عقـــدت الرئيسة العامة لراهبات سيدة الخدمة الصالحة، الأم باسكال خضره، مؤتمراً صحافياً، ظهر اليوم في المركز الكاثوليكي للإعلام، أعلنت خلاله عن نتيجة التحقيقات وما آلت إليه في قضية برنامج “استقصاء” الذي تناولها والرسالة التي تقوم بها جمعيتها الرهبانية. شارك في المؤتمر رئيس أساقفة بعلبك الهرمل للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، المحامي جوزف غزالي، والمسؤول عن قسم التلفزيون والسينما في اللجنة الأب سامي بو شلهوب، وحضره الأرشمندريت نعيم القزي، رئيس الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (أوسيب لبنان) الأب طوني خضره، وعدد كبير من راهبات سيدة الخدمة الصالحة والإعلاميين والمهتمين.
ترأس المؤتمر الخوري عبده أبو كسم فرحب بالحضور باسم رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وجاء في كلمته: “كثرت في الأيام الأخيرة البرامج التلفزيونية، التي تتبع النهج البوليسي أو أسلوب التحرّي كما يحلو للبعض أن يسّميها وتحمل أسماء منوّعة متشابهة والمفترض بها أن تسلّط الضوء على الحقيقة بغية تظهيرها إلى الرأي العام.”
تابع ” إن مثل هذه البرامج تشكل رادعاً أساسياً في مجتمع يشوبه الفساد في بعض مفاصل المرافق العامة، أو ممن يتعاطون الشان العام.”
أضاف: “لكن إن تنحرف بعض هذه البرامج لتضحي محكمة ميدانية، تطلق الأحكام على الناس، وعبر الشاشات، وتعدمهم معنوياً وتشوّه صورتهم عن غير وجه حق، كما حصل مع الأم بسكال خضرا، الرئيس العامة لراهبات الخدمة الصالحة، ومع سواها، فهذا أمر مرفوض، فالصحافي والإعلامي له دورٌ رائدٌ ومميز في المجتمع وليس عليه أن يتهّم ويحكم ويدين قبل أن يتثبت من حقيقة الموضوع!”
وختم بالقول: “من أجل هذا، كان هذا المؤتمر الصحافي اليوم، لتبيان الحقيقة وليس للدفاع عن النفس.”
ثم تحدثت الأم بسكال خضره فقالت:
“لحظات انتظرتها شهوراً، وحقيقةً وددتُ جلاءَها بأقصى سرعةٍ ممكنة. ورأيت كيف أنَّ الشرّ الّذي يسعى الى قلب الحقائق، وتشويه الأمور لا يقدر أن يمنع الحقّ عن الظهور.”
تابعت: “نهاية التحقيق بالتهمة الشائنة، الّتي اتّهمنا بها،يُظهِر للجميع ما كنّا نعلمه من البداية. خوفي كان، لا عليّ. فضميري لا يؤنّبني بشيء، وإنّما خوفي كان على النفوسِ البسيطة، التي تتأثّرُ بكل ما تسمع وكلّ ما يُقال، هذه النفوس التي حذَّرَنا ربُّنا يسوع المسيح من تشكيكها، وتسبيب العثرات لها. ”
أضافت: “لهؤلاء الأشخاص أقول: “إنني مع المخلصين، وخاصةً المحامي الأستاذ جوزف غزالي، ناضلنا، وتعبنا، وتحملنا الكثير، لكي نوصِل إليكم هذه الحقيقة ِالساطعة، لكي نُعلمَكم ببراءتنا الناصعة، وأنني بريئةٌ من كلِّ ما حاكوه من أكاذيب.” وأردفت : “وضعتُ ثقتي بالقضاء منذ البداية ، فكان عند حسن ظنّي، وأثبت براءتي.”
