«لو كان بالغاً لقلتُ إنه مصابٌ بالإكتئاب». هذا ما قالته أم رواد، طفل في العاشرة من العمر، سُرِق كلبُه الصغير، الذي كان جدَّ متعلّق به، وذلك منذ أكثر من شهر. يعاني رواد من فقدان الشهية للطعام، ويَظهر ذلك من خلال فقدانه للوزن، كما أنه ينام كثيراً. هو لا يرغب باللعب مع رفاقه، يقضي معظم وقته وحيداً في غرفته، حزيناً يائساً. هل يُصاب الأطفال بالإكتئاب؟ هل تقع المسؤولية على الأهل؟ هل هناك علاج؟
نعم، قد يصاب الأطفالُ بالاكتئاب، وتقع على الأهل مسؤولية كبيرة في الكشف المبكر عن ذلك. غالباً ما نسمع الأمهات والآباء يحثّون الأطفال الذين يعانون من الحزن والأسى على اللعب والتسلية، كما يتهم البعض أولادَهم بقلّة النشاط و»التنبلة»، بينما قد يكون ذلك دليلاً على معاناة الطفل التي ربما لا يجيد التعبيرَ عنها دون مساعدة الأهل ودعمهم.
أعراضُ الاكتئاب لدى الطفل
لا يمكننا إطلاقُ التحليلات عشوائياً بما يتعلّق بالاكتئاب لدى الأطفال، بل لا بدّ من توافر خمسة أعراض ممّا سوف نعددها، لفترة تزيد عن الأسبوعين، كي نتوجّه برفقة الطفل إلى طبيب العائلة أو الطبيب أو المعالج النفسي.
إلّا أنّ الوضعَ يختلف في حالة فقدان أحد الأبوين، فيحتاج الطفلُ لفترة حوالى الشهرين للتمكّن من التعايش مع الخسارة. نادرةٌ جداً هي حالات الاكتئاب لدى الأطفال قبل مرحلة الذهاب إلى المدرسة، حيث تتزايد ببطء مع التقدّم بالعمر وصولاً إلى سنّ المراهقة.
أما الأعراض فهي كالتالي:
• الشعور بالحزن واليأس.
• النظرة السلبية للأمور.
• فقدان الرغبة باللعب والتسلية.
• إضطرابات في الشهية والنوم.
• العزلة عن أفراد الأسرة والرفاق.
• الخمول والإنطواء.
• فقدان الثقة بالنفس.
• الغضب.
• البكاء.
• انعدام الطاقة والشعور الدائم بالتعب.
• عدم القدرة على التركيز.
• أفكار وميول إنتحارية.
• آلام في مناطق مختلفة من الجسم كالرأس والمعدة.
• إضطراب المزاج.
ما هي الأسباب التي تؤدّي إلى اكتئابِ الأطفال؟
الأسباب التي تؤدّي إلى اكتئاب الأطفال كثيرة:
1- وراثية، أي مَن أُصيب أحدُ والديه بهذا الإضطراب أو الإثنان أحياناً.
2- التعرّض للعنف الجسدي أو الإعتداء أو التحرّش الجنسي.
3- وفاة أحد الوالدين.
4- تغيير في نمط الحياة كتغيير مكان الإقامة (البلد، المنزل) أو تغيير المدرسة.
5- طلاق الأبوين.
6- إصابة الأم بالإكتئاب خلال فترة الحمل.
7- التعرّض للإهمال والشعور بأنه غير محبوب.
8- المشكلات المادية والإقتصادية والإجتماعية في الأسرة ككل.
9- موت أو سرقة حيوان أليف كان متعلّقاً به.
عندما تتأثر طريقةُ حياة الطفل جراء الإكتئاب، فيعجز عن الإستمرار بالمتطلّبات اليومية على رغم الحزن، حيث ينخفض مستوى الإنتاجية في المدرسة، ويتغيّر أداؤُه مع العائلة والأصدقاء، ويفقد القدرةَ على التواصل والحوار، لا بدّ من مراجعة طبيب العائلة أو الطبيب أو المعالج النفسي.
بعضُ النصائح للعائلة
• إبتعادُ الأمهات من مسبّبات الإكتئاب في فترة الحمل.
• إعتمادُ الحوار مع الطفل والإستماع له.
• الإبتعاد من العنف.
• إعطاءُ كل طفل حقّه بالحبّ والحنان والتقدير والإحترام، وبأهميّته ووجودِه المميَّز.
• عدمُ إشعار الطفل بالقلق من مشكلات الحياة، فهذا يؤثر سلباً فيه.
• تربية الطفل على التفكير الإيجابي، اعتماد تقنيات التنفس العميق والإسترخاء.
• اللجوءُ للعلاج الأسري عند مواجهة مشكلات قد تؤثّر سلباً في بعض أفراد الأسرة، كالطلاق مثلاً أو وفاة أحد الأبوين أو الأجداد، أو عندما تواجه العائلةُ تغييراتٍ جذرية على صعيد السكن، الأوضاع الإقتصادية والعلائقية.
ساسيليا دومط
الجمهورية