قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن خارطة الطريق لعالم أكثر استدامة وقدرةً على الصمود، محددة في اتفاقات دولية منها استراتيجية التنمية المستدامة لعام 2030، واتفاق باريس بشأن تغير المناخ، وإطار عمل سنداي للحد من مخاطر الكوارث.
وفي رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمدن، الذي يصادف الحادي والثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر، قال غوتيريش إن الكيفية التي تتطور بها مدننا ستكون لها آثار هامة على تحقيق المستقبل الذي نصبو إليه.
وأشار إلى أن اليوم العالمي للمدن هذا العام يركز على مسألتي القدرة على الصمود والاستدامة. “فكل أسبوع ينزح 1.4 مليون شخص إلى المدن. وهذا التوسع الحضري السريع يمكن أن يجهد الطاقات الاستيعابية المحلية، مما يساهم في زيادة مخاطر الكوارث الطبيعية والتي من صنع الإنسان.”
لكن الأمين العام شدد على أن “تحول المخاطر إلى كوارث ليس قدرا محتوما. والحل هو بناء القدرة على الصمود – في وجه العواصف والفيضانات والزلازل والحرائق والأوبئة والأزمات الاقتصادية.”
وحذرت إدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية من أن أغلبية مدن العالم معرضة بشكل كبير للكوارث.
وذكرت في دراسة، صدرت بمناسبة اليوم العالمي للمدن، أن ما يقرب من ثلاث من كل خمس مدن في جميع أنحاء العالم، والتي يقطن بها 500 ألف نسمة على الأقل معرضون لخطر الكوارث طبيعية. وبشكل جماعي، تضم هذه المدن 1.4 مليار شخص أو حوالي ثلث سكان الحضر في العالم.
وأشارت الإدارة إلى أن 679 من بين 1166 مدينة يبلغ عدد سكانها ما لا يقل عن نصف مليون نسمة، كانت عرضة إما للأعاصير أو الفيضانات أو الجفاف أو الزلازل أو الانهيارات الأرضية أو الانفجارات البركانية – أو مزيج من هذه الكوارث.
وأوضحت الإدارة أن بعض المدن الكبرى تتعرض لما يصل إلى أربعة أو خمسة أنواع مختلفة من هذه الكوارث الطبيعية. وتشمل هذه المراكز الحضرية الكبيرة مثل مانيلا وطوكيو وسانتياغو ومدينة غواتيمالا وعواصم الفلبين واليابان وتشيلي وغواتيمالا على التوالي.
وأضافت أن المدن الضخمة التي يزيد عدد سكانها على 10 ملايين نسمة معرضة أكثر من غيرها، وأن ثلاث مدن فقط هي موسكو (روسيا) والقاهرة (مصر) وكينشاسا (جمهورية الكونغو الديمقراطية)، تعتبر أقل عرضة أو غير معرضة لهذه المخاطر الستة التي حللتها الدراسة.
وفي رسالته بمناسبة اليوم العالمي للمدن، قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش إن المدن في جميع أنحاء العالم تعمل حاليا بالفعل على زيادة القدرة على الصمود والاستدامة. فقد قامت بانكوك ببناء مرافق ضخمة لتخزين المياه الجوفية لمواجهة خطر الفيضانات المتزايد وادخار المياه لفترات زيادة الجفاف.
أما في كيتو، بحسب الأمين العام، فقد استصلحت الحكومة المحلية أو حمت أكثر من مئتي ألف هكتار من الأراضي لتعزيز الحماية من الفيضانات وتقليل التعرية وحماية إمدادات المياه العذبة والتنوع البيولوجي في المدينة.
وفي جوهانسبرغ، تُشرك المدينة السكان في الجهود المبذولة لتحسين الأماكن العامة بحيث يمكن استخدامها بأمان للاستجمام والرياضة والمناسبات المجتمعية والخدمات التي من قبيل الرعاية الطبية المجانية.
ودعا الأمين العام في هذا اليوم العالمي للمدن إلى أن “نستمد الإلهام من هذه الأمثلة. “دعونا نعمل معاً لبناء مدن مستدامة وقادرة على الصمود توفر السلامة والفرص للجميع.”
ويهدف الاحتفال باليوم العالمي للمدن والذي اعتمدته الجمعية للأمم المتحدة في قرارها 239/68 لعام 2013 إلى تعزيز اهتمام المجتمع الدولي بقضية التوسع الحضري على مستوى العالم، والدفع قدما نحو التعاون بين البلدان لاستغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات الحضرية، والمساهمة في التنمية الحضرية في كل أنحاء العالم.
نور نيوز