الأمسية الدورية لـ«الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية» يوم الجمعة، تتمتع ببرنامج مشوّق وبموسيقيين مرموقين من النجوم غير المكرّسين، لكن الصاعدين، يحلّون ضيوفاً عليها لأداء برنامج أوركسترالي منوَّع.
قائد الأوركسترا هو الأرمني الشاب المولود في بيروت غارو أفيسيان (الصورة)، الذي يقود الأوركسترا في عملَين لموزار وهايدن، وينضم إليه في عملٍ ثالث لبيتهوفن، ثلاثة عازفين منفردين هم: المصرية صبا علي (بيانو) والأميركية من أصول آسيوية سالي كو (كمان) والأميركي آيفري وايت (تشيلّو). إذاً، الأمسية يمكن وصفها بالكلاسيكية بالمعنى الثلاثي للكلمة. فهي أولاً، تندرج تحت خانة الموسيقى الكلاسيكية الغربية عموماً، وثانياً، تشتمل على برنامج كلاسيكي بمعنى أن الأعمال التي تتخللها معروفة ورائجة، وتنحصر، ثالثاً، ضمن الحقبة الكلاسيكية، لناحية هايدن وموزار، مع ميل نحو الحقبة الرومنطيقية، لناحية بيتهوفن الذي يعدّ الجسر الذي يصل بين الحقبتَين التاريخيّتَين المذكورتَين. كذلك، الجمع بين أسماء المؤلفين الثلاثة ذو دلالة أخرى تكمن في العلاقة التي تربط في ما بينهم. فموزار وبيتهوفن تتلمذا على يد هايدن، أبي الحقبة الكلاسيكية وأحد أبرز رموزها، وكانا يكنّان له احتراماً كبيراً، وخصوصاً موزار الذي أهدى أستاذه لاحقاً ست رباعيات وتريات، اشتهرت لاحقاً تحت اسم «رباعيات هايدن». أما البرنامج نفسه، فيتألف من ثلاثة أعمال غاية في الجمال وسهولة المقاربة السمعية، ما يجعله في متناول الجمهور العريض، حتى لو لم يكن معتاداً على هذه الموسيقى. من عند هايدن، تؤدي الأوركسترا السمفونية الرقم 104 وهي أولاً، آخر سمفونية من سلسلة «السمفونيات اللندنية» التي وضعها المؤلف النمسوي أثناء إقامته في لندن (وعددها 12)، وثانياً، هي آخر مساهمة ختم بها الرجل ترسانته السمفونية التي تعد الأكبر تاريخياً (إذا استثنينا بعض التجارب التي تخطته عددياً، لكنها لم تعرف شهرة تذكر).
* 22 شباط ـــ س: 20:30 ـــ كنيسة مار يوسف للآباء اليسوعيين» (مونو ـــ الأشرفية) ـــ www.conservatory.gov.lb
الأخبار