“إنّ سلطان المسيحي يأتي من الروح القدس وليس من حكمته البشرية أو من شهاداته في اللاهوت” هذا ما قاله البابا فرنسيس في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا بينما كان يفسّر هوية المسيحي التي تقتصر بالتحلي بروح المسيح وليس “روح العالم”.
لقد كان الناس مندهشين لتعليم المسيح لأنه كان يتكلّم بسلطان… استوحى البابا عظته من قراءة إنجيل اليوم في التقويم اللاتيني (لوقا 4: 31 – 37) وقال بإنّ المسيح لم يكن مبشّرًا عاديًا لأنّ “سلطانه” كان يأتي من “مسحة خاصة من الروح القدس” “إنّ يسوع هو ابن الله الذي مُسح وتم إرساله ليحقق الخلاص ويحقق الحرية”.
وسأل البابا: “نحن أيضًا باستطاعتنا أن نسأل أنفسنا، ما هي هويتنا كمسيحيين؟ إنّ بولس تحدّث جيدًا عن هذه الهوية قائلاً: “إننا لا نتكلم عليها بكلام مأخوذ من الحكمة البشرية” إنّ عظة القديس بولس ليست نتيجة صف أخذه في جامعة اللاتيران أو الجامعة الغريغورية… لا، لا، لا! ليس الحكمة البشرية، لا! بل “بكلام مأخوذ عن الروح”: بولس علّم بمسحة من الروح، معبّرًا عن الأمور الروحية بعبارات روحية. فالإنسان البشري لا يستطيع أن يفهم ما هو من روح الله بقواه الشخصية: لا يستطيع الإنسان أن يفهم ذلك بمفرده!”
وتابع البابا: “لهذا السبب إن كنا نحن المسيحيين لا نفهم ما هو من الروح، إن كنا لا نشهد، إذًا فنحن من دون هوية”. فالبعض يعدّ ما هو من روح الله حماقة ولا يستطيع أن يعرفه. وأما الإنسان الروحي فهو حرّ، يحكم في كل شيء ولا أحد يحكم فيه. والآن نحن نملك فكر المسيح وذلك هو روح المسيح. هذه هي الهوية المسيحية. ألاّ نملك روح العالم، هذه الطريقة بالتفكير وتلك الطريقة بالحكم… أو عندئذٍ ستكونون قد حصلتم على خمس شهادات في اللاهوت إنما من دون أن تتحلّوا بروح الله! ربما ستكون لاهوتيًا ممتازًا ولكنك لست مسيحيًا لأنّك لا تملك روح الله! من يمنح السلطان ومن يعطي الهوية هو الروح القدس، مسحة الروح القدس”.
وختم البابا قائلاً: “إنّ سلطان يسوع – وسلطان المسيحي – يأتي من قدرة فهم ما يأتي من الروح، والتكلّم بلغة الروح. غالبًا ما نجد نساء عجوزات بسيطات ربما لم يكملنا دراستهنّ الابتدائية إنما يمكنهنّ التكلّم معنا بأمور أفضل من أي لاهوتي آخر لأنهنّ يملكن روح المسيح! تمامًا مثل القديس بولس. كلنا بحاجة لأن نسأل الله هذا. يا رب هبنا الهوية المسيحية التي كنت تملكها. امنحنا روحك. امنحنا طريقة تفكيرك وشعورك وتكلّمك: لنسأل الله أن يمنحنا مسحة الروح القدس”.
ألين كنعان / زينيت