شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الأباتي نعمان يسأل: “لبنان الموارنة إلى أين؟”: على القادة الموارنة أن يوحّدوا صفوفهم ليوحّدوا الوطن
الأباتي نعمان يسأل: “لبنان الموارنة إلى أين؟”: على القادة الموارنة أن يوحّدوا صفوفهم ليوحّدوا الوطن
الأباتي بولس نعمان

الأباتي نعمان يسأل: “لبنان الموارنة إلى أين؟”: على القادة الموارنة أن يوحّدوا صفوفهم ليوحّدوا الوطن

عاصر الأباتي بولس نعمان أحداثاً تاريخية كبيرة وصنع السياسة بقوة ححجته وصلابة عقيدته ووضح الرؤية لديه. وفي أكثر الأوقات قساوة لم ينحن الراهب المجلل ببزته السوداء للعواصف، ولا أرهبته القذائف والتهديدات والاجتياحات، بل استمر متمسكاً باقتناعاته المرتبطة عضوياً بالتزاماته ونذوره الرهبانية، لكنه في السنوات الاخيرة تنحّى بين كتبه ووثائقه ليراقب الأحداث وما آلت اليه أحوال المسيحيين والموارنة من تشتت وانقسامات وفرقة.

يصف نعمان محنة المسيحيين والموارنة في لبنان بأنها “الأيام الصعبة”، ومن قلب معاناته مع هذا الواقع الماروني المأزوم وخشية على الحرية والتعددية والتنوّع والديموقراطية، كتب متسائلاً في ما يشبه الرسالة الوجدانية الى اللبنانيين والمسيحيين عشية الاستحقاق الرئاسي سائلاً في كتابه الجديد: “لبنان الموارنة الى أين؟”. وهو محق في سؤاله أسوة بكل معني بمصير لبنان، ويرى هذه اللامبالاة والقساوة والأنانيات الشخصية التي تكاد تقضي على الوجود المسيحي السياسي، لا لشيء الا لرغبة عدد من الزعماء الموارنة في حب الرئاسة.
لم يوفر الأباتي نعمان في كتابه ذريعة أو وسيلة فكرية إلا قدمها لكي يشرح “عمق معاناة اللبنانيين الفكرية والوجودية”، والمسألة بالنسبة اليه وعلى ما كتب في المقدمة مستعيناً بالمفكر الكبير شارل مالك: “سؤال حول وطن عمل له الموارنة القدامى، بعناد وثبات وإخلاص. وطن للحرية والعيش الكريم في شرق مضطرب أبداً، يعيش اليوم صراعاً مميتاً مع ذاته قد يطال كل مكونات لبنان، بمن فيهم الموارنة، ويؤدي بهم الى الكفر بما حققوه”.
عاد نعمان الى التاريخ لاستنهاض همم الموارنة وتذكيرهم بأصولهم كرهبان تمسكوا بالإيمان وعانوا ما عانوه من قهر واضطهاد من أجل عقيدتهم وحريتهم، وسرد التاريخ وتشكل لبنان الاجتماعي ودور البطاركة في تكوين هذا الاجتماع وإعطاء الهوية اللبنانية لهذه الجماعة. وفي رأيه أن المسيحيين أصبحوا جزءاً من الوطن والدولة، وأن هذه كانت رغبتهم منذ البدء في انشاء دولة حديثة حسب النظم الديموقراطية، الا ان تعدد المرجعيات السياسية والتنافس في ما بينها عطّل النشاط السياسي المسيحي تدريجاً، الى أن أصبح شبه معدوم مع التدخل السوري.
ويدين الأباتي نعمان في كتابه مواقف القيادات المارونية. وفي رأيه أنه بدلاً من أن يحمل تحرر لبنان من الاحتلال السوري سنة 2005، البلاد على استعادة الثقة بالنفس والانطلاق نحو المستقبل، تبيّن أن البنية السياسية أصبحت متهالكة، ولم يعد من الممكن أن يتفاهم اللبنانيون على تشكيل حكومة أو انتخاب رئيس للجمهورية أو إقرار قانون للانتخابات النيابية ما لم يتدخل وسيط خارجي. وبعد هذه الخلاصة الموجعة يتوجه نعمان بالسؤال: “هل أخمدت الشعلة في نفوس اللبنانيين؟ هل تضاءلت حيوية القادة وعزيمتهم وفقدوا روح المارونية المناضلة؟”. ولا يستثني في نقده موقف الشعب الذي يسأله عما اذا كان قد فقد الإحساس بأنه يمثل القيم المسيحية في هذه المنطقة حتى بدأ يفكر في الهجرة والمصالح الشخصية والأنانية. وهل تغلبت الأنانيات؟
يؤكد الأباتي أن كلامه بعيد عن التشاؤم ويدعو الموارنة الى أن “يستفيقوا اليوم ويساعدوا على نشوء نخبة تقود بتجرد ووفق وعيهم الروحي والتاريخي، وإلا سوف يزولون وتحل محلهم شعوب أخرى أكثر كفاية”. والرأي لديه أيضاً أنه لا يكفي التغني بالتاريخ ولا الماضي. لكن السؤال الأهم الذي يطرحه ويتوجه فيه الى “السادة الممثلين للمسيحيين والموارنة: لقد أنقذتم الوطن عندما لم تتخذوا موقفاً مع فئة دون الأخرى. ولكن الا تظنون أنكم تسيئون اليوم الى التاريخ والآباء والأجداد إذا بقيتم حيث أنتم؟ الا تظنون أن عليكم أن توحدوا صفوفكم أولاً حتى تستطيعوا توحيد شركائنا في الوطن على مشروع لبنان؟ فالوطن الذي أقامكم الشعب قيمين على استقلاله يريكم قادة وموجهين وقوة توحيد، ولن تتحولوا الى قوة توحيد إذا لم تتحدوا أنتم أولاً خدمة للبنان”.

بقلم بيار عطالله / النهار

عن الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان

عضو في الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة UCIP الذي تأسس عام 1927 بهدف جمع كلمة الاعلاميين لخدمة السلام والحقيقة . يضم الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة - لبنان UCIP – LIBAN مجموعة من الإعلاميين الناشطين في مختلف الوسائل الإعلامية ومن الباحثين والأساتذة . تأسس عام 1997 بمبادرة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام استمرارا للمشاركة في التغطية الإعلامية لزيارة السعيد الذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني الى لبنان في أيار مايو من العام نفسه. "أوسيب لبنان" يعمل رسميا تحت اشراف مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بموجب وثيقة تحمل الرقم 606 على 2000. وبموجب علم وخبر من الدولة اللبنانية رقم 122/ أد، تاريخ 12/4/2006. شعاره :" تعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8:38 ).