شريط الأحداث
أختر اللغة
الرئيسية | إعلام و ثقافة | الأسباب النفسيّة… لسرطان الثدي
الأسباب النفسيّة… لسرطان الثدي
الأسباب النفسيّة... لسرطان الثدي

الأسباب النفسيّة… لسرطان الثدي

في كل سنة، خلال شهر تشرين الأول تقوم منظمة الصحّة العالمية بمؤتمرات وتنشر الدراسات العلمية للتوعية من سرطان الثدي. ويساعد الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي على نشر المعرفة حول هذا النوع من السرطان من خلال الإعلانات الطبّية والفيديوهات المُشجّعة للنساء على تقصّي السرطان منذ بداياته والكشف عنه مبكراً وإدراك طرق علاجه. كما تزوّد المستشفيات والمستوصفات المصابين بالرعاية الصحّية الخاصة والمتابعة النفسية. فما هي الأسباب النفسية التي يمكن أن تساعدَ على ظهور سرطان الثدي؟ وما هي النصائح النفسية التي يمكن أن تجنّب النساءَ هذا المرض؟سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان التي تُصيب المرأة في جميع بلدان العالم. معدّل الإصابة بهذا المرض في إرتفاع دائم. أسبابٌ كثيرة وراء هذا الإرتفاع، منها إقتصادية (الفقر والجهل) أو سوء التغذية أو حتّى أسباب نفسية.

وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من مليون وأربعمئة إصابة سنوياً بسرطان الثدي. كما يموت في كل سنة حوالى أربعمئة وستون ألف شخص من جراء الإصابة به، منهم حوالى 270 ألف حالة وفاة في البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل.

أسباب سرطان الثدي

أجمع الأطباء والمتخصّصون بمرض السرطان، على أن لا أسباب مباشرة وكافية للإصابة بسرطان الثدي، وإتّفقوا أيضاً على أنّ إمكانية الشفاء من هذا النوع من السرطانات مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بالكشف عن الخلايا السرطانية في وقت مبكر. كما أنّ الفقرَ والجهل… يجعلان هذا المرض يفتك بالمرأة بسبب إفتقارها إلى الوعي للكشف عن المرض مبكراً.

من الأسباب النفسية

لا يمكن أن نذكر مرض السرطان بدون ذكر الإضطرابات والمشكلات التي يمكن أن تقف وراء هذا المرض الخبيث ومنها المشكلات النفسية. ولم ينفكّ العلمُ يدرس السرطان وأسبابه بدون ذكر العوامل النفسيّة التي يمكن أن تؤدّي إلى الإصابة به. ومن هذه الأسباب:

• الإكتئاب والشعور الدائم بالحزن، ما يمكن أن يرفع معدّلات سرطان الثدي عند المرأة. دراسات علمية كثيرة أكّدت العلاقة المتينة الموجودة ما بين الإكتئاب والسرطان. ومن هذه الدراسات: بيرغوس، كونيلوس، لوف، غراهام وريدشاردز، إذ أكّد هؤلاء العلماء العلاقة الوطيدة بين ظهور مرض السرطان والزمن الإجمالي للمعاناة من الإكتئاب.

• المشكلات النفسيّة والإضطرابات كالقلق المفرط والخوف من المستقبل والرؤيا السلبية للحياة… يمكن أن تكون سبباً لإرتفاع الإصابة بمرض سرطان الثدي. أكّدت دراسة في عام 2006، قام بها عددٌ من العلماء منهم: دافيد وموتغوميري وبوفريرغ وجودَ علاقة بين كون الشخص سلبياً وإصابته بالسرطان، وقد ظهر القلق المرضي عند عدد من السيدات اللواتي يعانين من سرطان الثدي.

• سببٌ آخر يمكن أن يساعد على تفشّي مرض سرطان الثدي هو عدم التوازن النفسي ومشكلات مزاجية. إعتبر العالمان كريستي ومور في مجلة Clinical journal of oncology nursing أنّ المزاج الإيجابي يلعب دوراً بارزاً في تخطّي مرض السرطان. كما أنّ التعامل الجيد والإيجابي ما بين الطاقم الطبّي والمريض يقلّل من خطر المرض ويساعد على علاجه.

• التوتّر النفسي يمكن أن يؤدّي إلى زيادة في هرمون الكورتيزول الذي يلعب دوراً سلبياً في إنقسام الخلايا ونموّها بشكل غير طبيعي وصولاً إلى نموّ خلايا سرطانية.

• ويؤثر الضغط النفسي بشكل مباشر على عمل الخلايا العصبية والخلايا التي تمنع نموّ الخلايا السرطانية، ويؤثر مباشرة على الجهاز المناعي، وخصوصاً في مرحلة متقدّمة من تطوّر السرطان ثدي عند المرأة.

العلاجُ النفسي والمتابعة النفسيّة

لا تقلّ المتابعة النفسية أهميةً عن العلاج العقاقيري والمتابعة الطبّية، ولها دورٌ فعّال في مساعدة المريض على تخطّي محنته الصعبة.

أولاً، يساعد الدعمُ النفسي من العائلة والأصدقاء على محاربة المرض وتغيير النظرة التشاؤمية له. ويمكن أن يؤدّي الزوجُ دوراً أساساً في دعم زوجته المريضة خصوصاً في الأوقات الحرِجة. وأثبتت الدراسات العلمية جودّ علاقة واضحة بين ما تتلقّاه المريضة بسرطان الثدي من حبّ وطمأنينة من قبل زوجها وأطفالها وبين مقاومتها المرض. ولاحظ العلماء تحسّنَ استجابة المريضة ‏إلى العلاج الكيميائي وعدم تعرّضها للانتكاسات إذا كانت مُحاطة بالأحبّاء والعائلة وخصوصاً الزوج.

ثانياً، لا يُخصَّص العلاج النفسي فقط للمريضة المصابة بسرطان الثدي، ولكن أيضاً تكون المتابعة النفسية أيضاً لكل أفراد العائلة. فعندما يُصاب أحدُ أفراد العائلة بمرض السرطان، يتأثّر كل أفرادها، لذا من المهم تقديم المساعدة لهم ليتكيّفوا مع التغييرات الطارئة على حياتهم ويتأقلموا مع فكرة المرض ما يخفّف من قلقهم.

ثالثاً، يلعب الزوجُ دوراً إيجابياً في التخفيف من مرض زوجته من خلال الاهتمام بالأطفال. وإذا لم يستطع وحدُه تأمينَ حاجياتهم (ترتيب البيت، الطبخ، الإهتمام بدراسة الأطفال، الأمور المنزلية…) يمكن أن يطلب المساعدة من أحد أفراد العائلة. فيجب أن يوازن الزوج ما بين دورَين أساسيَّين وهما: أب للأولاد المحتاجين للرعاية والمتابعة ويعانون من مرض والدتهم، وزوج يعاني من مرض زوجته ويجب أن يقفَ بقربها ويساندها.
د.انطوان الشرتوني
الجمهورية

عن ucip_Admin