“في فلورانس مشيدًا بأعماله وشهادته وصلاحه في الكنيسة.
“إنّ العالم مملوء بالكثير من المسيحيين الذين يحسنون قراءة كلمات الإيمان إنما يفتقرون إلى تطبيقها” منطلقًا من القراءة الأولى للقديس يعقوب (2: 14-26) الذي يحذّر من خطر الإيمان من دون أعمال منذ ألفي سنة. وأشار البابا إلى أنّ يعقوب الرسول عندما تحدّث عن الإيمان فإنه تحدّث عن العقيدة وعن مضمون الإيمان. يمكنك أن تحفظ كل الوصايا وكل النبوءات وتدرك جميع حقائق الإيمان إنما إن لم تمارس ما تحفظ فأنت إذًا لم تفعل بشيء. يمكننا أن نرى الكثير من الناس الذين يقرأون العقائد نظريًا حتى من دون أن يؤمنوا بها وكان يعقوب واضحًا في رسالته إذ حتى الشياطين تؤمن بأنّ الله أحد وترتعد”.
كانت كلمات البابا تؤكّد كلمات القديس يعقوب: “أنت تؤمن بأنّ الله أحد، فقد أحسنت. حتى الشياطين تؤمن به وترتعد”. إنما الفرق هو أنّ الشياطين لا تعبّر عن إيمانها إذ الإيمان ليس بتكديس المعلومات والمعرفة بل هو بنقل رسالة الله إلى الآخرين. إنّ المسيحيين الذين يفكّرون بأنّ الإيمان هو مجموعة أفكار فلهم يقول القديس يعقوب بأنهم ضد المسيح وهكذا كان يفعل العديد منذ أيام يسوع وكان الفكر الغنوصي سائدًا وقتئذٍ”.
ثمّ ذكر البابا فرنسيس “كم من الشخصيات ذُكرت في الكتاب المقدس لا تعرف العقائد إنما تتحلّى بإيمان قوي تمامًا مثل المرأة الكنعانية والسامرية والأعمى وغيرهم. من هنا علينا أن نفهم أنّ الإيمان والشهادة لا ينفصلان أبدًا. على الإيمان أن يقودنا دائمًا إلى الشهادة. الإيمان هو لقاء مع يسوع المسيح، مع الله وهذا ما يريد الرسول أن يقوله: إيمان من دون أعمال، هو إيمان ينطوي على ذاته ولا يقودك إلى الشهادة وتبقى الكلمات مجرد كلمات”.
زينيت