في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِلتَّلاميذ: «كَما حَدَثَ في أَيّامِ نوح، فَكَذَلِكَ يَحدُثُ في أَيّامِ ٱبنِ ٱلإِنسان. *
كانَ ٱلنّاسُ يَأكُلونَ وَيَشرَبون، وَٱلرِّجالُ يَتَزَوَّجونَ وَٱلنِّساءُ يُزَوَّجنَ، إِلى يَومِ دَخَلَ نوحٌ ٱلفُلكَ، فَجاءَ ٱلطّوفانُ وَأَهلَكَهُم أَجمَعين. *
وَكَما حَدَثَ في أَيّامِ لوط، إِذ كانوا يَأكُلونَ وَيَشرَبون، وَيَشتَرونَ وَيَبيعون، وَيَغرِسونَ وَيَبنون. *
وَلَكِن يَومَ خَرَجَ لوطٌ مِن سَدوم، أَمطَرَ ٱللهُ نارًّا وَكِبريتًا مِنَ ٱلسَّماءِ فَأَهلَكَهُم أَجمَعين. *
فَكَذَلِكَ يَكونُ ٱلأَمرُ يَومَ يَظهَرُ ٱبنُ ٱلإِنسان. *
فَمَن كانَ في ذَلِكَ ٱليَومِ عَلى ٱلسَّطحِ وًأَمتِعَتُهُ في ٱلبَيت، فَلا يَنزِل لِيَأخُذَها. وَمَن كانَ في ٱلحَقلِ فَلا يَرتَدّ إِلى ٱلوَراء. *
تَذَكَّروا ٱمرَأَةَ لوط! *
مَن أَرادَ أَن يَحفَظَ حياتَهُ يَفقِدُها، وَمَن فَقَدَ حياتَهُ يُخَلِّصُها. *
أَقولُ لَكُم: سَيَكونُ في تِلكَ ٱللَّيلَةِ رَجُلانِ عَلى سَريرٍ واحِد، فَيُقبَضُ أَحَدُهُما وَيُترَكُ ٱلآخَر. *
وَتَكونُ ٱمرَأَتانِ تَطحَنانِ مَعًا، فَتُقبَضُ إِحداهُما وَتُترَكُ ٱلأُخرى». *
[…] *فَسَأَلوه: «أَينَ، يا رَبّ؟» فَقالَ لَهُم: «حَيثُ تَكونُ ٱلجيفَةُ تَتَجَمَّعُ ٱلنُّسور». *
*
كان الرئيويون في زمن يسوع على سعيٍ دائم وراء علامات تشير إلى نهاية العالم. من بين العلامات التي كانوا يبحثون عنها: الزلازل، المجاعات، الحروب، إلخ. يسطّر يسوع في هذا الإنجيل كيف أن ملكوت الله ونهاية العالم هما واقعان لا يمكن استنتاجهما من سير وقائع العالم. ملكوت الله يأتي كاللص في الليل، دون سابق إنذار.
ولمن يسأله “متى؟”، لا يعطي يسوع جوابًا يشبع الفضول، بل يجيب بمثل غامض: «حَيثُ تَكونُ ٱلجيفَةُ تَتَجَمَّعُ ٱلنُّسور». ما معنى هذا القول؟ قد يعني ما يلي: بحديثه عن حيوانات تأكل الجيف، يقدم لنا يسوع صورة عن نوعية الانتباه والانتظار. فحيوانات الجيف، لا تصطاد، بل تنتظر بصبر وانتباه جيف الحيوانات المائتة لتأكل. بقوله هذا، يشدد يسوع لا على استباق الأوقات، بل على الاستعداد الدائم.
Zenit