“إن كنت تصنع الخير يغفر لك الرب خطاياك بسخاء” هذا ما أكّده البابا فرنسيس في أثناء عظته الصباحية من دار القديسة مارتا مستوحيًا من قراءة للنبي أشعيا (1: 16-20) وقراءة من إنجيل القديس متى (23: 1-12) بحسب الطقس اللاتيني.
بدأ البابا بتفسير القراءة الأولى للنبي أشعيا حيث يتدخّل الله مباشرة ليطلب: “أزيلوا شرّ أفعالكم من أمام عيني. وكفوا عن الإساءة. تعلّموا الإحسان والتمسوا الإنصاف وأغيثوا المظلوم وأنصفوا اليتيم وحاموا عن الأرملة” وهنا أشار البابا في حديثه الى المسنّين المتروكين والأطفال الذين لا يقدرون أن يذهبوا الى المدرسة وكل من لا يستطيعون أن يرسموا إشارة الصليب على صدورهم. “فخلف هذا الطلب، توجد دعوة الى الارتداد”.
وأضاف: “ولكن كيف يمكنني أن أقوم بالارتداد؟ تعلّموا أن تصنعوا الخير! إنّ الارتداد هو أن نأخذ قرارًا بأن نسلك طريقًا مختلفًا بعيدًا عن الشر والسوء. “تعلموا أن تصنعوا الخير! وهذه هي الطريقة للقيام بالخير. ستسألون: “كيف نقوم بالخير؟” هذا سهل جدًا إبحثوا عن العدالة وشجّعوا المظلومين وانصفوا اليتامى ودافعوا عن الأرامل… إذهبوا الى حيث تكثر مصائب الإنسانية والكثير من الآلام ومن خلال القيام بالخير تغسلون قلوبكم “تغتسلوا وتتطهّروا”.
“إنّ الله يعد بذلك مباشرة هو من يغفر كل خطايانا. إنّ الرب يقول لنا: “إنه ولو كانت خطاياكم كالقرمز تبيضّ كالثلج ولو كانت حمراء كصبغ الدود تصير كالصوف”. وهذه ليست مبالغة. الرب لا يبالغ بل يقول الحقيقة، هو يمنحنا موهبة غفرانه. الرب يغفر دائمًا كل شيء ولكن إن أردتم أن يغفر لكم عليكم أن تبدأوا بفعل الخير. هذه هي النعمة!”
أما إنجيل اليوم فيبيّن لنا الأشخاص المنافقين من يقولون شيئًا ويفعلون شيئًا آخر. كلنا نتصرّف هكذا نبحث عن سبل تبدو لنا أكثر ملاءمة وهذا هو النفاق. يتظاهرون بأنهم قاموا بالارتداد إنما يبقى قلبهم في الكذب: إنهم كاذبون! هذه كذبة أن لا ينتمي قلبنا الى الرب بل ينتمي إلى أب الكذابين وهو الشيطان. وهذه هي القداسة المزيّفة. كان الرب يفضّل الخطأة لماذا؟ لأنهم كانوا صادقين ويقولون الصدق عن أنفسهم تمامًا مثلما فعل بطرس عندما قال: “تباعد عني يا رب أنا خاطىء”.
وفي الختام قال البابا: “في الأسبوع الثاني من زمن الصوم، نحن مدعوون لأن نفكّر في الدعوة الى الارتداد وهي نعمة يمنحنا إياها الرب أي مغفرة كل شيء والفخ الذي يقع فيه كثيرون مدّعين القداسة ولكنهم في الحقيقة يسلكون طريق النفاق”.
زينيت