“La Création: de l’Ère Patristique à l’Ère Quantique” وقد توقف الحاضرون أمام صورة الغلاف وهي لبطن عار لأم حامل، وبرز من داخل حشي الأم أَثر قدم لجنين يضج بالحياة. أما تعريف الكاتب بغلاف كتابه فأتى على الشكل الآتي: “هنا مختصر كل الدين والعلم والعقل والإيمان. هنا مكمن الخفي، المعلن فقط لكل عين ثاقبة، مزوّدة بقدرة ما فوق الواقع البشري،”عين منوّرة” بنور إلهي”. أما أكاديمياً فيؤكد روحانا أن عمله جريء مُحترم لعقائد الكنيسة الكاثوليكية من دون أن يتردّد في طرح تحوّلات ملزمة لها (Transmutations)، بعد عشرات القرون على استقرائها في ضوء النصوص المقدسة والفلسفة اليونانية من جهة، والتبصر البشري البدئي المهيمن برمزياته على نصوص الكتاب المقدس من جهة أخرى، والذي تبنّى القديس افرام السرياني كشف ألغازه التي يسميها “رازائيات” وليس “أسراراً”.
وكان القديس افرام الوحيد الذي أعلن في القرن الثالث مسيحي أن للوحي الإلهي مصدرين: النص المقدس والطبيعة المخلوقة. استثمر روحانا هذه النظرية ليؤسّس خطاً لاهوتياً جديدًا، لا بد منه لخدمة “جديد البشارة” الذي دعى إليها أخيراً البابا فرنسيس، أسماه “اللاهوت الرازائي”. ويقدم روحانا هذا اللاهوت على أنه الجسر المناسب للقاء الدين والعلم لأنه جسر ضوئي مؤسّس على “نشيد النور” لافرام السرياني من جهة، وعلى وحدة “الفوتون” المؤسَّس لها من العالم آينشتاين، من جهة أخرى. أما الاكتشاف الأساس في التطوّر العلمي للقرن العشرين فقد كان اكتشاف “الفيزياء الكميّة” (Physique Quantique) على يدي العالم “Max Plank” الأمر الذي سمح بتخطي “الفيزياء النيوتونيانية” إلى نظريات بات فيها العلماء كاللاهوتيين يتحدثون عن واقع “يُرى” كما عن واقع “لا يُرى” تاركين للفلاسفة واللاهوتيين كي يفيدونهم عما يلي من واقع لما توصّلوا إليه، الأمر الذي يسميه الفيلسوف الفرنسي Guitton “ما بعد الماورائيات” (méta-métaphysique) والذي يسميه روحانا “الواقع الرازائي” المفترض أن يكون “واقع عالم الله”.
النهار