في وقت أظهر مؤشر الفساد العالمي لسنة 2014 الصادر عن منظمة “الشفافية الدولية” أن لبنان، احتل المرتبة الـ 136 مع تقييم عند 27 على 100، ما يبرز مدى تفشي الفساد في القطاع العام اللبناني خلال 2014، أحيت كلية ادارة الأعمال في الجامعة الأنطونية برعاية ومشاركة وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية، اليوم العالمي لمكافحة الفساد صباح اليوم في حرم الجامعة في الحدث – بعبدا في حضور وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية نبيل دو فريج وممثّل ومنسّق برنامج الأمم المتحدة للتنمية روس ماونتن والأب الرئيس جرمانوس جرمانوس والوزير السابق والعميد المؤسس لكليّة ادارة الأعمال دميانوس قطار والقاضية أرليت جريصاتي وأمين عام الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية يحيى حكيم ورئيس جمعيّة ” سكّر الدكانة” عبدو مدلج وعميد كليّة ادارة الأعمال البروفسور جورج نعمة. تخلّل النهار الاعلان عن أسماء الفائزين في المسابقة الطلابية حول مكافحة الفساد التي أطلقتها الجامعة العام المنصرم.
نعمة
بداية النشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبيّة لعميد كليّة ادارة الأعمال البروفسور جورج نعمة الذّي توقف عند أهمية دور مؤسسسات التعليم العالي في مكافحة الفساد، شارحا أهداف المسابقة التي أطلقتها كلية ادارة الأعمال تناغما مع رسالة الجامعة الأنطونية والتي أرادت من خلالها أن تعرّف الطلاب على مخاطر الفساد وكلفته وانعكاساته على لبنان.
قطار
بدوره تحدّث الوزير السابق والعميد المؤسس لكليّة ادارة الأعمال دميانوس قطار فقال ان الفساد في لبنان بدأ كالجرح امّا اليوم فأصبح كالسرطان الذي ينهش الكيان بأكمله مشيراً الى أن مكافحة هذه الآفة تبدأ بتقوية وزيادة مناعة المجتمع بحيث يرفض الممارسات الشاذّة ويحاربها فيقضي عليها. كذلك تطرّق الى الدور الفاعل والضروري الذّي يمكن أن تقوم به الجامعات التي تدرّس الأعمال من حيث الموائمة ما بين القيم الأخلاقية وحسن الادارة وجني الأرباح.
جرمانوس
من جهته توّقف الأب الرئيس جرمانوس جرمانوس أيضا عند ظاهرة تفشي الفساد في المجتمع اللبناني وشيوع مفاهيم الواسطة والتدخلات والبرطيل والسمسرات والزبائنية والغشّ وروح الفردية وهي جميعها ممارسات ورثها اللبناني، حسب ما قال من حقبة الحكم العثماني وترسخت خلال سنوات الحرب لدرجة أنها باتت تشكلّ تقليداً. في كلمته لفت الأب جرمانوس الى دور الجامعة في مكافحة الفساد، والتوعية وبثّ ونشر القيم الأخلاقية الاقتصادية والاجتماعية التي تقترن مع العدالة الاجتماعية والتنمية الانسانية والاقتصادية لافتا الى أن الأنطونيّة تطبّق سياسة صارمة في هذا الشأن.
ماونتن روس
وتكلّم ممثّل ومنسّق برنامج الأمم المتحدة للتنمية روس ماونتن فأشار الى أن الاحتفاء باليوم العالمي لمكافحة الفساد الذّي يندرج هذه السنة تحت شعار “أكسر سلسلة الفساد” يتزامن والظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والمنطقة لافتا الى التحديات الاجتماعية والاقتصادية الهائلة التي أوجدتها الأزمة السورية في الداخل اللبناني فجدّد في هذا السياق، دعم الأمم المتحدة للبنان ووقوفها الى جنبه بغية التخفيف من الأعباء الملقاة عليه.
ماونتن الذّي اعتبر أن ظاهرة الفساد اتخذت أبعادا كبيرة خصوصا بعد الحرب والأزمات التي عصفت بلبنان مثل حرب 2006 و2008 أو حاليا كنتيجة للأزمة السياسية القائمة، قال ان تفشي الفساد يعود الى النظام السياسي الضعيف والتنمية الاقتصادية غير المتوازنة والمجتمع الطائفي المتفكك البنية وهي جميعها عناصر تزيد من حدّة مخاطر الفساد وتوسعه خصوصا في غياب الوعي و النقص في المؤسسات الرقابية والبنية الضعيفة للأجهزة الرسمية والاطار القانوني المعطّل.
كذلك تطرّق الى مساهمات برنامج الأمم المتحدة للتنمية والمساعدات التي قدّمها الى الدولة اللبنانية في هذا الاطار منذ العام 2004 والتي تمحورت حول اصلاح القطاع العام، واللامركزية وتمكين الأجهزة الرقابية واستقلالية القضاء والموازنة ونشر ثقافة المساءلة اضافة الى النصوص القانونية.
دو فريج
والقى دو فريج كلمة تطرّق فيها الى الخطوات والجهود التي قامت بها الدولة اللبنانية للدفع نحو تطبيق الامم المتحدة لمكافحة الفساد التي انضم اليها لبنان في العام 2009 مشيراً الى أن القضاء على الفساد لن يتمّ ما لم تطبّق القوانين بشكل فعليّ وأكّد أن لبنان يخضع حاليا لعمليّة استعراض من قبل دولتي الجمهورية الاسلامية في ايران والسيشيل ومن المتوقع أن يجري الخبراء المعنيين زيارة رسمية الى لبنان بين 18 و20 كانون الأوّل الجاري للاطلاع عن كثب على مدى التقيد بالتنفيذ والاجتماع بعدد من المسؤولين المعنيين مشيرا الى أن مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية ومنذ العام 2008، أعد وساهم في اعداد مشاريع واقتراحات قوانين يفترض بلبنان أن يسنها، في اطار تنفيذ التزاماته المطلوبة في الاتفاقية الأممية ومنها الحق بالوصول الى المعلومات وحماية كاشفي الفساد، والاثراء غير المشروع، وتعارض المصالح وانشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد وتعديل بعض أحكام قوانين أصول المحاكمات الجزائية والمدنية والعقوبات.
دو فريج الذّي توجه الى الطلاب داعيا اياهم الى تطبيق وعيش القيم التي اكتسبوها في الجامعة في مجتمعاتهم، أكد أن الوزارة تعمل بصمت ولكن بجدية لافتا “الى أن الدرب طويلة الا أننا بدأنا المشوار وخطينا أكثر من خطوة في الاتجاه الصحيح.”