فتح البابا فرنسيس أمس الباب المقدس لبازيليك القديس بطرس في حاضرة الفاتيكان، مطلقاً بذلك “يوبيل الرحمة”، طالباً من الكاثوليك البقاء منفتحين على العالم.
دفع البابا فرنسيس الباب الثقيل من البرونز وتلا الصيغة المألوفة المعتمدة منذ 700 سنة لافتتاح اليوبيلات: “افتح لي ابواب العدالة”. وفي ظل تدابير امنية غير مسبوقة، بدأ نحو 70 الف شخص، كما يقول الفاتيكان، منذ الساعة 6:30 (5:30 بتوقيت غرينيتش) يتجمعون في ساحة القديس بطرس، تحت امطار خفيفة ومتقطعة.
ووصل البابا حاملاً عصاه، الساعة 9:30 الى الساحة في نهاية طواف طويل للمحتفلين. وقد بدا مرهقاً.
وفتح الباب المقدس الذي يقفل في الايام العادية، خلال احتفال نقلت وقائعه شبكات التلفزيون الى انحاء العالم، في حضور البابا المستقيل بينيديكتوس السادس عشر. وقد اجتاز بينيديكتوس الباب عقب البابا فرنسيس. وهذه المرة الاولى في تاريخ الكنيسة يلتقي الحبران الاعظمان لإطلاق سنة مقدسة.
وخلفهما، توجه موكب طويل من الكرادلة والاساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين، الى قبر القديس بطرس مؤسس الكنيسة. وبعد انتهاء الاحتفال الذي اختتم بصلاة التبشير، اجتاز الحجاج بدورهم هذا الباب الذي يتيح لهم كما يفيد تقليد الكنيسة الحصول على “الغفران الكامل” لخطاياهم.
وفي كلمة الى مئات الكرادلة والاساقفة والكهنة حوله، والى الجموع المحتشدة خلف حواجز امنية، شدد البابا على اهمية المجمع الفاتيكاني الثاني (1962-1965). وقد تقرر يوبيل الرحمة في ذكرى اختتام اعمال هذا المجمع قبل 50 سنة، والذي غير الكنيسة الكاثوليكية وعمل على تجديدها. وأضاف ان هذا المجمع “كان لقاء حقيقيا مع رجال زمننا” في “كنيسة يدفعها الروح القدس الى الخروج من العقبات التي حملتها على الانغلاق على ذاتها”. وحض المؤمنين على الشجاعة في حياتهم الروحية واليومية قائلاً: “دعونا نضع جانبا كل خوف وفزع لأنهما لا يناسبان الرجال والنساء المحبوبين. وعوض ذلك دعونا نشعر بفرح لقاء الرحمة الإلهية التي تبدل كل شيء”.
وهذه الرغبة في الانفتاح تحمل بصمة البابا فرنسيس الذي بدأ منذ اعتلائه السدة البابوية عام 2013 ورشة اصلاحية في الكنيسة.
وفي المساء، الساعة 19:00 (18:00 بتوقيت غرينيتش)، على واجهة وقبة البازيليك المضاءتين، عرضت روائع لمصورين مثل البرازيلي سيباستياو سالغادو والفرنسي يان ارتوس – برتران. وستكشف هذه الصور جمال الطبيعة ومآسي البشرية، بدءا بالتغيرات المناخية، فيما يعقد مؤتمر المناخ في باريس.
وهذه السنة المقدسة، بعد 15 سنة من يوبيل العام 2000 الذي احتفل به البابا يوحنا بولس الثاني، هي سنة مقدسة “استثنائية”، خلافا للسنوات “العادية” التي تنظم مبدئيا كل 25 سنة. وقد اراد البابا فرنسيس هذا اليوبيل، بعد 50 سنة من انتهاء أعمال المجمع الفاتيكاني الثاني، للتشديد على أهمية “رحمة” الخالق، التي تشكل كلمة مرجعية في حبريته.
وسيستمر اليوبيل الذي يعتبر مناسبة مهمة لـ 1,2 مليار كاثوليكي، حتى 20 تشرين الثاني 2016.
ومن المقرر اقامة ما لا يقل عن 21 احتفالاً، مع التشديد على مختلف المجموعات من العائلات والشبان والمتطوعين والشمامسة والكهنة والمرضى والمعوقين ومعلمي الدين والمسجونين، الخ… وسيكون احتمال اعلان قداسة الام تيريزا مناسبة اخرى من المناسبات البارزة في هذه السنة المقدسة.
النهار