رافع رئيس “المؤسسة المارونية للانتشار” نعمة افرام عن لبنان، أمام الكونغرس الأميركي في اليوم الوطني المنظم في الكابيتول للسياسات والتوعية حول مسيحيي الشرق الأوسط، مطالبا “بإنشاء صندوق دعم دولي للبنان، وبالضغط في سبيل إعادة النازحين السوريين إلى مناطق آمنة في بلدهم”.
شارك في اللقاء أعضاء جمهوريين وديموقراطيين في الكونغرس الأميركي ورؤساء اللجان ومكاتب لبنان والشرق الأوسط، ومسؤولون في البيت الأبيض والخارجية والدفاع وعدد من السفراء وفاعليات روحية ورؤساء المنظمات الأميركية -اللبنانية وممثلون عن الأحزاب اللبنانية.
ودعا افرام الحاضرين الى التخيل معه “ماذا لو استقطبت الولايات المتحدة 160 مليون شخص خلال 5 سنوات على امتداد ولاياتها، ليشاطرونكم الموارد والبنى التحتية نفسها التي لديكم الآن. وماذا لو جلب هؤلاء معهم سلسلة من النزاعات السياسية والدينية والاجتماعية مع بطالة عالية وفقر مدقع”، مشيرا الى “ان هذه هي حال لبنان حاليا الذي يشهد أزمة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية يخلفها مليوني نازح ولاجئ يوميا على أرض وطن يبلغ عدد سكانه 4 ملايين نسمة”.
أضاف: “لقد أدى وطني واجبه الإنساني كاملا، وفيما نتعاطف كليا مع النازحين نحاول في الوقت عينه حماية الاقتصاد والمواطن اللبناني”.
وحمل افرام، خلال مرافعته، الى الكونغرس الاميركي رسالة ملحة وخطرة من ثلاث نقاط: الأولى تتعلق بتهديد هذا النزوح للتوازن الداخلي الهش، فقال: “لقد اختبرنا أهوال الحرب في لبنان طوال 16 عاما بين العام 1975 والعام 1991. وقد أمضينا السنوات الـ25 الأخيرة في إعادة بناء مجتمعنا على الصعيدين المادي والإنساني. نحن نريد أن نبقى مثالا فريدا من نوعه عن التعددية الثقافية في الشرق الأوسط، والتوازن الحساس بين مختلف الأطياف في لبنان أساسي لاستقرار الوطن. لكن لبنان اليوم الذي هو بحجم ولاية كونيتيكت، يحضن حوالي 350 سوريا على كل ميل مربع من أرضه، ولذلك فإن توازننا الوطني معرض للخطر. ونحن نخشى أن يعود بنا هذا الخلل إلى الأيام السوداء التي عشناها خلال الحرب الأهلية. وهذا بالتحديد ما حدث عندما لجأ الفلسطينيون إلى لبنان منذ 40 عاما”.
وتطرق افرام، في النقطة الثانية، الى “الضغط الهائل الذي يشكله النزوح على البنى التحتية وكلفته على الاقتصاد الوطني”.
وشرح في النقطة الثالثة “أحد أخطر العواقب الناتجة عن النزوح السوري إلى لبنان وهو الإرهاب وقد دفع لبنان ضريبة عالية لردعه”. وقال: “بفضل المساندة الدولية، ولا سيما مساعدة الإدارة الأميركية للجيش اللبناني، استطعنا السيطرة على الإرهاب عند الحدود اللبنانية مع سوريا. ومع ذلك، لا يزال هذا الخطر متربصا بنا، نظرا الى العدد الهائل للنازحين على امتداد لبنان وتواجد متطرفين بينهم”.
وختم مطالبا الكونغرس “بالعمل على احداث صندوق دعم للبنان يساهم من خلاله القطاع الخاص اللبناني كما المؤسسات الدولية والإقليمية في تطوير البنى التحتية وقطاع الخدمات العامة كما القطاعات الإنتاجية”، وحثه على “الضغط الكامل في سبيل إعادة النازحين السوريين إلى مناطق آمنة في بلدهم، تماشيا مع دستورنا والحق بمنع تجنيس النازحين السوريين في لبنان، وبذلك لا يبلغ عدم الاستقرار لبنان وشرقي البحر الأبيض المتوسط والعالم أجمع”.
وطنية