أطلق قسم علم النفس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والمركز الجامعي للصحة العائلية والمجتمعية في جامعة القديس يوسف، مركزا جامعيا للعناية النفسية في حرم العلوم الطبية – طريق الشام، في حضور رئيس الجامعة البروفسور سليم دكاش اليسوعي، مديرة قسم علم النفس البروفسورة ميرنا غناجة، مديرة المركز الجامعي للصحة العائلية والمجتمعية كلير زبليط، عميدة كلية الآداب البروفسورة كريستين بابكيان عساف وحشد من الأساتذة والطلاب ومسؤولي الجامعة.
غناجة
في بداية الحفل، ألقت غناجة كلمة أوضحت فيها أن “مهمة المركز تتمحور حول قسمين: تدريب الطلاب على ممارسة علم النفس” و”تقديم استشارات نفسية للمواطنين اللبنانيين”.
واعتبرت أن هذا التدريب “سيحث الطلاب على الاهتمام بالآخر، إذ عبر اهتمامهم بالصحة العقلية للأكثر فقرا، تساهم الجامعة في دعم العدالة الاجتماعية، وتكون بذلك أمينة على رسالتها القائمة، ليس فقط على الجودة الأكاديمية، بل على السمو الإنساني”.
زبليط
من جهتها أشارت زبليط الى أن إطلاق مركز العناية النفسية “يقوي موقع المركز الجامعي للصحة العائلية والمجتمعية، كمدخل للاهتمام الكلي بصحة الطلاب والمجتمع، ومع تنوع الخدمات ووجود فريق مؤهل ومتعدد الاختصاصات، أصبح المركز عاملا لا يمكن الاستغناء عنه في مجال الصحة العامة، مما يساهم في تحقيق رسالة الجامعة حول خدمة الإنسان”.
بابكيان
أما بابكيان فاعتبرت في كلمة ألقتها أن “افتتاح مركز العناية النفسية يشير إلى اهتمام كل اختصاصاتنا بالتدريب المهني لطلابنا، بالإضافة الى التعليم النظري والأساسي، والذي لا يمكن أن يكون هناك دقة وجودة من دونه، وكليتنا تشدد على التدريب التطبيقي”.
دكاش
وأشار دكاش في كلمته إلى رحلته الأخيرة إلى كندا حيث شارك في اجتماعات مجلس إدارة الوكالة الجامعية الفرنكوفونية، وقال: “أحد محاور سياسة رئيس الوكالة الجديد هو تعزيز التنشئة المهنية، وقد علق أحد ممثلي الجامعات الكندية قائلا إن التنشئة المهنية لا تقتصر على اختصاصات العلوم الطبيعية بل تتعداها أيضا إلى اختصاصات الآداب والعلوم الإنسانية، التي لم تعد تستطيع أن تكون موجودة إن لم تبحث عما يوافقها من علوم في التنشئة المهنية المباشرة. فالتعليم لا يقتصر على نقل المعارف النظرية، بل يترجم بهذا التفاعل بين التجربة العملية والقدرة على التفكير المستندة على الخبرة والممارسة”.
وتابع: “في مجتمعنا الذي يرزح تحت وطأة الأزمات المتتالية من كل الأنواع، نسعى أيضا أن يكون هذا المركز فاعلا جدا لكي يرفع من الصحة العقلية للكثير من الأشخاص القابلين للانكسار تحت وطأة المصاعب. حين أخذت قطار الأنفاق في مونتريال، لفتت نظري الإعلانات الشفهية المتتالية التي تشير إلى أن مراكز العناية النفسية في المدينة مستعدة لاستقبال كل شخص يشعر بالقلق وبحاجة إلى من يصغي إليه. هذه هي السياسة التي يجب أن يضعها سياسيونا الذين، في الواقع، لا ينفكون يدفعون الناس إلى الجنون بممارساتهم الضارة والمؤذية”.
وختم: “من منظور بحثنا المتواصل في التنشئة على المواطنة، يتيح هذا المركز المجال لتنمية روح المواطنة عند الطلاب وعندنا جميعا لأن ما يهمنا هو المريض، بغض النظر عن لونه وطبقته الاجتماعية ودينه وولائه السياسي، إنه ينمي حس الإصغاء واحترام الإنسان والمساعدة على الكلام والتسامح الحقيقي. التنشئة المهنية الناجحة هي التي تسعى دائما لأن تكون في خدمة الجميع بكفاءة لكن من دون تمييز وأولوية مسبقة لشخص ما”.
وطنية