يلتبس الأمر على ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل» في مسألة من يعطل الاستحقاق الرئاسي وينتقل هذا الإلتباس إلى الرأي العام المؤيد في شكل خاص لمحور الممانعة.
هذا الثنائي يحذّر في خطب ومواقف وتصريحات مسؤوليه ونوابه ووزرائه من الفراغ في رئاسة الجمهورية وينادي برئيسٍ صنع في لبنان ويرفض تدخّل الخارج في هذه العملية، ومن أجل تحقيق كل ذلك يفترض بنواب هذا الفريق مع حلفائهم أن يكونوا أكثر المتحمّسين لانتخاب رئيسٍ للجمهورية، ولكنهم بدلاً من ذلك يحولون حتى الآن دون إتمام عملية الإنتخاب فهم يحضرون الدورة الأولى من كل جلسةٍ إنتخابيةٍ وفي الدورة الثانية ينسحبون من الجلسة فيُفقد النصاب وتتعطل الجلسة ولا يحصل انتخاب.
هذا هو التعطيل الذي يمارسه ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل» مع حلفائهم، فحلفاء الولايات المتحدة والغرب والمملكة العربية السعودية لا يعطّلون جلسة الإنتخاب بل هم يبقون في مقاعدهم داخل القاعة ينتظرون بدء الدورة الثانية من الإقتراع ولكن ذلك لا يحصل لأن من يحذّر من الفراغ في الرئاسة ينسحب من الجلسة وكأنّه ينفّذ رغبات وأوامر من يشكو منهم من أخصام محور الممانعة.
إنّ تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية ليس ناجماً عن وجود مرشحين للرئاسة، فكما طبيعي أن يكون هناك مرشحون فمن غير الطبيعي ألا يكون، كما أنّ من يريد لبننة الاستحقاق الرئاسي لا يعطّله لأنّ هذا التعطيل هو الذي يفسح المجال أمام تدخل قوى أجنبيةٍ وعربيةٍ، فالذي لا يريد تدخلاً من الخارج عليه أن يذهب إلى المجلس النيابي وأن يبقى في الجلسة إلى حين أن يُنتخب رئيس بالأكثرية أو بالإجماع.
إنّ هذا الثنائي وفي إطار سياسة ذر الرماد في العيون يحاول غش الرأي العام بعناوين لا تمتّ إلى الحقيقة بصلة فهو الذي يحول دون انتخاب رئيس لأنّه لا يريد رئيساً سوى المرشح الذي يطرحه هو، ولذلك فطالما لم يؤمّن لمرشحه النجاح فلن يسمح بانعقاد جلسةٍ إنتخابيةٍ، وإن سمح فلن يتيح لها دورةً ثانيةً وأكثر إلا إذا كانت ستأتي بمرشحه رئيساً، وهذا الثنائي هو الذي لا يريد لبننة الاستحقاق لأنّ رئيساً صنع في لبنان يعني أنه لجميع اللبنانيين وليس لفئة واحدة تفرضه على باقي الأطراف، وفي هذا السياق يأتي التدخل الخارجي الذي يدعم حلفاء محور الممانعة في مواقفهم وبالتالي لا يجوز لهؤلاء أن يتهموا أكثريةً تريد انتخاب رئيس بالعمالة والخيانة وأنّ الأقلية التعطيلية هي الوطنية فقط.