هالة حمصي / النهار
19 آب 2015
انها “رحلة حج”، بتعبير الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني. وينضم اليه فيها عشرات الشباب السريان الارثوذكس من مختلف ارجاء العالم، “ليلتئموا معاً” في لبنان. في الثالثة بعد ظهر اليوم الاربعاء ينطلق “اللقاء العالمي الاول للشباب السرياني” (SYGG) في دار سيدة الجبل-ادما. وفي الرابعة بعد ظهر الخميس 20 منه، يفتتحه رسميا راعيه البطريرك افرام الثاني، ويختتمه بقداس احتفالي في السادسة والنصف مساء الاحد 23 منه في مقر البطريركية في العطشانة. و”يقفل” اللقاء ابوابه في الثامنة مساء الاثنين 24 منه.
“كن أميناً الى الموت، فسأعطيك أكليل الحياة”، هي الآية التي اختارها البطريرك من الفصل الثاني من رؤيا القديس يوحنا الانجيلي، الآية 10، “لتكون موضوع اجتماعنا هذه السنة”. في شرحه، “هذه الآية تسطّر اهمية ان نكون امناء للرب ولتعاليم الكنيسة، خصوصاً في ايامنا هذه، حيث التحديات كبيرة وتجارب هذا العالم كثيرة وتتحدى المؤمن في كل حين”. اللقاء العالمي من اول مشاريعه منذ تنصيبه بطريركا. ببساطة، انه تجمّع عالمي سنوي للشباب “السريويو”، “وهدفنا ان نقدم ما يغنيهم روحيا، ويزيد فهمهم للكنيسة وتعلقهم بها”، على قوله، “مبادرة تعكس الأهمّية التي يوليها الشباب، باعتبارهم مستقبل الكنيسة”، وفقا لبيان المنظمين.
جامعهم انهم سريان ارثوذكس. 215 شابا وشابة يأتون من الولايات المتحدة، اسوج، المانيا، فرنسا، بلجيكا، هولندا، النمسا، الهند، الكويت، تركيا، الاراضي الفلسطينية، سوريا، العراق، ولبنان، متجاوزين عائق اللغات والمسافات للالتقاء والتعارف، والمشاركة في ما يقترحه عليهم اللقاء من مواضيع: التدريب على القيادة، الشهادة بالكلمة والعمل والدم، التاريخ والفن والثقافة السريانية. والمحاضرون أساقفة من الكنيسة وكهنة ودكاترة اختصاصيون.
كذلك، هناك أوقات صلاة وتأملات في الكتاب المقدس، حلقات حوار، وزيارات لصروح دينية وأمكنة سياحية.
يقول الأب طوني صليبا، وهو أحد المشاركين في التنظيم، ان “جمع الشبيبية السريانية الارثوذكسية للتعارف بضعة أيام وعيش الروحانية السريانية يجعلهم يشعرون بأنهم شعب واحد ولحمة واحدة، حتى لو كانوا يعيشون في بلدان مختلفة. وكنيستهم تجمعهم اليوم”.
“توفير الغذاء الروحي” للشباب المشاركين. هذا ما تسعى اليه كنيسة السريان الارثوذكس. “اللقاء فرصة للتواصل المباشر مع المسؤولين في الكنيسة. وهو يفسح أيضاً في المجال امام الشباب من جميع أنحاء العالم ليتعرّفوا الى بعضهم البعض في شكلٍ أفضل، ويتمسّكوا بهويّتهم وتاريخهم وثقافتهم وتراثهم. إنّه فرصة لتبادل الخبرات والتحدّيات في مجال الخدمات المختلفة في الكنيسة”، يقول المنظمون.
حتى شعار اللقاء توجه عبره الكنيسة رسالة واضحة الى شبابها. من آية “نقومُ ونبني” من سفر نحميا، استقته لتؤكد “انها دعوة الى الا نكون محايدين أو غير مبالين، الى التجاوب مع الطلب والحاجة في الكنيسة.
دعوة الى البناء، وليس الى المراقبة والانتقاد فقط، دعوة الى أن نكون أمناء لآبائنا ولشهدائنا، وبالتالي ان نشهد للعالم أجمع أنّ شعبنا وكنيستنا يؤدّيان الرسالة التي أعطاها إيّاهم الربّ يسوع بنفسه لمجد الآب وبتأييد الروح القدس”.