تابعت “إنّ رهبانيتنا، رهبنة سيّدة الخدمة الصالحة، تنتمي إلى كنيسة يسوع المسيح ربِّنا، التي تؤمن بأنّ النفس البشرية هبةٌ من الله، وثمينةٌ جداً، ولا يمكن أن يوضع لها ثمنٌ مادّيٌّ، أو سعرٌ ماليّ، لأنها قيمةٌ ونعمةٌ من الله. نحن نحمل صورة المسيح يسوع المخلّص الذي مات وقام، ليُعيدَ للإنسانِ قيمَتَه واعتباره وجمال صورته، بعدما غرق هذا الأخير في الخطيئة، ليعيده إلى الملكوت السماوي. فهل نترك خلاص المسيح ونتنكّرُ له؟ حاشا!”
تابعت :”كنت أتمنّى لو أنَّ الذّين حضروا، وصوَّروا برنامج إستقصاء، أو الذين روَّجوا لهذا البرنامج ، وسمحوا بأن يُبَثّ عبر محطَّتهم، أن يعيشوا يوماً واحداً معنا في ديرنا ، ويتعرّفوا عن قُربٍ على عملِنا، ويختبروا الصدق في المعاملة الانسانية التي تظهر من خلال خدمة راهباتنا، وأعمالنا اليوميّة، في دير سيدة الخدمة الصالحة جبّولة. لكانوا شمّروا عن زنودهم ، وشاركونا بالعمل!”
أضافت :فرحنا اليوم ، يمتزج بالأسف. ما نأسف له، هو أنّ إعلامييّن قاموا بهذا العمل، فبدل أن تكون رسالتهم السامية، في نقل الحقيقة الى الناس، وتسليط الضوء على
أعمال الرحمة والمحبة، لم ينقلوا صورة الخير، بل استغلّوها، وشوّهوها، وحوّلوها الى شر. سامحهم الله. فهم لم يؤذوا سمعتنا، ولم يعرّضوا رسالتنا للخطر فحسب، وإنّما مع جلاء الحقيقة ، عرّضوا الإعلام نفسه، لفقدان المصداقيّة. ما نأسف له، أنّهم استخدموا الأمومة للغشّ، وحوّلوا كلمات الرحمة إلى كلماتٍ تبغي الربح بلا أيّ رحمة.”
قالت “سُئِلنا: ماذا نخفي تحت أثوابنا؟ فأجاب التحقيق: لا نخفي في قلوبنا، إلاّ رغبتنا في خدمة الرسالة الّتي اؤتمنّا عليها، بلا أضواء ولا جلبة. ساقونا تحت الأضواء، وفي جلبة الاتّهام، فكان الله لنا مدافعًا . وأظهرت الأضواء نصاعة صفحتنا، وما كنّا نريد الافتخار بشيء.”
أضافت: “للّذين صدّقوا الادّعاءات الكاذبة أقول: “أحيّيكم لأنّكم ترفضون أن ينالَ الباطلُ من حقّ أطفالنا، ولو أتى في ثوب راهبات. ولكن وقد علمتم الحقّ، فلنضع أيدينا بأيدي بعض، ولندافع بالعمل الجادّ عن الحقوق، لا بالاتّهامات السهلة الكاذبة”. وللّذين دبّروا المكيدةِ أقول: “لقد آلمني ما افتريتم به عليّ، ولكنّه آل إلى الخير، وأسأل إلهي ألاّ يحسب عليكم هذه الخطيئة.”
تابعت “وأمّا أن تأخذ العدالة مجراها فهذا واجبي تجاه الضحايا الحقيقيّين لخطئكم، أعني الأطفال الّذين يجدون لدينا ملجأ وحبًّا. غير أنّي أقول لكم: أثمروا ثمار التوبة، تجدوا الله إلى جانبكم متغاضيًا عن ظلمة الماضي.”
