الدكتور سيروج أبيكيان لرافضي الحياد: ماذا قدّم لنا اللا حياد حتى اليوم ؟
رئيس منظمة “دفاعا عن المسيحيين”: لقاء روما رفع اهتمام الادارة الأميركية بالقضية اللبنانية
الاعلامي ايلي حرب: التوافق السياسي ضرورة للحلّ مع مبادرة بكركي ودبلوماسية الفاتيكان
اعتبر أستاذ الفلسفة السياسية الأب الدكتور باسم الراعي انّ الرغبة بالسلام هي في أساس قيام الدولة، وانّ كلّ مؤمن وكلّ مواطن هو مسؤول عن صون السلام. وأضاف انّ الرغبة بالسلام تشكّل المنطلق الأساسي لمطلب الحياد الذي يعني بالدرجة الأولى الشراكة في تحقيق السلام والعدالة، وليس تسييج لبنان وعزله عن العالم كما يفهمه البعض أو يروّج له.
كلام الأب الراعي جاء خلال مداخلة عبر “سكايب” مع برنامج “جذور وكيان” الذي تعده الزميلة الاعلامية ماغي مخلوف بالتعاون مع الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (أوسيب لبنان) ويعرض الأحد الساعة 8:30 مساء على شاشة تيلي لوميير- نورسات.
وأكّد الأب الراعي أنّ النظر الى الحياد من منطلق عزل لبنان هو تسخيف لمبدأ الحياد وفلسفته، وأضاف ان مطالبة غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بتطبيق الحياد هو واجب وطني لأنه مدرج في 63 بيانا وزاريا منذ الاستقلال، وليس بشيء جديد يتطلب اجماعا وطنيا جديداً، بل يتطلّب التزام المؤسسات أي الحكومة والمجلس النيابي بما اعترفتا به وأقرتاه في البيانات السابقة الصادرة عنهما. وبالتالي لتطبيق الحياد يجب استلهام الخبرة التاريخية هذه وقيام ورشة عمل لتثبيتها في وثيقة وطنية ملزمة تدرج في الدستور أو تكون لها قوة الدستور لرسم مسار الحكومات المقبلة.
وتابع الراعي بأن مبدأ حياد لبنان ليس مدرجا في البيانات الحكومية المتعاقبة فحسب، ولكنه مبدأ مكرّس أيضا عربيا ودوليا. فعلى الصعيد العربي أقر بروتوكول الاسكندرية في الجامعة العربية عام 1944 مبدأ حياد لبنان، وعلى الصعيد الدولي، فانّ بيانات الأمم المتحدة وقراراتها حول لبنان، وبينها وتلك المتعلقة بالتجديد للقوات الدولية على أراضيه، تفيد ب”الاستقلال السياسي” للبنان. ومنذ العام 2014 ولبنان شريك الأمم المتحدة في كل قضايا الحياد، ومنذ العام 1960 ولبنان من دول عدم الانحياز ومطالب أساسي باعلان يوم عالمي للحياد…وهذا يعني بأن لبنان منخرط تاريخيا في هذا المسار ولا يبقى الا استكمال الشروط الدولية لاعلان لبنان دولة حيادية.
ومن جهته اعتبر مؤسس MEC Affairs للدراسات ومديرها الدكتور سيروج أبيكيان، أن مبدأ الحياد هو حاجة وطنية، من شأنها اذا ما طبّقت أن تساعم مساهمة أساسية في تفعيل مؤسسات الدولة، وذلك من خلال عدم المشاركة في الحروب، عدم تمرير مقاتلين الى حروب الآخرين، عدم جعل لبنان ساحة لحروب الآخرين… كل هذا مع احترام حق لبنان في الدفاع عن نفسه بجميع الطرق المشروعة ضد أي اعتداء على أرضه وسيادته. وأكد الدكتور أبيكيان على ما قاله الأب الراعي، حول أن الحياد لا يعني عزل لبنان، بل حمايته مع تعزيز شراكته في السعي العالمي الى السلام والعدالة. ولرافضي مبدأ الحياد قال الدكتور أبيكيان: ماذا قدّم للبنان حتى اليوم موقف اللا حياد؟ اللاحياد ضرب الديمقراطية والحرية في لبنان بسبب مغامرات خارج الحدود، وتسبب بهجمات ثقافية على أرضنا لا تشبهنا كلبنانيين…وأكّد أن الحياد وتطبيق نظام اتحادي لمحاربة الفساد، هما مفتاحا الحل النهائي لأزمات لبنان.
