“يغدق ملكوت الله عطاياه اليومية على الذين يشهدون له بصمت ويعيشون الإيمان في عائلاتهم وعملهم وجماعاتهم.” هذا ما ركز عليه البابا فرنسيس في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا في الفاتيكان. أعطى البابا مثلا عن الموضوع فقال أنه إن كانت هناك عائلة تحمل فقط 50 سنتًا لنهاية الشهر ولكنها عائلة تصلي وتهتم بأولادها وبكبار السن فيها، فهناك يكون ملكوت الله، بعيدًا عن الضجيج لأن ملكوت الله لا يجذب الإنتباه على غرار البذور التي تنمو في باطن الأرض.
جاء حديث البابا عن ملكوت الله بناء على إنجيل اليوم للقديس لوقا حين سأل الفريسيون يسوع متى سيأتي ملكوت الله فأجاب: ستأتي أيام يقولون لكم فيها ها هوذا هنا، أو ها هوذا هناك فلا تذهبوا، وتابع البابا: “ملكوت الله ليس “مسرحية”، فهذا غالبًا ما يكون صورة كاريكاتورية عن ملكوت الله.” ملكوت الله هو احتفال، احتفال جميل وعظيم، ولكن طبيعتنا الإنسانية الضعيفة تفضل المسرحية.
سلط البابا الضوء على بعض الاحتفالات التي تتحول الى “مسرحيات” كالأعراس التي تصبح مكانًا لعرض الأزياء، والتباهي…ملكوت الله هو عكس ذلك، هو ينمو بصمت ويغذيه الروح القدس من خلال إرادتنا في أرضنا التي يجب علينا أن نحضّرها…وهنا اقتبس البابا كلمات يسوع وقال سيأتي يوم ويظهر فيها ملكوت الله بكامل جبروته ولكن سيكون هذا فقط في نهاية الأزمنة.
هذا وأردف البابا قائلا: “اليوم الذي سيسمع فيه الضجيج سيومض البرق ويضيء السماء من أفق الى آخر، عندها سيكون هذا اليوم يوم ابن الإنسان. ملكوت الله يختبئ في قدسية حياتنا اليومية لأنه ليس بعيدًا منا بل قريب: فهذه إحدى سماته: هو قريب منا كل يوم.” شدد البابا على كلمات يسوع حين كان يتكلم عن مجيئه فقال أنه سيعاني الامًا شديده وسيرذله هذا الجيل وبذلك كان يعني بأن صليب الحياة اليومية، صليب العمل والعائلة…الصلبان الصغيرة في حياتنا اليومية هي جزء من ملكوت الله.
أخيرًا دعا البابا كل مؤمن أن يجعل ملكوت الله ينمو في داخله بصمت وبفعل الروح القدس الذي يأتي إلينا ويحملنا الى الأمام بصمت وسلام وهدوء من دون “مسرحيات تمثيلية.”
زينيت