“إن كانت قلوبنا منفتحة ونعترف بأننا خطأة عندئذٍ نقبل رحمة الله” هذه كانت رسالة البابا التي وجّهها اليوم في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا معلّقًا على القراءة الأولى من سفر إرميا.
أشار البابا بأنّ “الله هو دائمًا أمين لأنه لا يمكن أن ينكر ذاته” في حين أنّ الشعب لا يصغي إلى كلمته. من هنا، يخبرنا إرميا “بالأمور الكثيرة التي قام بها الرب ليجذب قلوب الناس إليه” إنما بالرغم من كل ذلك، بقي الشعب غير أمين.
إن كان القلب قاسيًا ومنغلقًا فلا يمكن لرحمة الله أن تدخل
حذّر البابا من أنّ “خيانة شعب الله نكرّرها نحن أيضًا. إنّ خيانتنا هي التي تقسّي القلوب وتُغلقها! إنها لا تسمح لنا بأن نصغي إلى صوت الرب الذي يسألنا دائمًا كأب محبّ أن ننفتح إلى رحمته ومحبته. في المزامير، نصلي كلنا معًا: “لعلّكم اليوم صوته تسمعون. لا تقسّوا قلوبكم!” إنّ الرب يحدّثنا دائمًا بهذه الطريقة بحنان الأب الذي يقول: “عودوا إليّ بكل قلوبكم لأنّي رحيم غفور”. إنما عندما يصبح القلب قاسيًا، فعندئذٍ نعجز عن فهم ذلك. يمكننا أن نفهم رحمة الله عندما نفتح قلوبنا لنهيّئها للدخول”.
ثم أشار البابا إلى مقطع من إنجيل القديس لوقا حيث تواجه يسوع مع رجال مثقّفين يحفظون الكتب وقال عنها البابا فرنسيس بإنهم “معلّمو الشريعة يفقهون اللاهوت إنما كانوا جدّ منغلقين”. وأما الحشود فكانوا منذهلين بيسوع ويؤمنون به إذ كانت قلوبهم منفتحة: غير كاملة وخاطئة إنما منفتحة!”
إسألوا المغفرة ولا تحكموا على الآخرين!
ثم أضاف البابا: “إنّ هؤلاء اللاهوتيين كانوا يتحلّون بموقف منغلق! كانوا يبحثون دائمًا عن تفسير حتى لا يفهموا رسالة يسوع. كانوا يسألونه علامة من السماء. كانوا منغلقين دائمًا! وكانوا يطالبون يسوع دائمًا بتبرير أفعاله!
هذه قصّة الأمانة الخاسرة! قصة منغلقي القلوب، القلوب التي لا تدع رحمة الله تدخل والذي نسوا كلام المغفرة: “سامحني يا رب!” ببساطة لأنهم لا يرون أنفسهم بأنهم خطأة إنما يرون أنفسهم كحكّام على الآخرين. إنها قصة تدوم لقرون”. وتابع البابا بأنّ يسوع فسّر هذه الأمانة الخاسرة بوضوح جدًا: “من ليس معي فهو ضدّي! هذا أمر واضح! إما أنتم أمناء تتحلّون بقلب منفتح على الله الأمين أو أنتم ضده!
وفي الختام، صلّى البابا: “لنسأل الرب أن يمنحنا نعمة الأمانة. والخطوة الأولى التي يجب القيام بها على هذا الدرب هو أن نعترف بأننا خطأة. إن لم تشعروا بأنكم خطأة فقد بدأتم بشكل سيء. لنسأل النعمة بأن لا تصبح قلوبنا قاسية وأن تنفتح إلى رحمة الله”.
Zenit