كشف البابا فرنسيس أن الفاتيكان على وشك اتخاذ قرار في شأن ما تردد عن ظهور السيدة العذراء في بلدة ميديغوريه البوسنية، في واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل داخل الكنيسة الكاثوليكية.
وكان ستة أولاد تحدثوا في أول الأمر عن رؤية السيدة مريم العذراء في البلدة عام 1981. ومذذاك، تحولت ميديغوريه مزاراً مهماً، لكن كثيرين يرون أن الظهور مجرد وهم. وسئل البابا في طريق عودته الى روما بعد زيارة استغرقت تسع ساعات عن تحقيق يجريه الفاتيكان في القضية التي أحدثت شقاقاً داخل الكنيسة، فأجاب: “نوشك ان نتخذ قرارات”، مشيراً إلى أنه تلقى أخيراًدراسة مستفيضة أعدتها لجنة في الفاتيكان، وأن القضية حاليا أمام قسم العقيدة.
وشهدت البلدة في الفترة الاخيرة طفرة في بناء الفنادق والمطاعم التي تخدم الزوار. ويقول بعض من ادعوا رؤية السيدة العذارء وقد صاروا بالغين الآن، إنهم لا يزالون يرونها كل يوم، وانها كشفت لهم أسراراً.
وتبدي الكنيسة حذراً، وتقول إنه لا ينبغي للابرشيات تنظيم أية زيارات رسمية للبلدة، لكن عدد زوار الموقع الذي يتجاوز المليون سنوياً يضم أفواجاً تنظمها ابرشيات. وكان البابا فرنسيس قد وصل إلى ساراييفو السبت حاملاً دعوة للمصالحة بعد 20 سنة من حرب البوسنة.
وأبدى أمام نحو 65 الف شخص احتشدوا في الملعب الاولمبي الفسيح في العاصمة البوسنية، قلقه من “مناخ الحرب” السائد في العالم،ودعا الى السلام والمصالحة في هذه المدينة التي لم تندمل جروحها بعد عقدين من الحرب بين مجموعاتها، لكنها تعتبر رمزاً للتعايش بين الثقافات والديانات. وقال: “إنها اشبه بحرب عالمية ثالثة تشنبشكل متفرق، وفي سياق عولمة الاتصالات نشعر بمناخ حرب… ثمة من يريد اثارة هذا المناخوتأجيجه عمداً، وخصوصا اولئك الذين يسعون الى الصدام بين مختلف الثقافات والحضارات، وأيضاً أولئك الذين يراهنون على الحروب لبيع أسلحة”. لكن الحرب كما قال تعني أيضاً “الدمار والكثيرين الذين تحطمت حياتهم. تعلمون ذلك جيداً لانكم اختبرتم ذلك هنا فعلاً، كم من المعاناة وكم من الدمار”.
واكد الرئيس البوسني ملادن ايفانيتش ان السلطات البوسنية المتعددة الاتنية “مستعدة للعمل من اجل الحد من النزعات القومية”، وطلب من الحبر الاعظم “دعمه التام” لمساعدة البوسنة والدول الاخرى في البلقان في سعيها الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. ورد البابا بان البوسنة “جزء لا يتجزأ من أوروبا”، داعياً المجتمع الدولي وخصوصاً الاتحاد الاوروبي الى مساعدة هذا البلد في مساره الاوروبي. ووصف هذا التعاون بأنه “اساسي”.
وأبلغ البابا الصحافيين اثناء الرحلة أن “ساراييفو المسماة قدس الغرب مدينة عانت كثيراً في التاريخ وباتت على طريق صحيح للسلام. لذلك أقوم بهذه الرحلة كمؤشر سلام وللصلاة من أجل السلام”.
وطنية