وختمت بالقول “وللناس عامّة ولكلِّ من يحب الحقيقة ، وكلِّ المحبِّين الغيّورين على رسالتنا وسمعتنا أقول: إنني كنت وما زلتُ، أمينةً في رسالتي، وعلى الوديعة التي ائتمنني عليها الرب يسوع وأخواتي الراهبات، وسأبقى أمينة بنعمة الله حتى آخر نَفَسٍ من حياتي. وصلاتي ، هي أن تظهر الحقيقة في كلّ قضيّة ، يقع ضحيّتها محبّو الخير لكي نبني معًا مجتمعًا أكثر عدالةً وسلامًا.”
ثم تحدث المحامي جوزف غزالي فقال: “نشكر بداية وسائل الإعلام التي نعوّل عليها اليوم لتكون حاملة الموضوعية ومظهرة الحقيقة، وما حصل مع الأم خضرا جصل مع كثيرين ولكن للاسف الكثير منهم لم يستطع الكلام ، ولكننا أخذنا القرار بالذهاب في هذا الموضوع إلى الآخر طبعاً بعهدة القضاء وباسم القضاء ومع القضاء.“
تابع “والذي حصل ان برنامج استقصاء” الذي انتجته شركة “شوت برودكشن” التي يملكها الصحافي فراس حاطوم ومجموعة، وتم عرضه على “المؤسسة اللبنانية للإرسال”، والحقيقة أن هذا البرنامج قام بعملية استدراج بكل ما للكلمة من معنى، استدرج راهبة وطبيبين وتمّ تصوير الراهبة بوسيلة تسجيل سرّية ساعة أو ما شابه، وعمل للتسجيل مونتاج و تقطيع وتركبت الكلمات بالسياق الذي يريدوه وتمّ عرضه بالصوت والصورة على الإعلام بإتهام مباشر وبوصف للأم خضرا بأنها وسيطة وسمسارة وتاجرة اللحم البشري.
أضاف: “نحن أخذنا عهد على أنفسنا أن لا ننطرق إلى هذا الموضوع إلا عندما ينتهي القضاء من أعماله وإلا عندما يقول القضاء كلمته والحمدالله قالها.”
تابع: “أجريت التحقيقات وتواصلت على امتداد ستة شهور وصدر القرار من فترة كتير قريبة، من بعد التحقيقات التي تولاها النائب العام الاستئنافي شخصياً وهذا أمر نادر حدوثه، طبعاً بعدما تحول الملف وتبين أنه لا يوجد شيء. وفراس حاطوم يرفض حتى اليوم تسليم القضاء التسجيل الأصلي الذي صور الأستدراج مع الراهبة لكي لا يظهر الفرق ما بين حقيقة الحديث الذي حكي وما بين المونتاج والتزوير الذي حصل في هذا التسجيل، إضافة إلى كل ذلك فريق الإعداد اربع مرات ثم استدعاؤه مرة واحدة حضر وبعدها لم يحضر.
وتوصل النائب العام إلى قناعة بعدما أنهى تحقيقاته حوالي 6 شهور، قرّر حفظ الأوراق وهذا أمر متعارف عليه قانونياً عندما يقرّر النائب العام حقظ الشكوى أو حفظ الإخبار تكون تكوّنت قناعة لديه أنه ليس هناك معطيات جرمية. ”
تابع: “سبق وتقدمنا بشكوى للنيابة العامة التمييزية ضد” المؤسسة اللبنانية للإرسال “آسفين وضد فراس حاطوم وفريق الأعداد، وهي بدورها أجرت التحقيقات وأحالت الملف إلى النيابة العامة الأستئنافية في جبل لبنان التي اادعّت على “المؤسسة اللبنانية للإرسال” وفراس حاطوم وعلى المجموعة أمام قاضي التحقيق في جبل لبنان الرئيس جوزف صفير.
أضاف: “بعدما صدر قرار الحفظ نحن نحضر اليوم لإقامة دعوى افتراء وتجني أمام المحاكم المختصة لأن الدعوتين مختلفتتين، الدعوة الأولى القدح والذم (تجار وسماسرة…) والدعوة الثانية تقديم الإخبار الكاذب وتلفيق الأدلة وتزويرها.”
