ودعا القرّاء أن يستخدموا غناهم من أجل خدمة الآخرين وليس من أجل تلبية حاجاتهم فحسب فيثمرون.
صرّح البابا بأنّ الفقر يمكن أن يُفهم كمورد يؤدي إلى التضامن، إلى النقطة التي حوّلها يسوع إلى نعمة قائلاً: “إنّ المال هو وسيلة تزيد من قدرة الإنسان على التمتّع بالحريّة مثل الفقر إذا جاز التعبير ومن خلال المال، يستطيع الإنسان أن يعمل في العالم وأن يشتغل ويحمل الثمار”. إنما كما يتبيّن لنا أصبح المال وسيلة تبعد الإنسان عن الآخر وتقوده إلى أفق أناني.
كما وأشار البابا إلى كلمة “فقر” في العالم الغربي إلى أنّها أصبحت بكل بساطة تعني “عدم الراحة” لأنها ترتبط بعدم وجود القوة الاقتصادية التي تعني عدم أهمية السلطة السياسية والاجتماعية والبشرية. ووصلت إلى نقطة “كل من لا يملك المال يُعتبر قادرًا على الخدمة إنما من أجل أغراض أخرى”. وبالتالي تأكّد الجانب السلبي لهذا الوضع.
ومن هنا، أشار البابا في مقدمة هذا الكتاب إلى “مهمة المسيحي في إعادة اكتشاف، عيش وإعلان هذه الوحدة بين الربح والتضامن مع الآخر ويشدد على أنه كل ما أسرع العالم المعاصر باكتشاف هذه الحقيقة، ستُحل العديد من المشاكل التي نعانيها اليوم”.
كما وكتب الأب الأقدس على الحاجة للتضامن التي نتّسم بها منذ الطفولة. أولاً، من خلال اهتمام الوالدين ورعايتهما لنا حتى أصبحنا بحاجة إلى الآخر عند اجتياز كل خطوة من حياتنا لأنه لا يمكن لأحد أن يجنّب نفسه من رؤية أشخاص بحاجة إليه.
من هنا، لا يجب أن ننظر إلى الفقر كحد لثرواتنا بل كمورد إذ كل ما نعطيه يتحوّل كهدية تفيد الجميع. وهذا هو الجانب الإيجابي الذي يقوم الإنجيل بتسليط الضوء عليه ويدعونا للتفكير بالفقر هكذا ومن خلاله يقوم يسوع بتحويله إلى بركة.
* * *
نقلته إلى العربية (بتصرّف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.
زينيت