استهل البابا طلمته شاكراً الرب الذي قاد خطوات السينودس شيئاً فشيئاً من خلال الروح القدس الذي يظهر دعمه الدائم للكنيسة، كما شكر كل من تعب ونظم وشارك في الأعمال وأكد أنه يصلي للرب ليكافئ الجميع على أعمالهم. أكمل البابا حديثه قائلا أنه ومع اختتام الأعمال سأل نفسه ما الذي سيعنيه للكنيسة اختتام أعمال السينودس المخصص للعائلة؟ شرح البابا أن السينودس لم يكن ليناقش كل المواضيع المتعلقة بل العائلة بل ليراها على ضوء الإنجيل وتقليد الكنيسة فيجلب بذلك الرجاء من دون أن يقع بخطأ التكرار. بالطبع لا يدور السينودس بحسب البابا حول إيجاد الأجوبة لكل المسائل المطروحة والتي تهدد العائلة بل هو يدور حول دراسة هذه المواضيع على ضوء الإنجيل ومواجهتها من دون خوف.
أكد الأب الأقدس أن الأمر يتعلق برؤية الجميع لسر الزواج أن أنه علاقة بين رجل وامرأة وهو سر لا يحل ويدوم الى الأبد، الأمر يتعلق بالإصغاء الى أصوات العائلات ورعاة الكنيسة الذين أتوا الى روما حاملين الأثقال والرجاء وتحديات العائلة حول العالم ونقل هذه الأصوات للجميع. أراد السينودس أن يظهر حيوية الكنيسة الكاثوليكية التي لا تخاف من هز الضمائر أو من تناول مواضيع صريحة حول العائلة. تابع الحبر الأعظم أن الهدف من السينودس إظهار الحقائق، الحقائق التي نجدها اليوم من خلال عيني الله لإضاءة شعلة الإيمان وإنارة قلوب الناس التي تعبت من التشاؤم الذي ينمو حولها، الى جانب ذلك سعى السينودس لإظهار أن الإنجيل هو مصدر حي للتجدد الأبدي، ولفتح القولب المغلقة التي تختبئ وراء تعاليم الكنيسة. الى جانب ذلك أتى السينودس ليثبت أن الكنيسة هي كنيسة للفقراء بالروح وللخطأة الذين يلتمسون المغفرة، وحاول السينودس فتح آفاق جديدة لنشر حرية أولاد الله ولنقل جمال التجدد المسيحي.
هذا وأكد البابا فرنسيس في كلمته التي ألقاها أمام الأساقفة أن اختلاف الآراء الذي ظهر خلال الجلسات المختلفة من السينودس بين المشاركين هو ما يجعل الحوار غنيّاً ويزيد من حيويته كما أنه قد قدم صورة حقيقية عن الكنيسة الى لا تلجأ الى نماذج “معلبة سابقاً.” لعبت الثقافات دوراً مهماً في السينودس فما يراه أحد الأساقفة عادياً يجده الآخر وكأنه فضيحة وهذا الأمر يعود الى كيفية عيش المجتمع الذي يتواجد فيه.
أما التحدي الذي ظل أمام عيون المشاركين خلال السينودس وفق قول البابا فهو إعلان الإنجيل للرجال والنساء اليوم والدفاع عن العائلة من الإهانات الإيديولوجية.بهذه الطريقة أكد البابا أن الجميع أراد أن يعيش روح السينودس على ضوء سنة الإيمان المقبلة. بالإضافة الى ذلك قال أن خبرة السينودس ساعدت الجميع أن يفهموا بشكل أفضل أن الذين يدافعون عن العقيدة ليسوا من يدافعون عن الكلمة فقط بل عن الروح وعن الإنسان ومجانية حب الله وغفرانه. من هنا نعلم أن الكنيسة الكاثوليكية مدعوة أولا لنشر رحمة الله وتشجيع جميع الأشخاص على الارتداد وإرشادهم الى طريق الخلاص.