ترأس الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الأباتي نعمة الله الهاشم قداسا احتفاليا عشية عيد الطوباوي اسطفان نعمه في دير مار قبريانوس ويوستينا في كفيفان، عاونه فيه رئيس الدير الاب سيمون صليبا ومعلم المبتدئين الاب نجم شهوان بمشاركة المدبرين العامين، وكيل الرهبانية اللبنانية المارونية لدى الكرسي الرسولي في روما وطالب دعاوى القديسين الاب ميلاد طربيه ورؤساء أديار.
وخدمت القداس جوقة الاخوة المبتدئين في حضور ممثل النائب أنطوان زهرا شقيقه بيار زهرا، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، قائمقام البترون روجيه طوبيا، الام غبريال بو موسى ممثلة الرئيسةالعامة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات الام ماري أنطوانيت سعاده مخاتير وحشد كبير من المؤمنين.
الاباتي الهاشم
وبعد تلاوة الانجيل المقدس ألقى الأباتي الهاشم عظة شرح فيها مفهوم “ملكوت الله” وقال: “كلما فتحنا الانجيل نجد يسوع يكلمنا عن ملكوت الله في حين نحن لا نفكر ولا نتكلم عن ملكوت الله في حياتنا اليومية حتى عندما نردد الابانا فلا ننتبه لذكر ملكوت الله، ملكوت الله هو ما حمله الينا يسوع الذي تجسد وصنع تدبيره الخلاصي على الارض، بشرنا وقام بالاعمال والاعاجيب وصلب ومات وقام في اليوم الثالث لكي يضع ملكوت الله بيننا ويعيدنا الى ملكوت الله. ملكوت الله هو اعادة العلاقة الاساسية بين الله والانسان. هو ان يعرف الانسان ان حالة الخطيئة والبعد عن الله حصلت في ملكوت آخروجاء يسوع ليعيدنا الى عالم الله، عالم تكون فيه شريعة المحبة هي الشريعة الاولى حيث يكون الله وحده الملك في حياتنا وكل ما يأتي من الله وما نعيشه مع الله وبحضور الله الدائم في حياتنا. يسوع في صلاته الدائمة ووضوحه يحدثنا عن شرط اساسي لدخول ملكوت الله ولكي نعيش حالة ملكوت الله. هذا الشرط هو ان نعود كالاطفال واذا لم نعد كالاطفال لا نستطيع دخول ملكوت الله ولا نستطيع عيش الحالة الاساسية التي خلقنا الله من اجلها”.
اضاف: “ماذا يعني ان نكون كالاطفال؟ ان نعود صغارا؟ طبعا يسوع لم يقصد ذلك بل قصد ان نعيش طيبة وبساطة الاطفال فلا نتفلسف كثيرا على الله في حياتنا فنعتبر أننا بقوتنا نستطيع الحصول على كل ما نريد، الطفل يتمتع بالبساطة والصراحة والوضوح وإضافة الى ذلك لديه تسليم لأهله ولديه ثقة مطلقة بهم وهو بين أياديهم بشكل دائم لذلك له ثقة بكل ما يقولون ونحن كذلك علينا ان نكون هكذا بين يدي الله فنعف ان نسلم انفسنا تسليما مطلقا لله”.
وقال: “اليوم نحتفل بعيد الاخ اسطفان الذي عرف ببساطة الاطفال ولم يكن متعلما او فيلسوفا بل هو اليوم قديس اكبر من كل هؤلاء لأنه سلم نفسه تسليما مطلقا لمشيئة الله في حياته. عرف ان كل ما يقوم به لما تحقق لولا حضور الله في حياته، من هنا كان شعاره “الله يراني” الذي تقدس من خلاله وهذا الشعار لا يعني ان الاخ اسطفان كان يخاف من الله في كل ما يقوم به بل كان ينظر الى الله كالنظرة الى الاب والام اللذين يسهران على ابنهما”.
وختم طالبا “شفاعة الطوباوي اسطفان لكي يمنحنا هذه النعمة، نعمة الشعور بأننا اطفال وبأننا ابناء بين يدي الله الذي يسهر علينا دائما وهكذا اذا سلمنا انفسنا لله نعيش في ملكوت الله ونتقدس. ونصلي في هذا العيد من اجل الراهبات والرهبان المكرسين والمكرسات لكي يعيشوا ما كرسوه في حياتهم بشفاعة الاخ اسطفان. ونصلي لكل فرد منا وكلنا مدعوون الى القداسة وبشفاعة الاخ اسطفان سنعي الحقيقة في حياتنا ونعيش كأبناء للملكوت على الارض ونشهد للملكوت في عالمنا عالم الظلام وعالم البعد عن الله فنحاول اعادة ابناء هذا العالم الى الله. آمين”.
وبعد القداس تقبل الاباتي الهاشم والمدبرون العامون التهاني بالعيد في صالون الدير.
وطنية