اعتبر أستاذ الفلسفة السياسية الأب الدكتور باسم الراعي أنّ لقاء قداسة البابا فرنسيس في 1 تموز مع المرجعيات الروحية حول الوضع في لبنان، أتى من منطلق اهتمام قداسة البابا ومتابعته كل ما يجري في لبنان، ومن منطلق قلق الفاتيكان من الوضع المتأزم الذي يهدد صيغة العيش المشترك والصورة التي يقدمها لبنان كنموذج للتعايش.
وأشار الأب الراعي في حديث عبر برنامج “كل يوم بيومو” مع الزميلة هلا حداد عبر “راديو فان” الى ان علاقة قداسة البابا بالرئيس الأميركي جو بايدن والتي تمر بصديق مشترك هو رئيس جامعة جورج تاون ساهمت بوضع لبنان على جدول أعمال لقاء الرئيسين ألأميركي والروسي. وأشار الى أن الدبلوماسية الناعمة التي يعتمدها الفاتيكان، تساهم طبعا في وضع لبنان في اهتمامات دول العالم، ولكن دور الفاتيكان في الوقت عينه هو دور معنوي يحترم دائما ارادة الشعوب، ويحترم بالتالي نمو الارادة اللبنانية باتجاه الحفاظ على صيغة العيش المشترك.
ونبه الراعي الى أن الاستهداف اليوم من خلال ما جرى ويجري في الشرق الأوسط، ليس استهدافا للمسيحيين، بقدر ما هو استهداف لفكرة التعدد في العالم العربي والذي بدأ منذ وقت طويل. وأضاف انّ اهتمام البابا بالانفتاح على آراء جميع المكونات الدينية في لبنان مسيحيين ومسلمين ينطلق من القناعة بأن الديانات التوحيدية التي أريد لها سياسيا عبر التاريخ أن تكون محور الصراعات ووقودها، تستطيع أن تكون محور أو أداة لنشر السلام، لأن رسالتها الأولى ومسؤوليتها الأولى هي الانسان، وحمل قيمة الانسان الى العالم.
واعتبر الراعي أن كل الصراعات التي تجري في لبنان وينظر اليها الى أنها صراعات طائفية أو مذهبية بينت الأيام أنها صراعات حزبية شخصية تتلطى خلف الطائفية، بدليل قيام صراعات وتقاتل بين أبناء الطائفة الواحدة والمذهب الواحد.
وأكد الراعي أن الكنيسة لا تتدخل في السياسة ومبادرة غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ليست تدخلا في السياسة ولكنها واجب وطني، وسكوت غبطة البطريرك- لو حصل- في ظرف انهيار الدولة وتفكك الوطن لكان خيانة للوطن وتاريخ بكركي.
وشدّد الأب الراعي على أن الحل في لبنان باجماع كل المواقف الدولية هو حل داخلي على جميع الصعد والمستويات، حتى على الصعيد الاقتصادي، اذ لا يمكن لأحد أن يطلب مساعدة من الخارج وهو يسرق نفسه. وقال ان على الأحزاب والسلطة الحالية أن يعودوا الى احترام سيادة الدولة والا لا خلاص للبنان. مشيرا الى أن السياسيين يزنون بحق الشعب ويسعون الى تركيعه من أجل غايات سياسية، وأن كل الأطراف تمارس الابتزاز السياسي على بعضها البعض من أجل تغيير النظام اللبناني.
واعتبر الأب الراعي ان زيارة قداسة البابا للبنان لن تكون- كما قال قداسته بنفسه- الا بعد تشكيل حكومة وتحقيق الاستقرار السياسي، والا فستكون الزيارة تكريسا للأمر الواقع الحالي الذي يرفضه قداسة البابا.
وختم الراعي بالتأكيد على أن لا أحد أكبر من بلده، ولا أكبر من التاريخ، وعلى أن لبنان بلد محكوم بالتعدد ومحكوم بالتفاهم ورفض الأحادية وقائم على الحرية، والحرية أقوى من الجميع. وأضاف ان لبنان كما ذكر الكتاب المقدس هو وقف الله، وعصي بالتالي على الغزاة وعلى الموت أو الزوال.
لاعادة الاستماع الى الحلقة الضغط على الرابط التالي: https://soundcloud.com/user-662278087/kel-yowm-bi-yowmou-father