افتتح عميد المعهد العالي للدكتوراه في كلية الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية محمد محسن ممثلا رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد ايوب أعمال المؤتمر الاعلامي الذي أقيم برعايته، بعنوان “الاتجاهات الحديثة لبحوث الإعلام والاتصال في الوطن العربي”، في قاعة العميد محمد بدوي الشهال في مقر المعهد – سن الفيل، في حضور عميد كلية الاعلام جورج صدقه، العميد جورج كلاس، مدير الفرع الاول في كلية الاعلام رامي نجم، علي رمال، اياد عبيد وحشد من الاساتذة وممثلي الجامعات في لبنان والعالم العربي.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة اللبنانية، تحدثت طالبة الدكتوراه الاعلامية ريتا منصور واشادت “بأهمية المؤتمر لناحية تنظيمه وموضوعه خاصة في هذه الظروف التي تمر بها المنطقة”، تلتها منسقة عام المؤتمر مي عبد الله وقالت:”يستمد هذا المؤتمر اهميته من كونه أولا يتصدى لجزء حيوي من مهام أساتذة الجامعة والباحثين داخل المجتمع، ومن خلال العلم والبحث اذ لا بد أن تربط التنمية العربية بالبحث العلمي رغم الاعتبارات السياسية والاقتصادية لان البحث العلمي يظل من الناحية الافتراضية محور كل تنمية حقيقية وهو وسيلتها الرئيسية كما هو هدفها واحد المداخل الرئيسية التي تدعم التنمية الانسانية الحقيقية”.
اضافت:”تكمن اهمية المؤتمر في أهمية الوقوف على الجوانب والنقاط المهمة والمؤثرة والخلافية وما أكثرها في عمليات اجراء البحوث الاعلامية والاتصالية. لذلك علينا، ان نسعى جاهدين لتطوير قدراتنا في ميدان البحث العلمي في علوم الاعلام والاتصال، عن طريق مراجعة منظومة البحث العلمي والاجتهاد في ذلك، لاستدراك ومواجهة مختلف التحديات الناجمة عن التغيرات في المرحلة الراهنة”.
واشار الى ان المؤتمر يتناول خمسة محاور:”الاطر المعرفية والنظريات المستخدمة في بحوث الاعلام والتواصل، المناهج والأدوات المطبقة في البحوث الاعلامية، المحاور البحثية وعلاقتها بحاجات السوق، المدارس البحثية الغربية في علوم الاعلام والتواصل والتجربة العربية في هذا المجال”.
اما محسن فقال:”نرحب بكم في المعهد العالي للدكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية لحضور المؤتمر الإعلامي عن الإتجاهات الحديثة لبحوث الإعلام والإتصال في الوطن العربي، هذا المؤتمر من الأهمية بمكان في الوقت الراهن لسببين:السبب الأول إنه يحاول أن يسلط الضوء على الإشكاليات الأساسية في بحوث الإعلام والإتصال في العالم العربي مراعيا في جلساته الستة التدرج المنطقي والعملي لإجراء البحث العلمي بعناوينه العريضة من طرح الإشكالية إلى الوقوف عند الأدبيات السابقة إلى طرح الأسئلة البحثية وما ينبثق عنها من فرضيات إلى المقاربات النظرية التي ستشكل الغطاء الفكري للموضوع قيد العرض والتحليل إلى المناهج المعتمدة، وأخيرا إلى الأداوات البحثية التي تتلاءم مع متطلبات الفهم الأوضح والأفضل للموضوع”.
وتابع:”السبب الثاني، وهو الأهم إن لدى الأساتذة الباحثين في علوم الإعلام في الجامعة اللبنانية وخاصة في كلية الإعلام والجامعات العربية فرصة جيدة من أجل التباحث والتدارس على مدى يومين لمحاولة إرساء قواعد واضحة تعطي الأولوية الملحة لأبحاث عربية مشتركة تتطرق إلى معالجة ظاهرة قوة وتأثير الإعلام – بشقيه التقليدي والجديد – في المجتمعات العربية وتوظيف نتائج تلك الأبحاث والدراسات لإنتشال المواطن العربي من بؤر الجهل والتعصب والأحقاد وإستخدام العنف والإرتقاء به إلى المواطنة الحقيقية التي تحكمها قيم التسامح والتعاون والمشاركة و قبول الآخر”.
