نظّم مركز دراسات الأقليّات في الشرق الأوسط التابع لجامعة الروح القدس – الكسليك ندوة عن موضوعي: “الأيزيدية في التاريخ، والفرمانات (حملات الإبادة) التي تعرّضوا لها”، مع أستاذ التاريخ في جامعة دهوك وعضو لجنة جمع النصوص الدينية للديانة الأيزيدية وتوثيقها الدكتور سعيد خديده علو، و”الأيزيدية والأقليات الدينية العراقية بعد داعش، رؤيا مستقبلية”، مع مدير إعلام جامعة دهوك والمتخصص في شؤون الأقليّات في العراق خضر دوملي.
أدار الندوة نائب رئيس الجامعة للبحوث الأب يوحنا عقيقي الذي قال: “نلتقي وفي جعبتنا أكثر من غصّة على وضع اجتماعي جيوسياسي بات يُنذر بالكارثة”.
وعرّف خديده علو بالديانة الأيزيدية قائلاً: “هي ديانة كوردية قديمة كُتب عنها في كثير من الكتب نعمل على جمعها وحمايتها من التلف والتشويه. والأيزيدية ديانة طبيعية في كينونتها، ولها فلسفة خاصة عن الله والخير والشر، تقول إنّ الله واحد، والأيزيديون هم من أتباعه. من أهم المحرّمات في هذه الديانة البصق بوجه الإنسان وبالنار لأنّها أحد عناصر الكون الأساسية الذي خلقه الله. أمّا المكان الأصلي للأيزيديين فهو كردستان العراق، إلاّ أنّهم توزّعوا في مناطق عدة”.
واعتبر أنّ “التاريخ يعيد نفسه، فأهل سنجار قتلتهم الدولة العثمانية بالرماح، أمّا اليوم فيُقـتلون بأسلحة متطوّرة من الدولة الإسلامية، وهناك 3000 مختطف وآلاف الفتيات المغتصَبات”.
أضاف: “تعرّض الأيزيديون للكثير من الإبادات الجماعية، خصوصاً في القرن الـ17 وحتى القرن الـ20، فنزحوا وتهجّروا من مساكنهم. واتّهمتهم الحكومات العراقية المتعاقبة بأنّهم عبّاد شيطان”. وأشار دوملي إلى أن العراق يعتبر من البلدان المهمة في الشرق الأوسط التي تحتضن الكثير من الأقليّات الدينية والإثنية والقومية منذ آلاف الأعوام، وهي تعد من أبناء السكان الأصيلين لوادي الرافدين – ميزوبوتاميا، ويمتدّ حضورها في هذه البلاد لمئات الأعوام قبل انتشار الإسلام.
وخلص إلى أن “الآفاق المستقبلية لواقع الأقليّات في العراق في شكل عام لا تشير إلى تقدم ملموس وراسخ، فمنذ 11 عاماً كان أبناء الأقليّات يتصورون أن زمن التهميش والإقصاء والإساءة إلى مبادئهم الدينية سينتهي، ولكن اكتشفوا أن تلك المبادىء وذلك الإقصاء أخذا صوراً أخرى تتمثل في الإقرار عن مصيرهم نيابة عنهم. ولا توجد إلى الآن أي خطط وسياسات واضحة في كيفية التعامل مع التعددية الدينية والقومية، كما أن الواقع المستقبلي للأقليّات في الجانب الآخر أو على ضوء آفاق قريبة المدى تشوبه الأخطار على ضوء هجرة الآلاف من المسيحيين والأيزيديّة تحديدًا”.
النهار