“إذا كانت لعبتنا وحياتنا، متماسكتان، فستُعطيان هذا المثال وسنكون قادرين على أن ننقل لا شغف الألوان التي تُهمِّش، وإنما الحب لما تمثله” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى أعضاء الـ “Real Club Celta di Vigo”
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين أعضاء الـ “Real Club Celta di Vigo” وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحّب بها بضيوفه وقال لقد كررت غالبًا أن الرياضة هي سبب وفرصة لإعادة اكتشاف العديد من قيم مجتمعنا وتعزيزها، وبهذا المعنى، فإن لقاء نادٍ إسباني هو بالنسبة لي أمر يثير العديد من الخبرات التي عشتها كأرجنتيني بشكل مباشر. إذا كنتم قد لاحظتم، فإن ألوانكم هي ألوان العذراء مريم سيّدة الحبل بلا دنس وكذلك ألوان قميص الفريق الأرجنتيني، كما لو أن والدتنا أرادت أن تضع نفسها بين ضفتي هذا المحيط العظيم، الذي وحّدنا بدلاً من أن يفصلنا، لكي لا ننساها أبدًا.
تابع البابا فرنسيس يقول لقد أخبرني دون كارلوس في رسالته أنه كان عليه أيضًا أن يعبر المحيط الأطلسي لكي يكوّن عائلة، ومثل كثيرين آخرين، تأمَّل بالتأكيد من بعيد ذلك العلم الأزرق والأبيض الذي كان يُحييهم من مرفأ لاكورونيا. لقد بقيت هناك قطعة من قلبه تنتظره. ولم يكن الشخص الوحيد الذي ترك قطعة من قلبه هناك، وبمعنى ما يمكننا القول إن قلب البشرية يتكون من جميع تلك القطع الصغيرة التي، سواء بقيت أو غادرت، تذكرنا في أعماقنا بأننا جميعًا متحدون؛ وبأننا جميعاً حجاج في بحر الوجود العاصف.
أضاف الأب الأقدس يقول وإذا كان اللون الأزرق الذي يلون درعكم يظهر ثقتكم في حماية العذراء مريم، فإن صليب القديس يعقوب يرتفع مثل راية النصر في معركة الحياة. وكذلك إذ يُذكركم بوطنكم، يوحده الصليب بأوروبا، وفيها، مع المسيحية بأسرها، التي ومنذ القدم تحجُّ على خطى الرسول الأول الذي سفك دمه من أجل المسيح.
تابع الحبر الأعظم يقول ربما لاحظ البعض منكم المعنى العميق لهذا الشعار الذي دافعتم عنه بفخر كبير. قد يحدث ذلك لنا أحيانًا، نحن نعمل بجد، ونكافح، ونريد أن نكون سعداء، ونفوز، ونظهر مدى قيمتنا، ولكن إذ ننشغل بالدفاع عن ألواننا، نحن ننسى معناها. ولكنَّ الجذور مهمة، وهي التي تعطينا المعنى، وجذوركم تحدّثنا عن أرض لا تنغلق أمام الأخ الذي يصل إليها كحاجٍّ وأشخاص قادرين على أن يتركوا كل شيء لكي ينطلقوا ليواجهوا أسمى المساعي.
أضاف الأب الأقدس يقول سواء في الملعب أو في الحياة، إن أسلحتكم، مثل صليب القديس يعقوب الذي يرأسكم، هي تلك التصرفات الصغيرة التي لا نعطيها أهمية في بعض الأحيان، وهي الفوز انطلاقًا من التواضع، والعمل كفريق دون الاتكال فقط على قواكم الخاصة، وفهم أن النصر هو للجميع؛ كما أنّها بذل الذات بسخاء، وعدم ادخار الجهود، عالمين كيف نضحّي بذواتنا في سبيل الآخر عند الضرورة. وبالطريقة عينها، هي أن نقبل بأن المواجهة مع الفرق الأخرى تساعد لكي نصبح أفضل ونتعلّم ونضع أنفسنا أمام الاختبارات ونُقيِّم لعبتنا.
بهذا المعنى، خلُص البابا فرنسيس إلى القول، فإن الآخر، أكثر من خصم يستحق الاحترام، هو على الدوام صديق مرحَّب به. إذا كانت لعبتنا وحياتنا، متماسكتان، فستُعطيان هذا المثال وسنكون قادرين على أن ننقل لا شغف الألوان التي تُهمِّش، وإنما الحب لما تمثله. من أجل هذه الأعلام البيضاء والزرقاء ومسيرة الرسول هذه التي تجعلنا قادرين على عبور المحيطات وتوحيد القارات، في انتظار إكليل العدالة الذي يمنحه الرب، القاضي العادل، لجميع الذين يرجون به.