توجه الناخبون الباكستانيون هذا الأربعاء إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في انتخابات برلمانية لم تخل من التوترات والمخاوف الناجمة عن العنف الأعمى الذي يمارسه المتطرفون الإسلاميون والذي حصد مطلع هذا الشهر أرواح ثلاثة مرشحين للانتخابات.
قبل أيام قليلة على بداية العملية الانتخابية أطلق الأساقفة المحليون نداء طالبوا فيه بتعزيز الديمقراطية. عن هذا الموضوع تحدث لموقع Vatican News رئيس مجلس الأساقفة المحلي المطران جوزيف أرشد الذي عبّر عن آمال الكنيسة وتطلعاتها للمستقبل. وقال إن الأساقفة مسرورون لأن العملية الديمقراطية تسير قدما في باكستان، وهذا الأمر يحمل على التفاؤل لافتا إلى أن استطلاعات الرأي تؤكد أن أيا من الأحزاب التي تخوض الانتخابات التشريعية ستحصل على الأغلبية المطلقة لتشكيل حكومة، ما يعني أن الأمر قد يتطلب تشكيل ائتلاف حكومي، مع ما يترتب على ذلك من صعوبات في عملية إدارة شؤون البلاد.
مقابلة أخرى أجراها موقعنا مع السيد بول بهاتي التي يُعتبر ناطقا بلسان الأقليات الدينية في باكستان وهو شقيق وزير الأقليات الراحل شهباز بهاتي الذي اغتيل في العام 2011. أوضح المسؤول الباكستاني أن مجلس الأساقفة يقاسم آمال وتطلعات كل المواطنين الذين يطالبون بانتخابات شفافة، مضيفا أن البلد يحتاج إلى التغيير والتطور والتناغم الوطني والدولي. واعتبر أن تحقيق هذه الأهداف المرجوة يتطلب محاربة الفساد مشيرا إلى أن الجميع يتخوفون من تعرّض باكستان للعزلة على الصعيد الدولي بسبب انتشار التطرف الديني. وأكد في هذا السياق أن الأحزاب الدينية لم تحصل قط على أكثر من ستة أو سبعة مقاعد في المجلس النيابي ما يعني أن السواد الأعظم من المواطنين الباكستانيين لا يريدون أن تحكمهم هذه التيارات السياسية الإسلامية. ولم يُخف السيد بهاتي مخاوفه حيال موجة من عمليات الانتقام والأخذ بالثأر بين الأحزاب التي ستفوز في الانتخابات وتلك التي ستُهزم، مذكرا بأن الأولية بالنسبة للبلاد تتمثل اليوم في ضمان الخدمات الصحية والتعليم وتوفير الأمن وتعزيز القيم الإنسانية الأساسية.
إذاعة الفاتيكان