علق البابا على قراءة اليوم وهي رسالة القديس يعقوب (1: 1-11) التي يقول فيها: “انظروا يا إخوتي الى ما يصيبكم من مختلف المحن نظركم الى دواعي الفرح الخالص” فمنها يريدنا الأب الأقدس أن نستنتج أن الصبر واحتمال التجارب أي الأشياء التي لا نريدها تجعل حياتنا أنضج.
“من لا يملك الصبر يطلب الحصول على كل شيء دفعة واحدة ويكون مستعجلا، من لا يعلم حكمة الصبر يكون متقلب المزاج كما الأطفال الذين لا يناسبهم شيء، الشخص الذي لا يملك الصبر هو كشخص لا ينمو بل يظل طفلا لا يعلم كيف يقبل الحياة: إما هذا أم لا شيء. هذه واحدة من التجارب: أن نكون متقلبين.” تابع البابا أن تجربة أخرى تواجه الذين لا يملكون الصبر وهي الحصول على شيء واحد فقط، كما كانت الحال مع الفريسيين الذين طلبوا من يسوع علامة من السماء، حين كانوا يريدون معجزة.
شدد الحبر الأعظم على أنه “لا يجوز الخلط ما بين طرق الله وطرق الساحر، فالله ليس بساحر بل هو يعمل بطريقته الخاصة، وهو يمتلك الصبر، كل مرة نتوجه فيها الى سر التوبة نرنم لصبر الله! الله يحملنا على كتفيه بصبر عظيم وهكذا يجب أن تكون وتيرة الحياة المسيحية، لأن هذه الوتيرة أي موسيقى الصبر كانت وتيرة الآباء، أي شعب الله، أولئك الذين آمنوا بكلمة الله، وتبعوا الوصية التي أعطاها الرب لإبراهيم: “سر أمامي وكن كاملا.”
لطالما عانى شعب الله الإضطهادات والعذاب، كما جاء في الرسالة الى العبرانيين، ولكنهم كانوا سعداء لأنهم رأوا المواعد وحيوها عن بعد، نعم، قال البابا، هذا هو الصبر الذي علينا أن نتسلح به في التجارب: صبر الله الذي يحملنا على كتفيه وهذا هو صبر شعبنا. “هذه هي الحال اليوم حين نمر بالرعايا ونرى أشخاصًا يعانون أو لديهم ولد معاق أو ما الى هنالك… ولكنهم يحملون الحياة بصبر، هذه علامة مهمة، لا تطلبوا علامات كالفريسيين، الذين طلبوا آية من يسوع، بل اعرفوا كيف تقرأون العلامات الموجودة أمامكم،اعلموا متى يمضي الشتاء وتزهر التينة، اعلموا كيف تميزون العلامات، هؤلاء لم يعرفوا كيف يقرأون علامات الأزمنة، ولهذا السبب لم يعرفوا يسوع.”
ختم الحبر الأعظم عظته مادحًا من يعانون الصعاب ولكنهم لا يفقدون بسمة الإيمان، وفرح الإيمان…”انظُروا يا إِخوَتي إِلى ما يُصيبُكم مِن مُختَلِفِ المِحَن نَظَركم إِلى دَواعي الفَرَحِ الخالِص. فأَنتُم تَعلَمونَ أنَّ امتِحانَ إِيمانِكم فيها يَلِدُ الصَّبر، وَلْيَكُنِ الصَّبرُ فعَّالاً على وَجهٍ كامِل، لِتَكونوا كامِلينَ مُكَمَّلينَ لا نَقْصَ فيكُم.” (رسالة يعقوب 1، 2-4).
زينيت