من الاكوادور التي ودعها بزيارة مزار السيدة العذراء خارج العاصمة كيتو، انتقل البابا فرنسيس إلى بوليفيا، المحطة الثانية في جولته على الدول الثلاث الأكثر فقراً في أميركا اللاتينية والتي سينهيها في الباراغواي. وتمحورت رحلة البابا أساساً على الفقر في تلك الدول، خصوصاً أن الاكوادور شهدت موجة من الاحتجاجات قبل أسابيع.
وفي قداس في الهواء الطلق في كيتو شارك فيه نحو مليون شخص تحدوا المطر والبرد، دعا البابا إلى وحدة شعب الاكوادور الذي تقسّمه الطبقات الاجتماعية والايديولوحيات السياسية، والحفاظ على الأمازون، معتبراً ان “تنوعها البيئي الهائل” يستحق “عناية خاصة”.
وحض على إطلاق “ثورة” للتبشير بالإنجيل في القارة الأميركية، و”صرخة لبلسمة الجروح” و”بناء الجسور”. وفي اشارة الى الانقسامات في الاكوادور، شدد على أن التنوع “ثروة مهمة” من شأنها المساعدة على مواجهة “الديكتاتوريات والايديولوجيات والرغبات في التفرد بالحكم”. وخلص الى أنه “لا بد من العمل للاندماج على كل المستويات، ولا بد من الحوار”.
وهو كان التقى جماعات من المجتمع المدني، بينها ممثلون لسكان أصليين يعارضون استخراج النفط، وتحدث أمامهم عن وجوب الحفاظ على الأمازون مع استغلال مسؤول للموارد.
وشكلت القضايا البيئية أزمة لإدارة الرئيس رافاييل كوريا، اذ شهد حكمه المستمر منذ ثماني سنوات تظاهرات للسكان الأصليين ضد تخريب الأراضي التي يقولون انها تستخدم لاستخراج النفط والمعادن.
ويبقى البابا في بوليفيا التي تشهد خلافات بين الحكومة والكنيسة حتى الجمعة، وينتقل إلى الباراغواي الأحد. ولن تطول اقامته في لاباز سوى أربع ساعات لعدم إرهاق نفسه صحياً، فهي تقع على ارتفاع أربعة آلاف متر، ومنها سينتقل إلى سانتا كروز لزيارة المكان الذي عثر فيه على رفات القس اليسوعي لويس إسبينال كامبس عام 1980، وقد كان من أشد المؤيدين لحقوق عمال المناجم وعذبته قوات أمن ثم قتلته. وعلى جدول أعماله لقاء الرئيس البوليفي إيفو موراليس، وسيقيم قداساً اليوم الخميس ويزور سجن بالماسولا المعروف بتاريخه العنيف.
(و ص ف، رويترز، أ ب)