إنّ الإعتراف ليس “حكمًا” بل “لقاءً” مع الله الذي يغفر وينسى كل خطيئة يقترفها الإنسان الذي لا يتعب طلب الرحمة منه“، “قبل كل شيء الله يسامح دائمًا! لا يتعب من المغفرة. نحن من نتعب من أن نسأله الغفران. إنما هو لا يتعب من الغفران. عندما سأل بطرس يسوع: “كم مرة عليّ أن أسامح؟ أسبع مرات؟” أجابه يسوع: “ليس سبع مرات بل سبعين مرة سبع مرات”. هذا هو الله. يسامح دائمًا“. “كم من المرات نعتبر الإعتراف شيء ميكانيكي نأتي لنسرد الخطايا ومن ثمّ نذهب! لا! أين تمّ اللقاء؟ اللقاء بالرب الذي يغفر لنا ويصالحنا ويحتفل بنا. هذا هو ربنا، إنه طيب جدًا. علينا أن نعلّم أطفالنا وشبيبتنا أن يعترفوا بشكل صحيح لأنّ الذهاب للاعتراف ليس بمثابة الذهاب للاغتسال! كلا! إنه الذهاب للقاء الآب الذي يغفر ويسامح ويحتفل بنا!” هذا ما ذكره البابا فرنسيس في عظة له ونحن اليوم من خلال هذا المقال الذي نشر على موقعgotquestions.org سنذكر الإجابة حول هذا السؤال لم علينا أن نعترف بخطايانا إن كانت تغفر على الفور؟
***
كتب بولس الرسول في رسالته الأولى الى أهل أفسس: “ِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، الَّذِي فِيهِ لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ” (6-8). هذه المغفرة تشير الى الخلاص الذي أخذ الرب من خلاله خطايانا ونزعها عنا وجعلها بعيدة بعد الشرق عن الغرب. هذه هي المغفرة التي يمنحنا إياها الرب حين نقبل بيسوع المسيح كمخلص لنا، كل خطايانا الماضية والحاضرة والمستقبلية تغفر ولن نلق العذاب الأبدي بسببها. نحن على هذه الأرض سنعاني من خطايانا كردات فعل عليها وهذا ما يجعلنا نتساءل إن كان علينا في الأساس الإعتراف بها…
ما الفرق بين الرسالة الى أفسس وما كتبه يوحنا عن الكلمة الذي أضحى جسدًا…الفرق هو أن يوحنا يتعامل مع ما نسميه “بالمغفرة العقلية” أو المعروفة كبين الأب وابنه، فمثلا إن قام الإبن بشيء خاطئ كعصيانه لطلب أبيه سيبقى دائما ابن أبيه ولكن لن تكون العلاقة كما كانت عليه إلى أن يعترف الابن بخطأه أمام والده. الأمر سيان مع الله فعلاقتنا معه لا تعود كما كانت إلا حين نعترف بخطايانا، هذه هي علاقة المغفرة.
“الغفران الموضعي” هو الذي نحصل عليه كمؤمنين نشكل جزءًا من أعضاء في جسد يسوع المسيح، ومن هذا الموضع غفرت خطايانا التي ارتكبناها أو سنرتكبها، فالثمن الذي دفعه يسوع على الصليب استوفى غضب الله حول خطيئة الإنسان ولم يعد هناك حاجة لأية تضحية أخرى فيسوع حين قال كل شيء قد تم عنى الموضوع تماماً، وهناك وحينها حصلنا على المغفرة الموضعية.
الاعتراف بالخطيئة سيساعدنا أن نبقى بقرب الله، وحين لا نعترف لا ننال رضى الله الى أن نقوم بذلك. كما ذكرنا فخطيئتنا غفرت في الخلاص ولكن مسيرتنا اليومية مع الله يجب أن تظل على خط مستقيم، وهذا لا يمكن أن يحصل إن لم نعترف بخطايانا دائما، ومن هنا كلما شعرنا بأننا أخطأنا فلنتوجه الى كرسي الاعتراف كي نبقى في مسيرة مستقيمة مع الله.
Zenit