نظم المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، مساء أمس محاضرة في النادي الأرثوذكسي، حول “مساعي الوحدة بين مختلف الكنائس وبالأخص الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية” ألقاها الأب د. جمال خضر، رئيس المعهد الإكليريكي في بيت جالا والمتخصص في تاريخ العلاقات بين الكنائس والأديان، بمشاركة الأب د. ابراهيم دبور، من كنيسة الروم الأرثوذكس، بحضور المطران مارون لحّام، النائب البطريركي للاتين في الأردن، وعدد من رؤساء وممثلي الكنائس والكهنة والراهبات وجمع غفير من الحضور من مختلف الكنائس والمناطق في الأردن.
وبعد عزف السلام الملكي، رحب الأب رفعت بدر، المدير العام للمركز الكاثوليكي، بالحضور مشيراً الى إنّ وحدة الكنيسة تتطلب منا أن نكون واحداً في إيماننا وعطائنا وشهادتنا ورحمتنا. وبمناسبة الحديث عن الوحدة “المسيحية”، قال: إننا نرجو مزيداً من التعزيز والقوة والمنعة لوحدتنا الوطنية، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم. وقال إن الأردن قد قطع شوطاً كبيراً بتوحيد تاريخ الاحتفال بالأعياد الرئيسية وبالأخص الميلاد والفصح، مشدّداً على أن هذه “الرسالة” الأردنية بإمكاننا تصديرها إلى الخارج وبالأخص إلى دول الجوار، بأن الوحدة والتناغم ممكنان. وأشار كذلك الى انّ هذا الاسبوع يطلق عليه في العالم أجمع اسبوع الصلاة من أجل الوحدة والسلام، ويسبق بأيام قليلة اسبوع الوئام بين الاديان .
وقدم أعضاء شبيبة اللاتين في ناعور مقطعاً تمثيلياً حول مفهوم الوحدة والانشقاق، وحثوا من خلال الكلام والإشارات على التمثل بالتواضع والاحترام بين جميع الكنائس كونهم أخوة وأخوات في الأسرة البشرية الواحدة.
وتحدث الأب د. جمال خضر عن تاريخ الحوار الحديث بنبذة قصيرة، وأوضح العوامل اللاهوتية وغير اللاهوتية التي أثرت في هذا التاريخ بين الكنائس سلبياً وإيجابياً. وأشار إلى الفرق بين الاختلاف والخلاف، معتبراً وجود الاختلافات في الطقوس غنىً وإرثاً للكنيسة جمعاء وليس أبداً موضوع خلاف، بالرغم من بعض الخلافات العقائدية الموجودة، ومن الممكن تخطيها.
وشدّد الأب خضر، وهو عميد سابق لكلية الدراسات الدينية في جامعة بيت لحم، وعضو مؤسس لوثيقة وقفة حق أو الكايروس الفلسطينية Kairos، على أنّ الأمور الأساسية تتطلب وحدة، أما الثانوية فتتطلب تنوّعاً، لكن على المحبة أن تكون موجودة دائماً.
وختم كلامه بالتوقف عند مفهوم “مسكونية الدم” الذي أطلقه البابا فرنسيس، حيث أن مسيحيي الشرق في بعض المناطق يعانون من تهجير واضطهاد وقتل. وقال إن من يقتل في سبيل إيمانه اليوم، لا يسأله القاتل هل أنت أرثوذكسي أو كاثوليكي، كما لا يسأله هل أنت مسيحي أم مسلم، فالإنسان هو الضحية في الشرق الجريح، داعياً إلى تعزيز سبل السلام والعدالة بين مختلف الأطياف.
بدوره عقب الأب د. إبراهيم دبور على المحاضرة، ملقياً الضوء على المجمع المسكوني (السينودس) الأرثوذكسي الذي سيعقد في أيار القادم وتعقد عليه الكنيسة آمالاً واسعة للتوصل الى قرارات منها توحيد الاحتفال بالأعياد في العالم كله. وقال إننا في الأردن لا نفرق بين كنيسة وأخرى، وأنّ المحبة هي التي تجمعنا في السراء والضراء، إلا أنه بيّن بعض الاختلافات التي لا يجب التوقف عندها، إذ أنّ ما نسعى إليه هو شركة الوحدة والمحبة وإن اختلفت بعض صيغ وتعابير عن هذا الإيمان.
ودعا المطران مارون لحام في مداخلة قصيرة، إلى حوار المحبة، كقاعدة أساسية للوحدة، حيث كلما زادت المحبة، زاد التنوع وقلت الخلافات. وقال إنّنا في بعض الأحيان نتوقف عند أمور شكلية، لا تسمن ولا تروي عطشاً، فدعونا نركز على الأمور الجوهرية وليست الظاهرية.
وتخلل اللقاء مداخلات وأسئلة من الآباء الكهنة المشاركين ومن جميع الحضور حول المواضيع التي تم نقاشها. وتأتي هذه الندوة ضمن سلسلة الحوارات التي يطلقها المركز الكاثوليكي، وفي الاسبوع الذي تصلي فيه كنائس العالم من أجل الوحدة والسلام.
Zenit