افتتاح متحف ومكتبة فؤاد شهاب في جونيه إرث قيمي لكبير من كبار لبنان

في خطوة مميزة تعتمدها الدول المتحضرة كرم لبنان الإثنين الفائت كبيراً من رجالاته كان له الفضل الكبير في انشاء مؤسسات الدولة التي لا نزال نعيش على فتاتها منذ نحو نصف قرن، حيث افتتح “متحف ومكتبة الرئيس فؤاد شهاب” في المنزل المتواضع الذي عاش ومات فيه في غادير- جونية.
ولهذه الغاية اقامت الرهبانية اللبنانية المارونية صاحبة المشروع احتفالاً في المدرسة المركزية- جونية حضره ممثل رئيس مجلس النواب النائب فريد الياس الخازن، ووزير الشباب والرياضة عبد المطلب حناوي ممثلاً رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، وجمع من الرسميين والشخصيات العسكرية والدينية والثقافية، وأعضاء “مؤسسة فؤاد شهاب” وعائلة الرئيس الراحل ممثلة بالأمير عبدالله شهاب.
البداية بالنشيد الوطني، وبعد كلمة لمقدم الاحتفال الزميل يزبك وهبه، تحدث رئيس المدرسة المركزية الأب الدكتور وديع السقيم، فقال: “لما للرئيس شهاب من دين معنوي تربوي على الرهبنة اللبنانية المارونية، باركت الرهبنة خطوة استملاك البيت الشهابي، وأعدنا بمعية الايادي البيض ترتيب زمنه بأمانة تتماهى وأمانته الرئاسية، فاستعنا بالمؤسسات الإعلامية وما لديها من توثيق، وجمعنا إرثه حبة حبة في سهل مركز فينيكس للدراسات في جامعة الروح القدس – الكسليك “.
تلاه الدكتور توفيق كفوري شاكراً بإسم “مؤسسة فؤاد شهاب” كل من عمل وساهم في تجسيد وإطلاق مشروع وفاء للرئيس فؤاد شهاب رجل الحداثة الرؤيوية الخلاقة.
وتوجه رئيس بلدية جونية جوان حبيش الى الرئيس شهاب قائلاً: نحن اليوم في منزلك، في المكان الذي فيه خططت وفكرت ونفذت وأنجزت، ليس فقط ما جعل من جونيه مدينة بل ما جعل من لبنان دولة.. وأطلق “جائزة سنوية لتلامذة المدارس وطلاب الجامعات لأفضل بحث عن فؤاد شهاب سنوياً.
ثم ألقى مدير الكونسرفاتوار الوطني الدكتور وليد مسلم كلمة بإسم وزير الثقافة فحيا “جهود الرهبانية اللبنانية المارونية لاستعادة بيت الرئيس شهاب، وحفظه وإعادة ترميمه وفتحه أمام الشعب اللبناني، متحفاً ومحجة وطنية، مع أن الأحرى أن يكون هذا المتحف ملكاً للدولة اللبنانية وبإدارتها كأحد المعالم الوطنية. خطأ جسيم له أسبابه. عزاؤنا أن بيت الرئيس صار متحفأ بأيد أمينة”.
والختام بكلمة للرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي طنوس نعمة مدرجاً “هذا الحدث في سياق الحفاظ على الإرث القيمي لكبير من كبار لبنان، وقد اتخذت القرار في شراء هذا البيت، بالتعاون مع وزارة الثقافة لكي لا يكون مصيره مصير العديد من بيوت، تحمل في حناياه قيماً، وذاكرة للوطن للثقافة للفكر للفن وللإبداع، قد اندثرت، هدمت ليقوم مكانها مراكز تجارية”. وأشار الى ان “حكمه شكل درساً في تفضيل مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية، على جميع العاملين في السياسة وفي الشأن العام الإفادة منه”. وتخلل الاحتفال عرض وثائقي عن منزل الرئيس شهاب قبل وبعد تحوله متحفاً، كذلك أنشد الفنان نادر خوري أغنية “يا بني” للفنان وديع الصافي، وأدت الفنانة كاتيا حرب اغنية “عم بحلمك يا لبنان”. ثم انتقل الجميع الى البيت- المتحف حيث ازيحت الستارة عن تمثال للرئيس شهاب، وجالوا في ارجائه مطلعين على ما تركه من مقتنيات وأدوات شخصية وصور ومراسلات ومراسيم.
النهار