أمّا رئيس تحرير الأخبار والبرامج السياسية في اذاعة لبنان الحر الاعلامي ايلي حرب، فشدّد من جهته على لقاء قداسة البابا فرنسيس مع المرجعيات الروحية حول لبنان في روما يوم 1 تموز الجاري، ورأى فيه بصيص أمل وانطلاقة نحو ايجاد الحلول. وأضاف ان هذا اللقاء وارتداداته، والدبلوماسية الفاتيكانية سيكون لهم اثر مهم على الأزمة في لبنان، ولكن المطلوب أيضا منا كلبنانيين هو ايجاد الحل السياسي أي التوافق السياسي وتأليف حكومة. وبالتالي فان الحلول يجب أن تسير على 3 محاور: دبلواسية قداسة البابا، مبادرة بكركي، والحل السياسي الداخلي. وبانتظار الحل السياسي اقترح حرب أن يتم الضغط باتجاه تفعيل المساعدات الخارجية للبنان على مستوى الأفراد والعائلات، على مستوى المؤسسات الاستشفائية والتربوية بالدرجة الأولى والجمعيات الأهلية، وعلى مستوى البلديات، وهذا أمر مطلوب من الأبرشيات وقد بدأ فعلا في الولايات المتحدة وأوستراليا.
وفي اتصال عبر “سكايب” من الولايات المتحدة، أكّد رئيس منظمة “دفاعا عن المسيحيين” الدكتور توفيق بعقليني، ان لقاء روما أعطى الكثير من الزخم لعمل اللوبي اللبناني مع الادارة الأميركية التي زاد اهتمامها في الأسبوعين الأخيرين بما يجري في لبنان، وأكّد أن منظمة “دفاعا عن المسيحيين” أصبح لها فريق عمل في روما لمتابعة لقاء الفاتيكان. واضاف أنّ العمل باتجاه عقد مؤتمر الدولي حول لبنان قد تسرعت وتيرته وأنّ هناك مبادرات عدة أصبحت تدرس في الكونغرس الأميركي جديّا، بينها مبادرة بكركي، الدعوة الى ترسيم الحدود، وتوسيع مهام القوات الدولية لتشمل الحدود مع سوريا وغيرها من المبادرات التي تساعد لبنان على الخروج من ازمته.
وخلال البرنامج كانت مداخلتان للزميل بسام أبو زيد والزميلة جويس عقيقي حول لقاء روما، فقال أبو زيد انّ كلّ المواضيع اللبنانية نوقشت في الفاتيكان وهذا الأخير أخذ المبادرة بتفعيل الدبلوماسية الفاتيكانية من أجل لبنان، ودعوة السياسيين اللبنانيين الى تحمل مسؤولياتهم، بالاضافة الى التشديد على المسائل الحياتية للبنانيين ودور الكنيسة.. واعتبر أبو زيد أن قداسة البابا قلق على الحضور المسيحي في لبنان، وهو يصرّ على هذا الوجود، والا ستتغيّر هويّة لبنان ورسالته التعددية وصيغة العيش المشترك. وفي هذا الاطار فان قداسة البابا ذاهب الى الأخير ولن يوفر جهدا لمساعدة لبنان ودعمه.
أمّا الزميلة جويس عقيقي فأطلقت صرخة وجع، واعتبرت أن مشاركتها في تغطية لقاء روما قد مسّها في الصميم، وبخاصة عندما لمست مدى تألم قداسة البابا لوضع لبنان واللبنانيين وهو بعيد آلاف الكيلومترات، مقابل لامبالاة المسؤولين اللبنانيين الذين يفترض أنهم يعيشون في لبنان ولكنهم لا يتحسسون مدى آلام الشعب. وأضافت عقيقي أنها كانت بالفعل تحمل صورة انفجار المرفأ معها مع جملة تقول أن لبنان مدمّر وهذا ما فعله السياسيون، ولكنها لم تتمكن بسبب الاجراءات الأمنية. ولو قدّر لها أن تتحدّث مع قداسة البابا لكانت تودّ أن تصرخ له وتقول: بلدي تدمّر، وشعبي مكسور… واعتبرت عقيقي أن الجواب أتاها من خلال كلمة قداسة البابا التي دعا فيها السياسيين الى تغليب مصلحة وطنهم على مصالحهم الخاصة. وأضافت أنه لو قدّر لها أن تتحدّث الى البابا لطلبت منه زيارة لبنان لأن هذا البلد يحتاج الى السلام…