واشار الى “ان المجتمعات لا تبنى إلا بالعلم والأخلاق، والبحث العلمي هو أحد المظاهر الحضارية لتقدم الشعوب ورقي الأمم في المجالات كافة”، لافتا الى انه “أمامنا كباحثين مسؤوليات كبيرة في هذا المجال وعلى الآخرين مسؤوليات أيضا.
اولا مسؤوليتنا أن نطرح الأسئلة البحثية الدقيقة التي تعبر عن الظاهرة وعن مكنوناتها وظروفها وعناصرها، والأهم التطرق إلى تحديد العوامل التي ساهمت في صناعتها وتشكلها دون أي تحيز لوجهة نظر دون أخرى”.
تابع:”صحيح إنه في كثير من الأبحاث قد يحمل البحث منظومة القيم والمدارس التي ينتمي إليها الباحث، ولكن هذا يجب ألا يلغي موضوعيته خلال مقاربته للظاهرة بحيث يضمن نقاشه وتحليله كل الآراء والأفكار والمقاربات النظرية حول الموضوع. والمثال الأوضح في هذا المجال العنف ووسائل الإعلام وكلكم تدركون النقاش حوله من خلال إختلاف المقاربة السوسيولوجية للعنف أو المقاربة المتعلقة بعلم النفس وعلم النفس الإجتماعي”.
واضاف:”عند الإلتزام بالمقاربات البحثية المتعددة والمناسبة للموضوع، يمكننا حينئذ القول ان نعمل بمسؤولية تامة ونقف على أرض بحثية صلبة”.
تابع:”ثانيا، مسؤولية المؤسسات الراعية والداعمة، وأسمحوا لي القول هنا إن الجامعة اللبنانية غير مقصرة في تشجيع البحث العلمي ودعم الباحثين اللبنانيين بما يخدم السياسات الوطنية والمجتمع اللبناني.لنتحدث بلغة الأرقام في عام 2016 تقدم إلى اللجنة المركزية لإدارة البحث العلمي في الجامعة اللبنانية 309 طلبات أبحاث وافقت اللجنة على 208 مشاريع ورفضت 101 مشروع، وتعرفون إن قبول الطلبات بحاجة إلى تحكيمين إثنين إيجابيين، أما الطلبات المرفوضة فنالت معظمها تحكيمين سلبيين”.
واشار الى ان “الطلبات توزعت بتفاوت ملحوظ على جميع كليات الجامعة اللبنانية. فمثلا تقدمت كلية العلوم 134 طلبا وكلية الآداب والعلوم الإنسانية 30 طلبا وكلية الإعلام 3 طلبات. ما أريد قوله إن الجامعة اللبنانية، رصدت عام 2016 (2.800.000.000) للأساتذة الباحثين وهذا مبلغ غير قليل بظل الإمكانيات المتاحة للجامعة.طبعا جميعنا نطمح للمزيد ولكننا منذ سنوات خطونا خطوات مهمة لتركيز أعراف البحث العلمي في الجامعة”.
وختم قائلا:”طريق البحث العلمي وخاصة في علوم الإعلام والإتصال، لا بد من سلوكه بقوة وفاعلية وإنتاجية. بدأنا في المعهد العالي للدكتوراه في تفعيل المؤتمرات لهذا العام في معظم إختصاصات المعهد، والهدف هو إنشاء بيئة بحثية تمكن الباحث من المساهمة في تطوير البحث العلمي لخدمة المجتمع وفي مساعدة طلاب الدكتوراه في التفكير العلمي السليم ليصبحوا نواة الباحثين المسقبليين في جامعات لبنان عموما وفي الجامعة اللبنانية خصوصا”.
وطنية