قال البابا إنه في هذه الأسابيع الأربعة من زمن المجيء تقودنا الليتورجية نحو الاحتفال بميلاد الرب يسوع، فيما تذكرنا بأنه يأتي إلينا كل يوم، وسيعود بالمجد في آخر الأزمنة. وهذه الثقة تحملنا على النظر بثقة إلى المستقبل، ولا بد أن تكون لدينا هذه النظرة المفعمة بالإيمان والرجاء، إذ نسير في دروب الحياة، وسط الأحداث السعيدة والمؤلمة، الهادئة والمأساوية. بعدها أكد فرنسيس أنه في القراءة الأولى من هذا الأحد يتنبأ أشعياء قائلا “يكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يوطد في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال. وتجري إليه جميع الأمم”. إن بيت الرب في أورشليم يُقدم على أنه نقطة التقاء جميع الشعوب. وبعد تجسد ابن الله قال يسوع عن نفسه إنه الهيكل الحقيقي. لذا فإن رؤية النبي أشعياء هي وعد إلهي وتدفعنا على تبنّي موقف الحاجّ، السائر نحو المسيح الذي هو معنى التاريخ وغايته. إن الأشخاص الجياع والعطاش إلى البر يجدونه فقط من خلال السير على دروب الرب، فيما يأتي الشر والخطية من تفضيل الأفراد والفئات الاجتماعية السير في الدروب التي تحددها المصالح الأنانية، التي تولّد الصراعات والحروب. وأشار البابا إلى أن العالم يمكن أن يشهد مزيداً من التناغم والوفاق إذا ما بحث كل واحد، وبإرشاد من الرب، عن دروب الخير. إن المجيء هو زمن ملائم لاستقبال حضور يسوع، الذي يأتي كرسول سلام يدلنا على دروب الله.
هذا ثم توقف فرنسيس عند إنجيل اليوم الذي يطلب فيه الرب من تلاميذه أن يكونوا مستعدين لمجيئه الثاني قائلا “فاسهروا إذا، لأنكم لا تعلمون أي يوم يأتي ربكم”. وقال البابا إن السهر لا يعني هنا أن نبقي الأعين مفتوحة، لكن أن يكون قلبنا حرا وموجها في الاتجاه الصحيح، أي مستعداً للعطاء والخدمة. وأكد فرنسيس أن السبات الذي ينبغي أن نستفيق منه يتألف من اللامبالاة وما هو باطل، وعدم القدرة على إقامة علاقات إنسانية أصيلة والاهتمام بالأخ الوحيد، المتروك أو المريض. لهذا من الأهمية بمكان أن يتحوّل انتظار الرب الآتي إلى التزام في السهر. ينبغي أن نندهش قبل كل شيء أمام عمل الله ومفاجآته ولا بد من تقديمه على كل شيء آخر. والسهر يعني أيضا التنبّه لقريبنا المحتاج، دون أن ننتظر أن يطلب منا العون. ختاماً سأل البابا العذراء أن تساعدنا في هذه المسيرة كي نصوّب أعيننا باتجاه جبل الرب، صورة يسوع المسيح الذي يجتذب إليه جميع البشر والشعوب.