ورأى الدكتور عبدالله الملاّح أن “الكتاب أكاديمي موسوعي منهجي جامع شامل بامتياز، وحدث علمي في حدّ ذاتِه، جدير بالاهتمامِ والمطالعة”. أضاف، أن “الكتاب يهدف إلى الإضاءةِ على واقعِ الانتشارِ الماروني بخاصة واللبناني بعامة، الخطرِ الحقيقي الذي يهدّد “لبنان الرسالة” والوجودَ المسيحي في المشرقِ العربي، تشتّت المهاجرين في جوِّ من التباعد والتناقضِ والاختلاف، الأزمة الوطنية والقومية والدينية التي سببتها الهجرة. كما أنه يطرح ربط الموارنة المقيمينَ والمنتشرينَ بعضَهم ببعضٍ، وبوطنهِم الأم، يعرض ضرورة الحدّ من تيّارِ الهجرة، ينشد تدريسَ تاريخِ المغتربين لأنهم باتوا يشكلون ظاهرة وطنية وقومية، وتاريخها جزء من تاريخ لبنان، ويناشد الموارنة المهاجرين المحافظة على نصاعتهم وإشراقهم وإبداعهم والتمسكَ بحريتهم الإيجابية وكرامتِهم وتمسكهم بأبوّة مار مارون، وبالتالي الكنيسة المارونية الكاثوليكية، ويجيب عن الإشكالية الكبرى التي طرحها المؤلف: هل الهجرة نعمة أم نقمة، مأساة أم مخرج وحلّ لأزمة؟ بالقول: قد يكون الاغتراب نعمة في امتدادِه العالمي، ولبنان من دون مغتربيه “دولةٌ صغيرةٌ” مهما بلغ شأنها. إنهم له أكثرَ من روحٍ وقلبٍ وساعد”. ورأى الدكتور عبد الرؤوف سنّو أن الكتاب “ليس بعادي يطلع عليه القارئ ويمشي، بل هو موسوعة معمقة جرى إخراجها بمواصفات أكاديمية راقية، تؤرخ تاريخ طائفة لبنانية أدت دوراً بارزاً في نشوء الكيان اللبناني، وفي أن تكون صلة الوصل بين الغرب والشرق ومدماكاً من مداميك الحضارة في منطقتنا العربية. ليس هذا فحسب، بل إن أبناء الكنيسة المارونية شكلوا شعلة حضارة لبنانية في بلاد الاغتراب. وأردف لبكي عنوان كتابه بعنوان مكمّل هو “واقع ومرتجى”. وهذا “الواقع” هو في الحقيقة “الحضور الماروني” في العالم وتأثيره الحضاري في الثقافة والمجتمع والاقتصاد والعلاقات الإنسانية. لكن هذا الواقع يطرح الكثير من الإشكاليات: الهجرة التي كانت موقتة ولأسباب اقتصادية في معظم مراحلها تقريباً، تحولت إلى هجرة أدمغة وكفايات، الانتشار على مساحة العالم الذي يقوي لبنان المقيم ويضعفه في آن، تناقص أعداد الموارنة في لبنان جراء الهجرة في مقابل التجنيس لمن لا يستحق الجنسية اللبنانية، وتبعثر الموارنة المغتربين في مختلف بقاع الأرض وتباعدهم الفكري والجغرافي واللغوي. أما “المرتجى” من الانتشار الماروني، فهو في كيفية ربط بعضهم ببعض في بلاد المهجر وبلبنان وطناً وكنيسة”.
إصلاحات البابا فرنسيس “إصلاحات البابا فرنسيس وتأثيرها على كنائس الشرق الأوسط” عنوان الندوة الثانية التي عُقدت وأدارها الأب الرئيس الدكتور ريمون الهاشم. وعدّد الأب الدكتور ميشال الجلخ إصلاحات البابا الإدارية والخاصة بالموارد البشرية في الكنيسة، وتأثيرها على كنائس الشرق الأوسط. وقال: “يوم خرج الكاردينال الفرنسيّ جان – لويس تورون من على شرفة بازيليك الفاتيكان في 13 آذار 2013 يلفظ بصوته المرتجف اسمَ البابا الجديد باللغة اللاتينية، قلةٌ في العالم كانت قد سَمِعت به أو حَسِبت له حسابًا بين مَن كان “مرشحًا” آنذاك لهذا المنصب أو مَن كان يتم التداول باسمه. وإن كانت قلة في العالم قد عرفته، فالجميع تساءل ما عساه يكون هذا البابا الجديد؟ أما اليوم، وبعد سنة بالتمام، فقد أصبح اسمه على كل شفةٍ وأعمالُه مالئة الدنيا وشاغلة الناس”. وألقى الدكتور ميشال عواد كلمة.
النهار