استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الخميس في قاعة كليمينتينا بالقصر الرسولي في الفاتيكان المشاركين في الجمعية العامة لرهبان القديس أغوسطينوس الحفاة، وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال أرغب أولاً في أن أقول لكم أنني أُقدِّر فيكم فرح كونكم أغوسطينيين: “سعداء لخدمة العليِّ بروح تواضع”.
تابع الأب الأقدس يقول في هذا التقليد الديني الطويل الذي بدأه القديس أغوسطينوس، تملكون جذوركم أنتم الأغوسطينيون الحفاة. أشجّعكم لكي تحبوا وتعمّقوا على الدوام هذه الجذور وتسعوا للاستقاء منها من خلال الصلاة والتمييز الجماعي، العُصارة الحيويّة لحضوركم اليوم في الكنيسة والعالم. إن الصلاة والتوبة هما الأساس الذي تقوم عليهما الشهادة المسيحية، شهادة تسير في بعض الأُطر بعكس التيار ولكن إن اقترنت بالتواضع والمحبة يمكنها أن تحاكيَ قلوب العديد من الرجال والنساء في زمننا أيضًا.
أضاف البابا يقول تعبِّرُ صفة “حفاة” عن الحاجة للفقر والتخلّي والثقة بالعناية الإلهية. إنها حاجة انجيلية يجعلنا الروح القدس نشعر بها بقوّة في بعض اللحظات الحاسمة من مسيرة الكنيسة. وعلينا أن نكون دائما متنبِّهين ومطيعين لصوت الروح القدس: الرائد الذي ينمِّي الكنيسة. لقد أردتم في هذه السنة بشكل خاص أن تسلّطوا الضوء على نذر التواضع، النذر الرابع الذي يميزكم. أُهنئكم على هذا الاختيار لأنَّ نذر التواضع هذا هو مفتاح، مفتاح يفتح قلب الله وقلوب جميع البشر.
تابع الأب الأقدس يقول إنَّ الروح القدس ينفخ في أشرعة الكنيسة وكذلك رياح الرسالة الى الأمم، وقد عرفتم أن تكونوا جاهزين للانطلاق. نعيش في زمن تتجدد فيه الرسالة الى الأمم وعبر أزمة نريدها أن تكون للنمو والأمانة لوصية الرب القائم من الموت، وصية تحافظ على قوتها وآنيتها.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أيها الخوة الأعزاء، إذ تذكرون بامتنان مسيرتكم، أو بشكل أفضل المسيرة التي جعلكم الرب تقومون بها، يمكننا أن نفهم بشكل كامل معنى “سنة الموهبة” هذه، التي ليست مرجعية ذاتية ولكنها الذكرى لجماعة حية تريد أن تسير مع المسيح الحي. “سعداء لخدمة العليِّ بروح تواضع”، سيروا هكذا إلى الأمام ليبارككم الرب ولتحفظكم العذراء والقديس أغوسطينوس. وأسألكم من فضلكم ألا تنسوا أن تصلوا من أجلي.
أخبار الفاتيكان