وختم بالقول: “القضاء قال كلمته وأنصف الأم خضرا ونحن بإنتظار كلمته لمقاضاة كل شخص تطاول وعمل من نفسه قاض ومحكمة ولم ينتظر القضاء لقول كلمته”
ثم تحدث المطران الياس رحال فقال: “أنا بصفتى مطران بعلبك والهرمل مسؤول مباشرة عن رهبنة سيدة الخدمة الصالحة في جبولة أوكّد للجميع أنه خلال 60 سنة من تأسيس هذه الرهبنة، الجميع يقدرها وهي لا تستحق أن ترمى بوردة، فقد عاشت أيام الأحداث في منطقة صعبة ومع الأسف لا يوحد أي مسيحي في جبولة إلا د ولم يتعرض لهـا أحد . فلديهم ميتم يتسّع إلى 120 يتيماً، 15 مسيحياً والباقي سنة وشيعة، فنحن لا نميز والراهبات لا يميزن بين إنسان وإنسان وبين دين ودين بين غني وفقير، فاسمها سيدة الخدمة الصالحة، للخدمة للعطاء وللبذل.”
وتابع سيادته “آسف أن بعض وسائل الإعلام تتصيد بالماء العكر لتفضح الأمور، هل هذا من أجل سبق إعلامي لا أعلم، فلا يجوز لأي وسيلة أن تُشهر بهذه الأخطاء وإنما التفتيش عن الحقيقة وبثها.”
أضاف: “بخصوص الميتم والأولاد اللقطاء الذين نجدهم على الطريق، الراهبات لا يستطعن التصرّف بهم، المدعي العام هو الذي يتصرف بواسطة الدرك ويملي عليهن ما يجب عمله”
وختم بالقول: الراهبات ليس عليهن أي لوم، والأخت باسكال ليست مذنبة ولم تفعل أي شيء عاطل وإنما الذين صوروا الحلقة هم الذين فعلوا الشيء العاطل. وأنا بصفتي الشخصية أرفض أي تجني على الرهبنة وعلى الأم بسكال التي تحدم الجميع وهي عنصر فعّال في المجتمع وفي أبرشيتنا.”
ثم تحدث مرشد الراهبات الاب سامي بو شلهوب فقال: “طالبنا بإلحاح وبكركي أيضاً ومديرالمركز وتمنينا على المؤسسة اللبنانية للإرسال عدم بث هذا البرنامج ولكنه عرض وهذا خطيئة كبيرة، وطلبنا كان تأخير الحلقة لأسبوع للتحري عن الحقيقة.”
تابع “يتمّ اعطاء الولد لعائلة معينة بوجود المدعي العام أو سيادته أو الأم التي أهتمت بهذا الولد ويتم الاختيار بالقرعة والعديد من الناس شهد من خلال الفايس بوك انه ولا مرة دفع قرش.”
وختم بالقول: “عندما بثت الحلقة البعض من الراهبات اردن توقيف هذه الرسالة ولكن الأم باسكات أصرت على إوجوب إكمال هذه الرسالة أكثر لأننا لن نسمح لافتراد وتجني بتوقفينا، فالمسيح قال: “قولوا الحق والحق يحرّركم”.
بعد انتهاء المؤتمر وفتح المجال للصحافيين بتوجيه الأسئلة إلى إلأم خضره سأل الأب طوني خضره لماذا تمّ عرض هذا البرنامج رغم المداخلات الحثيثة التي قامت بها الجهات الكنسيّة مع المحطة المذكورة ؟ خاتماً بالقول: “كمسيحيين يجب علينا إعادة النظر بالتعاطي مع وسائل الإعلام ذات الطابع المسيحي خاصة تلك التي تتصرف بعكس الدعوة المسيحية ألا وهي إعلان الحقيقة دون سواها وعدم التجني على كرامات الناس.”
المركز الكاثوليكي للإعلام