افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي السنة القضائية في المحاكم الروحية، في حضور النائب البطريركي العام والمشرف على المحكمة الإبتدائية الموحدة المارونية المطران حنا علوان، المطران مارون العمار، القضاة وجميع أعضاء المحاكم الكنسية المارونية والموظفين.
وألقى الأباتي مارون نصر كلمة جاء فيها: “القلق الأكبر لدى أصحاب السيادة المشرفين على محاكمنا ولدى القضاء مرده الى مضاعفة أعداد الدعاوى التي تنهمر على محاكمنا وقد تجاوزت الستمئة دعوى للعام 2016 (620 دعوى – صباح الأربعاء 2016/12/21)، وهذا يعود الى قصور الأزواج عن إدراك رفعة الحب الزوجي، وهذه الصعوبة تدفع بالأزواج الي التقوقع على الذات فتنحصر أحلامهم وطموحاتهم في “الأنا” بعيدا من الحب المنفتح والعطاء المتبادل”.
الراعي
ورد البطريرك الراعي بكلمة اعتبر فيها “أننا نشهد تهافتا خطيرا ومخيفا الى محاكمنا لبطلان الزواج. وأضاف: “ثمة آفة مؤلمة هي إبدال المذهب الماروني بمذهب مسيحي آخر أو بالدين الإسلامي، للحصول على الطلاق.
هذه الممارسة السلبية هي، من الناحية الروحية، خطيئة ضد الالتزام بإيمان الكنيسة المارونية التي ينتمي إليها الزوجان أو أحدهما. ومن الناحية القانونية هي مخالفة صريحة لقانون الدولة اللبنانية الصادر في 2 نيسان 1951 والذي ينص في المادة 14 على ما يأتي: “إن السلطة المذهبية الصالحة للحكم في عقد الزواج ونتائجه، إنما هي السلطة التي يكون قد عقد لديها الزواج وفقا للأصول، وبموجب قواعد الصلاحية المعينة في المادة 15 بشأن الزيجات المختلطة. وفي حال وجود عقدين صحيحين أو أكثر، فالسلطة المختصة هي التي عقد لديها الأول”.
ومن الناحية الكنسية ينفصل الزوجان كليا عن الكنيسة المارونية، بحكم تغيير مذهبهما أو دينهما، مع جميع نتائج هذا الانفصال. ليس المذهب أو الدين كثوب نخلعه ساعة نشاء.
إنني أتوجه بالشكر إلى الكنائس الأرثوذكسية، والكنائس الإنجيلية والجماعات الكنسية المختلفة، التي منعت الأزواج من الكنائس الكاثوليكية، ومنها المارونية، من تبديل مذهبهم لديها، من أجل الحصول على الطلاق. ونرجو ذلك من قضاة الشرع المسلمين. إننا بالتعاون معا، على هذا المستوى، نحافظ على وحدة المجتمع اللبناني، وسلامة العيش معا، والقيم العائلية والروحية وكرامة الأولاد القاصرين وحقوقهم.
ولا يمكن الاعتداد بحرية المعتقد أو الضمير، عندما تكون النية، في تبديل المذهب أو الدين، الحصول على الطلاق وكسر رباط سر الزواج المقدس، لا الاستجابة لصوت الضمير”.
النهار