجيه هذا الكتاب الى قداستكم ملتمسين بركتكم الرسولية لوطننا الحبيب لبنان وشرقناالمعذب، واردناها مناسبة لنؤكد لكم، حول اننا لن نتخلى عن ارض القداسة التي يكفيها فخرا ان يكون قد صدر من على روابيها ارشادان رسميان من اجل لبنان وقد وقعه الاول القديس البابا يوحنا بولس الثاني والاخر من اجل الشرق الاوسط وقد وقعه سلفكم قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر.
قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس
لقد تبنت اخويات شبيبة العذراء الشعار الذي اطلقه القديس البابا يوحنا بولس الثاني: “لبنان اكثر من وطن انه رسالة”، وها نحن اليوم، نعاهدكم يا ابانا ورغم كل ما نشهده من اضطهاد وتهجير باننا لن نوفر جهدا من اجل تعميم رسالة المحبة في كل الشرق فيصبح “شرق الرسالة فصل لاجلنا” وقد حملت الرسالة التي سترفع لقداسته عبر السفير البابوي في لبنان اكثر من 700 توقيع من تواقيع الشبيبة التي شاركت في اللقاء”.
وقبل القداس الختامي للقاء الذي ترأسه الخوري اميل داغر، ألقى النائب البطريركي لأبرشية صربا المارونية المطران بولس روحانا، كلمة قال: “بألامس، كنت اتكلم امام مجموعة من المفكرين حول الاستراتيجيات للحضور المسيحي في هذا الشرق، الناس قلقة في كل البلدان العربية، خصوصا المسيحيين منهم، يسيطر عليهم القلق والاضطراب والاحباط، عن اية استراتجية للمسيحيين نتكلم؟”.
اضاف: “قلت لهم بما معناه نحن كمسيحيين الاستراتجية التي يمكن اعتمادها هي الدخول في ارادة الرب، اي تدبير الله الخلاصي، اي ان ندخل افرادا وجماعات في ارادة الرب، هذا ما اتمناه لكم ايها الشبيبة، وبتحليلي الشخصي الاستراتيجية المسيحية المهمة في هذا الشرق هي استراتجية المحبة، المحبة الاتية من الله، لأن الله محبة، وهي محبة تجمع ولا تفرق، نعم المحبة التي تأتي من الله تجمع، خلافا للخطابات اللاهوتية والدينية والسياسية، ونرى في هذه الايام كم ان الخطابات المتداولة تأخذ طابعا اصوليا متشددا تعمل لتفريق الناس لا لتجميعهم. علينا ان نتواضع، نعم، علينا ان نبقى على تواضع دائم مع الله، المعرفة ضرورية، لأنه بقدر ما تزيد معرفتنا بالله، ندرك كم ان المحبة هي وحدها التي تجمع كونها الطريق السريع، بل الاسرع الى الله، نحوه ونحو الانسان”.
واشار الى ان “الصليب علامة محبة ونورها، فاذا اردنا ان نبقى في هذا الشرق علينا ان نكون اقوياء بالمحبة وان نكون شهودا لها. وانتم ايها الشباب عليكم ان تكونوا في طليعة الباقين المتجذرين بأرضهم، المتمسكون بها العاملون من اجلها، لأنكم مستقبلها والامناء عليها وعلى تاريخها ورسالتها الاتسانية والروحية”.
وبعد الذبيحة الالهية تكوكبت الشبيبة حول بعضها لتتشارك نخب المناسبة بفرح العيد العشرين لمسيرتها.
وكانت اخوية شبيبة العذراء عقدت اللقاء لمناسبة عيدها العشرين، برعاية البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي ممثلا براعي ابرشية البترون المطران منير خيرالله، وحضور المرشد العام لرابطة الاخويات في لبنان الاب سمير بشارة اليسوعي، المرشد المركزي لأخوية الشبيبة في لبنان الخوري اميل داغر، مدير تلفزيون “لا شاريتيه” الاب جان ابو خليفة، الاب لويس خوند، مختار بلدة عجلتون انطوان الهاروني، ومشاركة اخويات الشبيبة من اقاليم زحلة، صيدا، الشوف، جبيل، البترون، بيروت، المتن، الجبة، جونيه، بعبدا، الشمال، صربا وجزين. خدمت الاحتفال جوقة الشبيبة في رعية سيدة التلة – دير القمر الشوف، بادارة المرنمة سلمى بويز.
بدأ اللقاء بالصلاة، ثم بكلمة لرئيس اللجنة المركزية لاخوية الشبيبة ايلي تابت الذي دعا “لعدم الخوف والتمسك بالايمان وبحق الحضور المسيحي المهدد والذي على وشك الانهيار بقيمه ومبادئه”، اضاف: “الكنيسة بحاجة لكم فلبوا النداء، بألالتزام نبدأ، وبالقداسة ننتهي، معلنين ايماننا بروح المحبة والحق والاخلاص والرجاء”.
خيرالله
من ناحيته، اكد المطران خيرالله للشبيبة ان “يسوع وحده المخلص، وان لا خلاص لنا سواه”. وقال: “لا تخافوا مما نعيشه اليوم، فهو جزء من تاريخنا المسيحي النضالي الطويل، وحمل الصليب في هذا العالم، خصوصا في هذا الشرق الذي هو مهد المسيح ومنطلق رسالته لذا، علينا ان نحمل الصليب دائما، فهو علامة المسيح والرجاء والقيامة، وهو ما يدعونا الى البقاء متجذرين في ارضنا ومتمسكين بايماننا وبالرجاء والمحبة”.
وسأل: “ماذا يعني ان اكون مسيحيا اليوم في لبنان وبلدان الشرق الاوسط؟. الجواب بكل بساطة هو ان احمل الصليب مع المسيح، وان اكون رسولا باسمه وشاهدا لمحبته وللمصالحة والسلام وخدمة الانسان”، مضيفا “عاصفة الحقد والكراهية ستذهب، وسنبقى شهودا لمحبته عبر موته على الصليب فليس هناك من حب اعظم من ان يبذل الانسان نفسه في سبيل الاخر”.
وفي شهادة حياة قدمها المطران خيرالله قال: “كلمة الله هي الغذاء الروحي لكل انسان وليست للمسيحيين فقط، هي كلمة الرجاء ونحن ابناء الرجاء، لقد حررنا بموته من عبودية الخطيئة لنبقى خميرة المحبة في هذا الشرق”، مضيفا “ما اصابنا ويصيبنا اليوم من غليان واضطهاد نتيجة لفقداننا القيم، فالمقاييس تغيرت، والمحبة فقدت، علينا ان نعيد بناء بلدنا بلد الرسالة بالمحبة والمغفرة والتسامح”.
وتابع: “شهادتنا ان نحمل الصليب وان نغفر وان نحب، والمسيح يدعونا جميعا مجددا لنكون رسلا وشهودا له، بالصليب اي قمة المحبة والتضحية بالذات، والتسامح والمغفرة وان نثبت بقيم المحبة والايمان والرجاء والقداسة”.
وبعد استراحة استمرت ل45 دقيقة اطلقت فيها المشاغل التي تضمنت عناوين وابحاثا تمحورت حول الالتزام، النضوج، الاضطهاد، المغفرة والمصالحة، عرض اسكاتش بعنوان “العمر سوا”، ترسم، حقيقة الصراع القائم بين “الصح والخطأ، بين الخير والشر” وشهادات من العمر اكدت على ان “شعاع الشمس قادم لا محالة، وعلينا ان نتحلى بالصبر والايمان والمحبة”.
وطنية