تلا قداسة البابا فرنسيس كعادته صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وتوقف الأب الأقدس في كلمته عند الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجيا اليوم من القديس لوقا وقال يدعونا الإنجيل في هذا الأحد لنقف “وجهًا لوجه” أمام يسوع. ففي أحد الأوقات الهادئة التي يتواجد فيها يسوع وحده مع تلاميذه يتوجّه إليهم ويسألهم: “”مَن أَنا في قَولِ الجُموع؟” فأَجابوا: “يوحَنَّا المَعمَدان”، وبَعضُهم يَقول: “إِيلِيَّا”، وبَعضُهم: “نَبِيٌّ منَ الأَوَّلينَ قام”.
تابع الأب الأقدس يقول عندها توجّه يسوع مباشرة إلى الرسل – لأن هذا ما يهمّه أكثر – وسألهم: “ومَن أَنا في قَولِكُم أَنتم؟” فأَجابَ بُطرس فورًا وباسم الجميع: “مسيحُ الله”، بمعنى آخر: أنت المسيح، الممسوح من الله والمُرسل ليخلّص شعبه بحسب العهد والوعد.
أضاف الحبر الأعظم يقول هذه الأسئلة عينها تُطرح اليوم على كلِّ فرد منا: “من هو يسوع بالنسبة لأناس زمننا؟ لكن الأُخرى أكثر أهميّة: من هو يسوع بالنسبة لكل واحد منا؟” بالنسبة لي وبالنسبة لك ولكِ…؟ من هو يسوع بالنسبة لكل واحد منا؟ نحن مدعوون لنتبنّى جواب بطرس ونعلن بفرح أن يسوع هو ابن الله، كلمة الله الأزلي الذي صار بشرًا ليفتدي البشريّة ويفيض عليها رحمته الإلهيّة. إن العالم يحتاج للمسيح أكثر من أي وقت مضى ونحتاج جميعًا لأجوبة تتلاءم مع أسئلتنا الملموسة؛ ففي المسيح فقط يمكننا أن نجد السلام الحقيقي وتمام كل الإنتظارات البشريّة.
تابع البابا فرنسيس يقول بعد أن ختم يسوع حواره مع الرسل، توجّه إلى الجميع قائلاً: “مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَليَزهَد في نَفسهِ ويَحمِل صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعني”. لكن الأمر لا يتعلّق بصليب إيديولوجي وإنما بصليب الواجب وصليب بذل الذات بمحبّة في سبيل الآخرين وصليب الاستعداد للتضامن مع الفقراء والالتزام من أجل العدالة والسلام.
وبالتالي، خلص الأب الأقدس إن يسوع يعطينا القوّة لنسير قدمًا في مسيرة الإيمان والشهادة؛ وفي هذه المسيرة تسير العذراء مريم بقربنا وتسبقنا: لنسمح لها إذًا بأن تمسكنا بيدنا عندما نمرُّ في أوقات مُظلمة وصعبة.
وبعد صلاة التبشير الملائكي حيا الأب الأقدس المؤمنين وقال لقد تم أمس في فوجا إعلان تطويب الراهبة ماريا سيليستيه كروستاروزا مؤسسة راهبات الفادي الكلي القداسة، لتساعدنا الطوباوية الجديدة بمثالها وشفاعتها لنتشبّه في حياتنا بيسوع مخلّصنا.
تابع البابا فرنسيس يقول يصادف اليوم عيد العنصرة بحسب التقويم اليولياني الذي تتبعه الكنيسة الأرثوذكسيّة وبهذا الاحتفال افتُتح في كريت المجمع الأرثوذكسي الكبير، لنتّحد بالصلاة مع إخوتنا الأرثوذكس ولنستدعِ الروح القدس ليعضد بمواهبه البطريرك ورؤساء الأساقفة والأساقفة المجتمعين في هذا المجمع.
أضاف الأب الأقدس يقول يصادف غدًا اليوم العالمي للاجئين والذي تنظّمه هيئة الأمم المتحدة ويحمل هذا العام عنوان “مع اللاجئين، نحن نقف مع الذي يُضطر إلى الهرب”. اللاجئون هم أشخاص كغيرهم، لكن الحرب حرمتهم البيت والعمل والأقارب والأصدقاء. إن قصصهم ووجوههم تدعونا لنجدّد التزامنا لبناء السلام والعدالة. لذلك نريد أن نكون معهم ونلتقي بهم ونقبلهم ونصغي إليهم لنصبح معهم صانعي سلام بحسب مشيئة الله.
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :البابا فرنسيس: في المسيح فقط يمكننا أن نجد السلام الحقيقي!