اختتم البابا فرنسيس زيارته لكوريا الجنوبية التي كانت الأولى لحبر أعظم لشرق آسيا منذ 15 سنة، بدعوة الى مصالحة شعبي الكوريتين المنفصلتين منذ ستة عقود. وجاءت دعوته خلال قداس في كاتدرائية ميوتغدونغ في سيول من أجل السلام والمصالحة بالتزامن مع بدء مناورات عسكرية أميركية – كورية جنوبية.
وكانت بيونغ يانغ أجرت تجربة لاطلاق صواريخ تكتيكية الخميس يوم وصول البابا، موضحة أنها لإحياء ذكرى نهاية الاستعمار الياباني عام 1945. وحذرت من ان المناورات الأميركية – الكورية الجنوبية قد تجر شبه الجزيرة إلى “شفير الحرب”.
ووجه البابا كلامه في القداس، الذي حضرته الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غون – هاي، الى الكوريين على طرفي الحدود وحضهم “كمسيحيين، وككوريين، على أن يرفضوا بقوة عقلية تستند الى الشك والانقسام والمنافسة”. ولم يذكر في كلمته زعماء بيونغ يانغ الشيوعيين الذين سخروا من زيارة “شبه البابا للجنوب الرأسمالي”.
ووضعت أمام مذبح الكاتدرائية لفافة من الشريط الشائك من منطقة الحدود بين البلدين للتذكير بجرح الانقسام الذي لا تزال 70 ألف عائلة تعانيه.
وقال البابا فرنسيس إن “قداس اليوم هو قبل كل شيء صلاة من أجل المصالحة في هذه العائلة الكورية، من دون رابح ولا خاسر”، مشيراً إلى وجوب الاعتراف بـ”حقيقة أن كل الكوريين إخوة وأخوات، هم أفراد عائلة واحدة وشعب واحد”. وإذ أقر بإمكان اعتبار البعض فكرة المصالحة “مستحيلة” بعد عقود من العداء، لفت إلى أن “الغفران هو الباب الذي يؤدي الى المصالحة” في كلمة ذكرت برسالته الى سوريا في ايلول 2013، والى الاسرائيليين والفلسطينيين في حزيران الماضي.
كما حيا ثماني نساء كوريات كن بين الحضور، وكن أُرغمن سابقاً على العمل في دور الدعارة اليابانية في الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي وصفه الناطق باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي بأنه “مبادرة رعوية” وليست سياسية.
ويؤكد المؤرخون أن نحو 200 ألف امرأة من مختلف الدول التي خضعت لليابان، عملن في دور الدعارة تلك. وعام 1993، قدمت اليابان اعتذارات رسمية الى كوريا. ورفضت كوريا الشمالية دعوة من الكنيسة الكاثوليكية في الجنوب لأعضاء الجمعية الكورية الكاثوليكية التي تديرها الدولة لحضور القداس.
وبينما كانت الطائرة البابوية تدخل المجال الجوي الصيني، وجه البابا برقية إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ جاء فيها: “في طريق عودتي إلى روما بعد زيارة كوريا، أؤكد مجدداً لفخامتك ولمواطنيك أفضل تمنياتي، وأتضرع لتحل البركة السماوية على أرضكم”.
النهار